ما زال التوتر سيد الموقف على الحدود المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، بعد أسابيع من اندلاع القتل بينهما على طول الحدود الممتدة لمسافة 1800 كيلومتر بين البلدين، بعد فشل جولات عدة من المحادثات فى حل الخلافات على إيرادات النفط وترسيم الحدود والجنسية، فمن الواضح أن كلا الطرفين بات مقتنعا بأن الحلول السياسية ما زال أمامها وقت طويل، ومن ثم فإنهما يسعيان لإحراز بعض النقاط على الأرض، وفى نفس الوقت نفى ارتكاب أى تجاوزات تفاديًا للعقوبات الدولية. الجيش السودانى اتهم قوات جنوب السودان بالتوغل فى أراضيه، رغم إنذار الأممالمتحدة لهما لوقف القتال، وتعهد الطرفان بالالتزام، وهو الاتهام الذى نفاه الجنوب. المتحدث باسم الجيش السودانى العقيد الصوارمى خالد، قال إن الجيش ملتزم بدعوة الاتحاد الإفريقى التى تدعمها الأممالمتحدة إلى وقف العمليات الحربية فى محاولة لإنهاء قتال على الحدود يهدد بأن يفضى إلى حرب شاملة، لكنه أضاف أن من حق الجيش الدفاع عن أرضه ضد القوات الأجنبية. وقال خالد إن الجيش ملتزم بالقرار ولم يطلق رصاصة واحدة ولم يشن أى هجمات أو غارات على جنوب السودان، لكنه أضاف أن «جيش جنوب السودان ما زال يحتل بعض المناطق السودانية، وتحديدا فى منطقتى كافن دبى وسماحة فى جنوب وشرق إقليم دارفور». وتابع «من جانبنا أعلنت الدولة التزامها بقرار مجلس الأمن الدولى بوقف العدائيات.. لكن الطرف الآخر ما زالت له قوات داخل أراضينا واحتلاله منطقتى سماحة وكافن دبى يعنى أنه لم يوقف العدائيات». لكن الجنوب ينفى ذلك الاتهام، وقال فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبى لتحرير السودان، «استخدمت ميليشيا منطقة كافن دبى لمهاجمتنا، وهؤلاء موجودون فى ولاية بحر الغزال الغربية وهى جزء من أرضنا». وقال أقوير «فى الخرطوم المعسكر مقسم بين من يريدون الحرب ومن يريدون السلام، على عكس جنوب السودان الذى قبل بقرار مجلس الأمن الدولى، وسنرى إذا وافقوا على ذلك».