مع بدء العد التنازلى لحلول عيد الفطر المبارك، بدأ تنافس شرس بين التيارات الدينية «إخوان، سلفيون وجماعات إسلامية» على كعكة المصلين، فى صلاة العيد فى الخلاء، وقام كل تيار بابتكار وسائل جذب لساحته، دون الآخر. الجزء الأبرز من الكعكة هو مسجد مصطفى محمود، الذى يشهد حشدا كبيرا، فلأول مرة منذ 8 أعوام، سيقيم الإخوان المسلمون صلاة العيد، فى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، فى ما يعد بمثابة استرداد للمسجد الذى ارتبطوا به طويلا، منذ أيام الشيخ محمد الغزالى، وبحسب القيادى بالجماعة الدكتور عصام حشيش، فإن دعوة الجماعة إلى إقامة صلاة عيد الفطر فى المسجد، تعد استردادا للمسجد الذى سيطر عليه الحزب الوطنى منذ عام 2003، موضحا أن الإخوان هم من كانوا ينظمون الصلاة فى تلك الساحة، وسبب شهرتها، عندما كان يتجمع فيها المصلون، يستمعون لخطبة الشيخ محمد الغزالى. «الإخوان كانوا يقيمون صلاتهم الأساسية فى عيد الفطر فى ميدان عابدين». يقول حشيش، ويوضح أن قوات الأمن دأبت منذ أوائل التسعينيات على منعهم، فاتجهوا إلى مسجد مصطفى محمود، ولكن مع آخر خطبة للشيخ الغزالى عام 2003 استولى الحزب الوطنى على المسجد بالتعاون مع جهاز أمن الدولة، ومن المقرر أن يخطب خطبة العيد الدكتور محمد عمارة، وسيتم تشكيل لجان نظام لحماية الميدان من البلطجية أو أحداث الشغب. صبيحة أول أيام العيد، سيجد سلفيو الإسكندرية 42 ساحة للصلاة جاهزة لاستقبالهم، نظمتها الدعوة السلفية، وأعلنت عن أسمائها، وأسماء الخطباء الذين سيلقون خطبة العيد فيها، ومن بينهم المتحدث باسم الدعوة السلفية الشيخ عبد المنعم الشحات، فى ساحة سيدى بشر الترام، والشيخ حازم شومان فى ساحة الترعة المردومة فى منطقة غبريال، بينما سيخطب الشيخ ياسر البرهامى فى ساحة مسجد عمار بن ياسر بمنطقة الساعة. الدعوة السلفية وحزبها «النور» وجماعة الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة» فى مدينة السويس بدؤوا الدعوة لصلاة العيد بنفس طريقة الدعوة لمليونيات التظاهر. الإخوان اختاروا ساحة ميدان الشهداء فى حى الأربعين، لما لها من دلالة سياسية ونضالية فى وجدان أبناء المدينة الباسلة، ليس لأنها نقطة انطلاق ثورة يناير فحسب، بل لتاريخ المنطقة منذ حرب أكتوبر 1973. بينما اختارت الجماعة السلفية المنطقة المتاخمة لحى أحمد عبده القديم، حيث كفاح المقاومة ضد الإنجليز، كما نوهت الجماعة فى دعوتها بأن خطبة العيد سيلقيها الشيخ أحمد فريد، أحد كبار مشايخ السلفية فى الإسكندرية. ووعدت المصلين بهدايا كثيرة بعد الصلاة. فى الفيوم، قامت جماعة الإخوان المسلمين بوضع آلاف الملصقات فى الشوارع، تعلن فيها عن تنظيم صلاة واحتفالات العيد فى ميدان السواقى، وفصلت فى دعوتها أنها خصصت أماكن للسيدات، وشددت على اصطحاب الأطفال، لتلقى الهدايا والحلوى.. التنافس على ساحة مركز شباب قرية سبك الأحد فى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، بين الإخوان والسلفيين وصل إلى حد الشجار.. وقد يذهب أحد أهالى مطروح لأداء صلاة العيد فى ساحة الإخوان المسلمين فى شارع الجلاء بجوار حديقة كليوباترا، ويعود بعد الصلاة بتليفزيون ملون 21 بوصة ب«ريموت كنترول». التليفزيون هو الجائزة الأولى التى أعلنت عنها الجماعة فى لافتاتها ومطبوعاتها، سيفوز به أحد المصلين فى قرعة علنية، إضافة إلى جوائز أخرى قيمة. اللافتات حملت شعارات مثل «عيد بطعم الحرية» و«لن ننسى شهداء 25 يناير». الجماعة الإسلامية فى المنيا دعت لصلاة العيد بالخلاء، واختار أعضاؤها فى قرية زهرة أحد ملاعب كرة القدم المفتوحة، مما أغضب السلفيين الذين بدؤوا الدعوة لمقاطعة الصلاة مع الجماعة، على اعتبار أن الملعب غير مناسب للخلاء، و«غير جائز شرعا»، ودعوا إلى الصلاة على أحد الجسور. شباب الدعوة السلفية كانوا قد نشطوا بشكل لافت خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وابتكروا إحدى التقاليع الجديدة « صحينى شكرا»، وهى دعوة لكل من يرغب فى أداء صلاة الفجر فى جماعة، أن يترك رقم تليفونه واسمه فى أقرب مسجد له، ويتولى شباب الدعوة السلفية مهمة إيقاظه، قبل صلاة الفجر بربع ساعة، ومن المقرر أن تستمر الحملة طوال السنة. المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية فى الإسكندرية، الشيخ عبد المنعم الشحات، استبعد وجود تنافس بين التيارات الإسلامية، مشيرا إلى أن «طول عمر صلاة العيد.. نصها إخوان والنص التانى سلفيين». الشحات أكد أن عيد الفطر هذا العام يختلف عن غيره بالنسبة للجمعيات الخيرية التى كانت تنشئ فى السابق ساحات للصلاة بهدف التعاون مع الحزب الوطنى المنحل، وأوضح أنه لا يوجد تغيير فى خريطة صلاة العيد بالنسبة للسلفيين، مؤكدا أن خطبة العيد لن تتناول أى كلام عن الأداء السياسى، ولكن من الوارد الحديث عن قضايا تطبيق الشريعة.. من جانبه، رحب عضو مكتب الإرشاد وأستاذ الحديث فى جامعة الأزهر، الدكتور عبد الرحمن البر، بالتنافس بين التيارات الإسلامية، ما دام فى الخير، مضيفا أنه لا حرج فى انفعال الخطيب مع قضايا الأمة، فأن يتحدث عن حسن اختيار الحاكم مثلا لا يعنى ذلك بالضرورة أنه يروج لفكر أو اتجاه معين. التنسيق بين التيارات أيضا وارد، نراه جليا فى المحافظات، ففى مركز منفلوط فى محافظة أسيوط، قام ممثلو التيارات فى المركز بالتنسيق لأداء صلاة مشتركة فى الخلاء، وتم الاتفاق على أن تكون الصلاة فى الساحة الشعبية، أما فى سوهاج، وبعد غياب ثلاثين عاما عن الساحة الشعبية، تعود الجماعة الإسلامية من جديد للصلاة فيها، وذلك بعد مشاورات مع القوى الإسلامية المختلفة باستثناء الإخوان، الذين قرروا أن يصلوا بمفردهم. مسيرة العيد تنطلق من مسجد أنصار السنة فى سوهاج، وتطوف شوارع المحافظة، لتصل إلى مكان الصلاة. المحافظة أعدت مكانا للسيدات، وهدايا للأطفال، إضافة إلى أدوات مكتبية، وميدالية مكتوب عليها «أنقذوا أطفال الصومال». الجماعة الإسلامية فى المنيا تحشد الآن كل القوى من أجل الصلاة فى كورنيش النيل، ووافقت التيارات على أن يكون الخطيب هو الدكتور محمد شلبى، الأستاذ فى جماعة الأزهر. تنطلق المسيرة فى المنيا بعد صلاة الفجر، رافعة اسم «ائتلاف التيار الإسلامى»، لتطوف شوارع المحافظة، حتى تصل إلى مكان الصلاة. الجماعة الإسلامية هناك أعدت 7000 هدية للأطفال، إضافة إلى 2500 خط موبايل، لتوزع على المصلين. أما بخصوص خطبة العيد فستكون حديثا عاما لكل المسلمين، لا ينتقص من أحد، ولا يتعرض لأشياء محل خلاف، ولا يتبنى هجوما على فصيل أو تيار سياسى أو وطنى. فى أسيوط، الجميع متفق على أن يكون خطيب صلاة العيد، هو الدكتور عبد الآخر حماد، رئيس اللجنة الشرعية فى الجماعة الإسلامية. الصلاة تقام فى استاد جامعة أسيوط وتسبقها مسيرة، تختلف فى موعد قيامها، إذ تقرر أن تنطلق بعد صلاة عشاء آخر أيام رمضان، من مسجد الجمعية الشرعية الخاص بالجماعة الإسلامية. المسيرة ستطوف المحافظة، وتدعو الأهالى للصلاة. وكعادة بقية المحافظات، خصصت التيارات الإسلامية مكانا خاصا للنساء والأطفال، الذين سينالون حظهم من الهدايا أيضا. أما محافظة أسوان، فقررت الجماعة أن تصلى العيد فى حديقة الدرة، المجاورة لمبنى المحافظة. وفى الجمالية بمحافظة الدقهلية، أعدت الجماعة أتوبيسات لنقل المصلين إلى أماكن الصلاة.