كلما ألمت بالمصريين مصيبه أكبر من قدراتهم تساءلوا أين الجيش؟ ولم يتغير السؤال في كارثة حرائق شركة النصر للبترول بالسويس بل زاد عليها أن المدينه مقر الجيش الثالث واحد مراكز البترول وصناعاته وتحول الاندهاش الى استنكار في انتظار انتهاء التحقيقات الرسميه. «التحرير» نقلت علامات الاستفهام والتعجب الى قائد الجيش الثالث اللواء أركان حرب صدقى صبحى على هامش المناورة الضخمه «بدر 2» التي أختتمت الأحد بعبور القوات لقناة السويس فى أضخم تدريب عسكرى للقوات شرق وغرب القناة. اللواء صبحى أصر على أن قدرة الله أولا ثم جهود القوات المسلحه والجيش الثالث ولولاها ما كتب الله التوفيق لجهود الإطفاء، وبقوله «إسألوا وابحثوا كيف تستمر حرائق النفط بالأيام وما حجم خسائرها». ونفى صبحى إنتقادات بتأخر الطائرات وفشلها في إطفاء الحريق، وقال «بمجرد إبلاغي بالحريق في الساعه الخامسة والنصف مساء تحركت للموقع فوجدت النار مشتعله في أربعة خزانات وفي نفس التوقيت وصلت سيارات إطفاء الجيش الثالث وتحول مركز 66 الدائم لعمليات الجيش لتشغيل كل الدعم الذي وصل من جميع المحافظات ومن المنطقه المركزيه والجيش الثانى والشرقيه والغربية ووصل عددها الى 67 سيارة إطفاء، وبقوله «في الساعة الثامنه والنصف مع استمرار الحرائق خشينا من امتدادها لباقى الخزانات وطلبنا الدعم الجوي وبالفعل صدقت القيادة العامه لتحرك ثلاث طائرات هليكوبتر اثنتان من بنى سويف وواحدة من الماظه وتمركزوا فى كبريت ورغم أنه غير مسموح باستخدام الطيران ليلا، وبدأت الأطفاء فى التاسعة والنصف مساء». وقال صبحى إن القيادة العامه للقوات المسلحه دفعت بأطقم فنيه من الكيميائيين المتخصصيين في إطفاء حرائق آبار البترول وخزانات الوقود وعلى عكس ما ردد الاعلام فى هجومه على مكافحة الحريق واتهام جهودها بالقصور، وقال «إن من يقولون ذلك إما لا يعرفون أو يعرفون ويجحدون». وأشار صبحي أن الحرائق النفطيه من أشد أنواع الحرائق خطورة ويكون الخطر اشد إذا ما حدث الحريق فى أماكن تخزين النفط والغاز وذلك نظراً للكميات الهائلة من هذه المواد وقوتها التدميرية. واضاف عملية الاطفاء تطلبت قدرا كبيرا من الحيطة والاهتمام بعمليات التبريد لجدران الخزان المشتعل والخزانات المجاورة له حتى لا تنتقل إليها النيران وتشتعل السوائل الموجودة بداخلها. وأشار قائد الجيش الثالث أن القوات البحريه جهزت ممرات مضيئه في البحر لتموين الطائرات بالتعاون مع إدارة المكافحة ومسئولى الأمن الصناعي، وكشف إن الإقتراب من الخزانات كان فى منتهى الخطورة ، وقال «الطائرات كانت تبرد أجسام الخزانات لمنع انفجارها والذين يفهمون فى مكافحة حرائق النفط يعلمون ذلك ويفهمون ان ما يتردد من عدم استخدام الفوم لا اساس له من الصحه، الخزانات كانت مغلقه من اعلى ولا يمكن إلقاء الفوم بالطائرات واستعمال الفوم فى كبسولات تكسر جسم الخزان سيؤدى لانفجاره وانتقال الانفجارات لباقى الخزانات سواء انفجار كلى او جزئى وإلقاء الفوم بدون كبسوله من ارتفاع الطائرة مع حركة الرياح معناة ان يطير الفوم بعيدا عن الحريق لانه خفيف. وقال صبحي أن الجيش الثالث استعان بسيارة من شركة «أبيك» مخصصه لضخ الفوم التى أرسلتها الشركه بمجرد الاتصال بها وساهمت فى عملية الإطفاء بالاستعانه بسلم ارتفاعه 88 متر دفعته هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحه. وأضاف «بعد إطفاء الحرائق غمرت المياه الشركه بارتفاع متر ونصف وبدأنا عملية شفط المياه المتجمعة بماكينات من الجيش الثاني ومن الهيئه الهندسيه ومحافظة السويس وخلال ثلاثة ايام انتهى شفط المياة تماماً.