سجن أبو سليم -الواقع فى إحدى ضواحى العاصمة طرابلس- يحمل ذكريات سيئة للشعب الليبى، كونه شهد أحد أشهر المذابح التى ارتكبها العقيد معمر القذافى يونيو 1996، بعدما أطلقت قواته الخاصة النار على 1200 سجين، ثم قامت بدفنهم فى باحة السجن وفى مقابر جماعية غير معلومة. حفرة من جهنم، جملة بسيطة عبر بها صبرى أحمد عن 72 يوما هى فترة اعتقاله فى سجن أبو سليم خلال أحداث ثورة 17 فبراير، ذاق فيها ويلات غير طبيعية -بحسب قوله- لمجرد الشك فى مشاركته بمظاهرة مناوئة للعقيد. مبدئيا، الغرفة التى كان يحتجز فيها مساحتها 3 أمتار مربعة، تم حشر 4 أشخاص فيها، وقال متهكما «لقد كانوا يوزعون التعذيب علينا بالتساوى» ثم روى حملة التعذيب اليومية قائلا «كنا نصحو صباحا على ضرب يومى متكرر بالمقابض الحديدية، بعد تعليق السجين فى سقف الغرفة مربوطا من رجليه وجسمه مدلى لأسفل، وتبدأ بعدها مرحلة الصعق الكهربائى، الذى كنا نتعرض له أكثر من مرة يوميا» زبانية المعتقل كان لهم طقوس رمضانية خاصة مع السجناء، حيث منعوا عنهم الأكل والمياه، وحينما كانوا يمنون عليهم يقدمون رغيفا وبيضة لكل 4 أشخاص، بينما هم كان يفطرون فى نهار رمضان على حد قوله، ويقولون لهم «لا تحبون العقيد وتريدون أن تأكلوا وتشربوا. أنتم لا تستحقون الحياة».