شهدت الساعات الأخيرة خلال وقفة عرفات وقبل أداء صلاة عيد الأضحي، العديد من المبارزات السياسية التي شاركت فيها الأحزاب والجماعات وغيرها من القوى السياسية الطامحة في مقاعد برلمانية لن تأتي إلا بالحصول على تأييد الغالبية من أصوات المواطنين، فيما تعتبر ساحات الصلاة أكبر تجمع يحلم به المرشحين يمكنهم خلاله التواصل بشكل أكبر وأوسع. حيث شهدت محافظة الإسكندرية، صراعا محموما بين المتنافسين، لاسيما الجماعات الإسلامية، التي تسابقت لحجز ساحات الصلاة والإعلان عن وجود هدايا قيمة، «من الإبرة للخروف»؛ لجذب المصلين لأداء الصلاة، حيث شهدت بعض الساحات تخصيص جوائز عبارة عن خراف ومقتنيات منزلية وجوائز للأطفال، بصورة متكررة مما شهدته ساحات صلاة عيد الفطر المبارك. هذا و لم تقتصر ساحات عيد الأضحى على الجماعات الإسلامية من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، وإنما شملت عودة ظهور المنتمين للحزب الوطني «المنحل» حيث أقام العديد من المرشحين وعلى رأسهم طارق طلعت مصطفى 3 ساحات للصلاة. في الوقت نفسه، طافت سيارات تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والسلفيين، وحزب مصر الثورة، والعديد من الأحزاب والحركات السياسية، يعلوها ميكروفونات، تتقدم أصحابها بالتهنئة بمناسبة العيد وتدعوهم للصلاة، مع تقديم الوعود بوجود هدايا مختلفة. ولم يختلف الحال للمرشحين المستقلين الذين ملأت لافتاتهم شوارع الإسكندرية من غربها إلى شرقها ومن جنوبها إلى شمالها، لافتات تحمل عبارة «مرشحكم عن الدائرة يتقدم بالتهنئة بمناسبة عيد الأضحي». فيما اعتبره البعض نوع من الدعايا الانتخابية، أكد المستشار «محمود حسن»، رئيس لجنة انتخابات الشورى، أن التهنئة أمر لا يعد خرقا لدعايا الانتخابية؛ لأنه لا يدعو إلى انتخابه رغم أن لافتاتهم تحمل صفتهم حسب ترشيحهم في الانتخابات وأن الهدف منها هو تقديم التهنئة وهو أمر يحق لأي شخص أن يفعله وأن يتقدم بالتهنئة للشعب كيفما يشاء. وجدير بالذكر، أن جماعة الأخوان المسلمين حصدت الساحات الأكبر لها في المحافظة، وبلغت نحو 184 ساحة من خلال 55 شعبة، فيما اكتفى السلفيين ب 52 ساحة صلاة كبيرة، ركزوا على إقامتها في الشوارع الرئيسية والتي تشهد أكبر عدد من جذب المصلين. فيما عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من استغلال ساحات الصلاة إلى دعايا انتخابية وترويج للمرشحين في الانتخابات، معتبرين أن لها وقت ومكانها وساحات الصلاة لأداء الفريضة والسنة فقط. من جانبه، قال «محمد أبو حطب» وكيل وزارة الأوقاف، بالإسكندرية، الأصل في صلاة العيد هو تطبيق سنة النبي بأدائها في الخلاء، منتقدا الدعوى لها في الشوارع وطرق جذب المصلين، على اعتبار أن المنوط بهذا الأمر هى وزارة الأوقاف والأزهر الشريف. كما نفى منح تصاريح إلى هذه الجامعات لرغبة إقامة صلاة عيد في الخلاء على اعتبار ان الأصل فيها أن يتم انتداب خطيب من أهل الخطبة، وأن يكون ملم بقواعد الفقه وأمال الأمة وان يدعو في الناس على بصيرة، لافتا إلى انه تم تخصيص نحو 192 ساحة صلاة وبخلاف ذلك «أنا لست مسؤولا عنها». وفي السويس، يتوجه أبناء السويس إلى الساحات المحددة لصلاة عيد الأضحى المبارك صباح الأحد لأداء أول صلاة عيد أضحى بعد الثورة وسط صراع بين المرشحين للبرلمان القادم حيث يتبارى كل من السلفيين والإخوان والتيارات المختلفة على جذب المصلين للسحات المخصصة لكل فصيل؛ حيث حددت جماعة الإخوان ميدان الشهداء لما له في قلوب السوايسة من مكانة كونه شاهدا على نضال ابناء السويس ضد الجيش الصهيوني، وحدد السلفيون أول سور ورش السكة الحديد ليكون مصلى السلفيين؛ لما له من قيمة تاريخية ونضالية إبان الحروب المختلفة خاصة في خمسينيات القرن الماضي. وقد حدد الدكتور «كمال بربرى»، وكيل وزارة الأوقاف بالسويس 50 ساحة ومسجد تم تخصيصها لصلاة عيد الأضحى بأحياء السويس الخمسة منها ساحة حديقة الخالدين أمام مبنى المحافظة بحي السويس وعلى عبدالله صالح بفيصل.