صدقت التوقعات واستطلاعات الرأي الأخيرة، بأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستنتهي بدورة ثانية في السادس من مايو القادم بين نيكولا ساركوزي الرئيس المنتهية ولايته، وفرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي الأوفر حظا. حيث تصدر الأخير نتائج الجولة الأولى أمس الأحد بعد حصوله على 28.40% من الأصوات، فيما جاء ساركوزي مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية في المرتبة الثانية ب25.5% من الأصوات. وفي مفاجأة من العيار الثقيل حصلت المرشحة ماري لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة على 20% من الأصوات، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة يليها في المرتبة الرابعة ممثل جبهة اليسار جان-لوك- ملنشون الذي حصد 11.7% من الأصوات. سلين براك، نائب مدير معهد «بي في اي» للاستطلاع، وصفت هذه النتائج بالمخيبة للآمال بالنسبة لساركوزي الذي رمى بكل ثقله في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، لاحتلال المرتبة الأولى على حد تعبيرها؛ وقالت: احتلال ساركوزي للمرتبة الثانية إخفاق سياسي جديد ودليل على أنه لم يتمكن من التواصل مع الشعب الفرنسي. وأضافت أن أن الرئيس المنتهية ولايته سيكون في وضع حرج جدا في الجولة الثانية كون احتياطي الأصوات في معسكر اليمين أقل مما هو عليه في معسكر اليسار. مشيرة أن على ساركوزي أن يقنع بين الدورتين مرشحي الجبهة الوطنية «يمين متطرف»، وحزب الحركة الديمقراطية «وسط» بقيادة فرانسوا بايرو بضرورة التصويت لصالحه إذا أراد أن يقلب الموازين وهذا شيء ليس بالسهل. من جهته، أكد جان إيف كامو، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية «أريس» أن تصدر هولاند الترتيب في الجولة الأولى من ليس بالمفاجأة، وأوضح أن الجولة الثانية ستكون صعبة جدا؛ لأن الفارق في النقاط ليس كبيرا. مضيفا أن الشئون الاقتصادية مثل: البطالة والقدرة الشرائية هي التي ستحتل جميع النقاشات وخطابات المرشحين بين الجولتين، لافتا إلى أن ساركوزي بإمكانه أن يتصدر الترتيب في الجولة الثانية في حال استفاد من احتياطي أصوات اليمين المتطرف كلها؛ لكن هذا صعب لأن ماري لوبان لن تطلب من مناصريها التصويت لصالح ساركوزي. تجدر الإشار إلى أن نسبة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة بلغت نحو 70.59%، من أصل نحو 44.4 مليون ناخب تمت دعوتهم إلى التصويت، واستقبلهم 85 ألف مركز اقتراع بأنحاء البلاد، لاختيار واحد من 10 مرشحين في الدورة الأولى التي سيخرج منها مرشحا الدورة الثانية.