ترامب يعلن "ضربة قاتلة" لتنظيم "داعش" في نيجيريا    ميرغني: الدعم السريع تدمر كل مدينة تسيطر عليها وتنهب البيوت والمنشآت    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    إصابة جندي إسرائيلي في إطلاق نار داخل قاعدة عسكرية    منة فضالي للإعلامية يارا أحمد: لو حجيت هتحجب وساعتها هسيب الشغلانة    الأب بطرس دانيال: اختلاف الأديان مصدر غنى إنساني وليس سببًا للصراع    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    زيلينسكي يبحث هاتفيًا مع مبعوثي ترامب محاولات التوصل لسلام مع روسيا    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    رئيس كوريا الشمالية يؤكد أهمية قطاع إنتاج الصواريخ في تعزيز الردع العسكري    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    مدرب مالي يكشف حقيقة تسرب الخوف في نفوس لاعبيه قبل مواجهة المغرب بأمم أفريقيا    جوتيريش يدعو لضمان انتخابات سلمية وشاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين ويعتقل أحدهما    ضياء رشوان: نتنياهو يحاول اختزال المرحلة الثانية من اتفاق غزة في نزع سلاح حماس وتغيير مهام قوة السلام    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    السيطرة على حريق داخل شونة إطارات بالغربية    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    جامعة الأقصر تناقش سبل تنفيذ ورش عمل متخصصة بمجال التعليم الإلكتروني.. صور    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    عقب واقعة ريهام عبد الغفور.. أشرف زكي: هناك ضوابط يُجرى إعدادها خلال ال48 ساعة المقبلة    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    مستشار شيخ الأزهر للوافدين: نُخرّج أطباء يحملون ضمير الأزهر قبل شهادة الطب    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة نصف نقل بالطريق الصحراوى في البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    مناسبة لأجواء الكريسماس، طريقة عمل كيك البرتقال بالخلاط بدون بيض    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضحايا معتقلات مبارك في زنزانة الذگريات
زيارة جديدة إلي .. عاصمة جهنم
نشر في الأخبار يوم 19 - 04 - 2011

عندما يتوقف الزمن.. عندما تنتهي لحظات عمرك وتبدأ في اعداد العدة لتكون ضمن الاموات.. هنا تتذكر مقولة "الداخل مفقود والخارج مولود".. فمهما كتبت اقلام المؤلفين والروائيين لتصوير ماذا يحدث بالداخل فلن يدركوا الا واحدا علي عشرة مما يحدث ..فما اصعبها من لحظة.
اللحظة التي تفصلك عن عالم تعيش فيه بحريتك وكرامتك وادميتك وتنقلك الي عالم اخر تتخلي فيه عن كل هذا لدرجة تجعلك تحاول الانتحار، ولكن حتي الانتحار لا تستطيع ان تقدم عليه.. لانه خارج عن ارادتك !!
لحظة الدخول الي مبني امن الدولة.. فالدخول الي القبر قد يكون اهون.. ولكن في امن الدولة ستتعرض لابشع أنواع التعذيب وامتهان الكرامة وانتهاك حقوق الانسان دون ان يكون لك ولو تهمة واحدة.
حقا لقد اسقطت ثورة يناير جهاز امن الدولة ..ولكنها لم تسقط الذكريات المؤلمة التي لا تزال عالقة في ذهن وعقل وقلب كل من زار هذا الجهاز اللااخلاقي .. ذكريات لايزال يسترجعها اصحابها ولن ينسوها من شدة بشاعتها وجرمها..ذكريات تبدا من لحظة المداهمات الليلية للمنزل ثم غرفة الاعتراف بامن الدولة انتهاء بزنزانة الحجز الذي يتم القاؤك به..
"الاخبار ".. استرجعت شريط الذكريات لأربعة زوار هذا الجهاز.. وانتقلت مع اثنين منهم الي مبني جهاز امن الدولة المطل علي الكورنيش بمنطقة الساحل لتمثيل وقائع التعذيب بالكلمة والصورة ..
"اللهم لا تميت من ظلمني الا عندما يتساقط عظمه من جسده".. دعاء لا يتوقف فتحي فؤاد توفيق عن ترديده صباحا ومساء.. قاصدا به كل من تسبب في قضاء احلي 11 عاما من عمره خلف القضبان بدون وجه حق ..فتحي احتضنه المعتقل عندما كان يبلغ من العمر 22 عاما وخرج منه في الثالثة والثلاثين.. ذاق خلال هذه المدة كل انواع التعذيب والضرب والاهانة لدرجة انه كاد ان يفقد عقله في يوم من الايام من شدة العذاب الواقع عليه عندما جلس وحيدا في زنزانته يتحدث الي كيس سكر ليشكو له همه والظلم الواقع عليه لولا ان عاد الي ثوابه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتوجه للمولي بدعاء سيدنا محمد اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس ..
رجال غلاظ شداد منزوعو الرحمة والشفقة داهمو بيتي فجرا وعصبوني بغمامة سوداء وكتفوني والقوا بي في سيارة لا اعرف لونها او نوعها حتي الان.. هكذا يصف فتحي ليلة القبض عليه.. قائلا: اخذوني علي مبني امن الدولة بلاظوغلي الذي قضيت به 9 ايام تعرضت خلالها الي تكتيف ايدي من الخلف وطرحي ارضا ووضعوا غمامة سوداء علي عيني واتهموني بشراء اسلحة والسفر الي افغانستان.. ورفضت تلك الاتهامات وقلت للضابط الذي يتولي التحقيق معي "إني أسكن بشارع الوحدة العربية بشبرا الخيمة".. ثم فوجئت بعد ذلك باتهامي بالانتماء الي الجماعة الاسلامية.. ورديت علي الضابط "هل كل شاب ملتح وملتزم عضو في الجماعة الاسلامية !!"..
بعد ذلك قاموا بترحيلي الي سجن ابوزعبل انا ومن معي من اشخاص كثيرين لا يعرفون مثلي لماذا تم القاء القبض عليهم ..هكذا يكمل فتحي كلامه مضيفا كنت اظن انني سيتم ترحيلي الي سجن ابوزعبل ولكنني لم اكن اعرف انني متوجه الي جهنم !!..فمع الايام الاولي داخل هذا المعتقل الفولاذي _ وضع تحت كلمة فولاذي الف خط _ اتفق رئيس مباحث السجن مع المساجين الجنائيين بالاشتباك مع المساجين السياسين وذلك بهدف اغلاق السجن ومنع الزيارات اليه وعدم اطلاع احد علي التعذيب الذي يقع بداخله ..وقد كان ، فالمساجين نفذوا المطلوب علي اكمل وجه واعتدوا علي نظرائهم السياسيين وفتكوا بهم مستخدمين كافة الاسلحة واسفرت الاشتباكات عن مقتل 4 اشخاص واصابة 99 شخصا من الطرفين فيما عرفت بمعركة ابوزعبل عام 1993. ليتحقق بالفعل بعد ذلك الغرض وهو اغلاق السجن..
تم اغلاق السجن وتم منع الاهل والاقارب من زيارة ابنائهم داخل المعتقل ..تم حرمان المساجين من الرياضة والخروج الي حوش السجن والبقاء خلف الباب الحديدي للزنزنانة لمدة وصلت اكثر من 7 اشهر.. الشمس لا ترانا ولا نراها ..اصبنا بالجرب وهشاشة العظام.. كنا نضع المياه المغلية علي اجسادنا حتي تقتل فيروس الجرب.. اصبحت اسناننا سائبة لينة تكاد تقع من الفم بسبب هشاشة العظام ..كان يتم تغمية اعين المعتقلين وتجريدهم من ملابسهم كما ولدتهم امهم وتوجيه وجوههم الي حائط الزنزانة رافعين ايديهم الي اعلي.. ليبدأ حوار الضابط مع العسكري ..فيقول الضابط ماذا تظن في اتباع محمد ..يرد العسكري اظن انهم قد صبئوا ..فيقول الضابط وماذا تري اننا فاعلون بهم ..فيرد العسكري نسومهم سوء العذاب.. فيقول الضابط ضرب.. فيبدأ العسكري في التكسير وليس الضرب !!
زنزانة التأديب
يكف فتحي عن الكلام ويبتسم ابتسامة خفيفة يخفي وراءها بحور من الحزن والاسي والرغبة في التشفي ممن فعل فيه ذلك.. ثم يعاود الكلام.. فيقول: التعذيب المعنوي اشد من التعذيب المادي.. فالحرمان من الاهل والاصدقاء والاقارب كان اصعب من سوط العسكري الذي يمزق جسدي.. فاسرتي مكونة من 8 افراد ، كنت ارغب في الاطمئنان عليهم من حين الي اخر لانني العائل الوحيد لهم ، ولكن منعوني حتي من رؤيتهم !!.. حتي الطعام كانوا يستخدمونه وسيلة للتعذيب ، فهناك ضابط يدعي مصطفي جابر كان يضع الرمل في الارز قبل ان نأكله. .اما الخضراوات فكانت تاتي "مطبوخة " والديدان والقواقع الزراعية تسبح بداخلها !!.
معتقل ابو زعبل لم يكن وحده المعتقل الذي شهده فتحي ..فقد تم ترحيله ايضا الي سجن الزقازيق والفيوم والبحيرة وعاد مرة اخري الي ابوزعبل.. وحسب شهادة فتحي يقول ايام عصيبة قضيتها خلف جدران سجن الزقازيق.. فالتشريفة التي استقبلت بها لم اشاهد مثلها في حياتي ..في حوش السجن الذي يراه كل السكان تم تجريدي من كافة ملابسي وكشف عوراتي امام عورات زملائي المعتقلين ..ثم تغمية "عيناي" وتكتيف يدي وتمشيتي في طريق به بالوعات للصرف الصحي المفتوحة حتي سقطت في احدي هذه البالوعات المملوءة بالمياه النجسة ويصل عمق هذه البالوعة نصف متر ..ثم وضعوني في زنزانة " التأديب " التي يصل طولها 14 شبرا وعرضها 180 سم.. وفي سجن دمنهور لم يكن الوضع افضل من الزقازيق ، ففي حالة مرض اي معتقل وذهابه الي عيادة هذا السجن يندم اشد الندم في التفكير الي الذهاب الي العيادة ،فالدكتور احمد حجاب المسئول عن هذه العيادة يضع علامة (X ) علي ظهر المريض عند خروجه من العيادة وتوقيع الكشف عليه ..وهذه علامة لامناء شرطة السجن بان يقوموا بالواجب مع هذا المعتقل فور عودته للزنزانة ..ليبدا الامناء في سحل هذا المريض وصعقه بالكهرباء وضربه بالخيرزان.. وبالطبع الهدف من ذلك هو تخويف المرضي من المعتقلين وجعلهم يموتون في اماكنهم بحيث يكون ذلك افضل من الذهاب الي العيادة !!
وعدت مرة اخري الي ابوزعبل..لابدأ في سماع ما فعله الضابط اشرف اسماعيل بزملائي في هذا المعتقل ..جعل المعتقلين يخلعون ملابسهم ويتجردون منها تماما.. ثم طرحهم ارضا واحدا فوق واحد وكانهم في حالة شذوذ جنسي.. وكان الهدف من ذلك هو كسر نفس المعتقلين واذلالهم.. وفي مفاجاة كشفها فتحي في نهاية حديثه انه من العشرة الاوائل علي الجمهورية في كمال الاجسام قبل دخوله الي المعتقل.. وكان مسئولا اثناء تادية الخدمة العسكرية عن تدريب الجنود في وحدته بالجيش.
بالكلمة والصورة
حكاية اخري من حكايات التعذيب بطلها هو مرسي أو الشهير بايمن مدرب الاطفال للكونج فو.. قضي هو الاخر 30 شهرا خلف قضبان امن الدولة وسجون الترحيلات.. الاخبار اصطحبته الي مبني امن الدولة المطل علي الكورنيش بالساحل والذي تم احراقه من قبل ثوار يناير.. اراد ان يتحدث عن الظلم الذي تعرض له داخل هذا المبني الذي لم يكن يتخيل في يوم من الايام انه سيسقط.. وان يكون حديثه مصحوبا بالصورة والتمثيل لما حدث له داخل جنباته كي يفضح ممن تسبب في ذلك ..في مدخل المبني وقف مرسي قائلا.. دخلته باختياري عندما ذهبوا الي منزلي ولم يجدوني وعند علمي فور عودتي جئت اليهم في هذا المبني كي اعرف سبب البحث عني ..دخلت اليهم وانا واثق انهم يبحثون عن شخص اخر قد يكون تشابه اسمه مع اسمي.. فانا اعيش في حالي ولا علاقة لي باحد.. وبمجرد دخولي وضعوا غمامة علي عيني وقالوا لي "قف علي ركبتيك".. كان ذلك امام غرفة الضابط نادر السيد ..وانتظرت ربع ساعة امام مكتبه حتي دخلت اليه واتهمني بانني ادرب كونج فو لاشخاص من الجماعات الاسلامية ..وبالطبع نفيت هذا الاتهام ..فرد الضابط وقال " حتعترف حتعترف يابن ....."، ومع استمراري في رفض الاتهام ، قال " خدوه علي غرفة الاعتراف وكتفوه وجردوه من ملابسه " ..واصطحبني الامناء الي الغرفة بعد ان جردوني من ملابسي.. وفوجئت ان هذه الغرفة كاتمة للصوت حيث انها محاطة باكملها بطبقة من الاسفنج والجلد العازل للصوت ..ثم طرحوني ارضا وقاموا بوضع سلك كهربي في الاصبع الكبير من قدمي اليمني والطرف الثاني في مقدمة " العضو الذكري "!!
هنا توقف مرسي عن الكلام ..والدموع بدات تفيض من عينيه ولكنه تماسك وعاد مرة اخرة للحديث ..وقال انه مع الضغط الواقع عليه طلب الاعتراف باي شئ ..وقال للضابط " مستعد ان اعترف انني قتلت السادات " ، ولم يكف الضابط عن التعذيب بالكهرباء .. رغم ماقلته له ..وبعد ذلك امر بسجني في زنزانة امن الدولة بالدور الاول وقضيت بها 22 يوما ..وامر بعد ذلك بترحيلي الي سجن دمنهور.. وتم ايداعي سيارة الترحيلات التي جابت محافظات الوجه البحري لتسليم المعتقلين في السجون المختلفة حتي تم تسليمي لسجن دمهنور ..ثم اودعوني لمدة يوم في غرفة الايراد وهي غرفة التصوير وكتابة الاسماء واستلام الزي الابيض للسجن وكان يوجد في هذه الغرفة اكثر من 50 شخصا وتصل مساحتها 15 مترا مربعا!!
يتابع مرسي قائلا: قضيت 30 شهرا بالسجن ..لا اعرف ما سبب سجني ..وكلما سالت شخصا من المعتقلين: تفتكر هاخرج امتي؟.. تكون الاجابة اللي بيدخل يابني هنا مبيخرجش.. وكان المعتقلون بيسالوني: هما اللي برة عارفين اللي بيحصلنا ؟ فاجيبهم: ولا حد عارف حاجة، الناس "ملهية" في لقمة العيش.. ويتحدث مرسي عن التعذيب بنوع من الاسي والحسرة قائلا.. كنا نتمني الموت داخل الزنزانة من هول التعذيب وشدته ولكن الحراس كانوا يمنعوننا.. فالطعام يدخل لك مرتين.. الفطار وهو عبارة عن فول مسوس وعيش في اسمه فقط ولكنه ليس عيشا، فالحيوانات تابي ان تاكله ..اما الغذاء فكان عبارة عن ارز يتم وضعه في علي بلاطة من البلاط الزنزانة علي هيئة "كوم" من قبل عامل التعبئة.. وفي قلب الكوم يتم تفريغه ووضع الخضار به.. ثم تاكله دون اي معلقة بعد ان تخلطهما علي بعضهما البعض.. وحدث ولا حرج ايضا عن العذاب المادي، فالضرب والاهانة وسب الدين احداث يومية لا تتوقف ..ناهيك عن اليوم الاغبر الذي تاتي فيه مصلحة السجون لتفتيش السجن ، فهذا يوم مشهود في السجن ..الرعب والخوف يدب في كل مكان ..الكلاب البوليسية تسبق رجال المصلحة في التفتيش لتنهب في اجسام المعتقلين فضلا عن الضرب بعصي الامن المركزي والصعق بالكهرباء ..لدرجة ان الاجسام كانت تتشقق من كثرة التعذيب ..ويضطر المعتقل الي النوم علي الارض من هول هذا التعذيب والدم يسيل من جسده ثم يتعرض لاغماء وعند الافاقة يجد نفسه غير قادر علي القيام الي اعلي لان الدم التصق بالارض..
يمشي علي يده
اما ابراهيم سيد ابراهيم البالغ من العمر 45 عاما فقد قضي 9 سنوات من هذا العمر في سجون الابعادية بالبحيرة وسجن النطرون واحد وسجن النطرون 2.. وعن سبب تهمته والقائه في المعتقل، قال لا اعرف رغم خروجي من المعتقل عام 2007 موضحا انه في بادئ الامر زار هو الاخر مبني امن الدولة بالساحل قبل ان يتعرض للاعتقال.. حيث كان يذهب اليه من ان الي اخر كنوع من المراقبة الواقعة عليه.. ويسأله الضابط اين تصلي ومع من ؟..وكان الدخول الي هذا المبني بمثابة لغز.. فالعسكري يغمي العينين ويجعلني اقفز اماكن لانه يقول انه يوجد سلالم امامي.. واكتشف بعض ذلك ان هذا نوع من التمويه ولا يوجد سلالم.. فغرضه من ذلك عدم حفظي للمكان.. ورغم المراقبة المفروضة تم اعتقالي عام 1999 واتهموني بمحاولة السفر الي افغانستان والانتماء الي جماعة الجهاد!!
وقال ابراهيم: اجبروني بفعل ضغط التعذيب بالكهرباء في مقدمة اذني لأعترف بالانتماء الي الجهاد.. ورحلوني بعد ذلك علي السجون التي ذكرتها، وهناك رايت العجب العجاب.. الزنزانة بها 24 معتقلا اي نصيب المعتقل الواحد 44سم، المياه تاتي مرتين فقط في اليوم، هناك قائمة بالممنوعات وهي القلم والمصحف والابرة وسن القلم الرصاص والجرائد، كما ان الزيارة تكون كل 15 يوما وتكون لمدة دقيقتين ويفصلني عن الزائر سلكين شائكين من الارض للسقف وبينهما فراغ يتجول فيه العسكري ليسمع ماذا اقول لمن يزورني.. اما من يريد أن يذهب للعيادة فعليه ان يمشي علي يديه ويرفعه من قدميه احد اصدقائه.
اضاف ابراهيم: انه وزملاءه المعتقلين كانوا يستخدمون عظم الدواجن كابرة لحياكة ملابسهم ..كما كانوا يستخدمون "استك" الملابس الداخلية ذات اللون الاسود لكتابة القران بها علي الحائط ليحفظه الشباب الباغي حفظ كتاب الله.
محاكمة عسكرية
الحكاية الاخيرة جاءت علي لسان محمد عبدالسلام محمود الذي دخل المعتقل في 1994 وخرج في 2007.. اكد له جهاز امن الدولة انه ينتمي الي جماعة الجهاد.. فحولوه الي محاكمة عسكرية واصدرت حكمها 5 سنين بالسجن.. ثم قضي بعد ذلك 11 شهرا في سجن طره ثم 19 شهرا بسجن العقرب ثم 35 شهرا بسجن ابو زعبل.. يقول محمد انه خلال مدة اعتقالي منعوه من زيارة اهله له لمدة تصل الي 61 شهرا !!..مشيرا انه تعرض في سجن ابو زعبل لابشع انواع التعذيب.. فقد ضربه احد الحراس بكفيه علي اذنه مما نتج عن ذلك ثقوب في الاذن.. وكان محبوسا في زنزانة مساحتها متر في 160 سم ولا يوجد بها مياه او كهرباء او دورة مياه.. وكانت تحتوي فقط علي "جردل " للتبول " واخر للمياه.. وفي اول ايام رمضان في احد السنوات وعند الفطار فوجئنا بوضع " جاز " علي الطعام وتم اجبارنا علي تناوله.. اما بالنسبة لصلاة العيد فقد تم منعه من صلاة 12 عيدا في 6سنوات متتالية خلال المعتقل.
ويضيف محمد: انه كان في بعض الاحيان من شدة التعذيب ينام واقفا حيث كان لا يستطيع النوم علي بطنه او ظهره من بشاعة الضرب الذي كان يتعرض له.. موضحا ان زميله معوض اصيب بالجنون من هول التعذيب.. وكذلك ايضا زميله طالب الكلية الجوية محمد حامد اصيب هو الاخر بالجنون وكانت تهمته هي الصلاة والمحافظة عليها ..وصل الامر بهذا الطالب انه كان يتبول علي نفسه من شدة التعذيب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.