ما يحدث للنشطاء السياسيين الفترة الأخيرة من سرقة وإرهاب وبلطجة فى قلب القاهرة، يثير الدهشة والتساؤل، حوادث تذكر بعصر مبارك، سيناريو ما قبل 25 يناير يتكرر الآن بعد الثورة مع اختلاف الأماكن والسيناريوهات والشخصيات، واقعة سرقة الناشط السياسى عمرو حمزاوى والفنانة بسمة لم تكد تغيب عن الأذهان حتى أعقبتها واقعة أخرى مشابهة مع الدكتور محمد البلتاجى، القيادى الإخوانى، ثم تلاها اختفاء الناشط محمود شعبان، وبعدها سرقة الدكتور أحمد أبو بركة، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، وسحله فى قلب القاهرة بجوار مبنى وزارة الداخلية. القيادى الإخوانى الدكتور حمدى حسن قال ل«التحرير» إن هذا الأسلوب تعرض له عبد الحليم قنديل، ومجدى حسين قبل الثورة، وتكرر بعدها مع محمد البلتاجى، وجمال حشمت، وأبو بركة، وحمزاوى وهو ما يثير بعض التساؤلات المهمة، ولذلك لا بد من إجراء تحقيقات جدية بخصوص تلك الوقائع، هل هى بلطجة عادية أم موجهة أو رسائل أخرى من قبل بعض فلول النظام السابق.
حسن رفض تحميل الأمن أكثر من طاقته وفى الوقت نفسه أشار إلى أن واقعة الاعتداء على أبو بركة فى قلب القاهرة وبجوار مبنى وزارة الداخلية تثير الشكوك، مشيرا إلى أن هناك إهمالا شديدا وعدم مبالاة من قوات الأمن يوحيان بأن الواقعة مدبرة، وأن هناك تعليمات بعدم التدخل فيها بأى شكل من الأشكال.
القيادى الإخوانى وجه رسالة شديدة اللهجة إلى «إخوانه» قائلا: إذا كان هناك أمن يراقب الإخوان فلا بد للإخوان أن يتعقبوا من يتعقبهم، ويلقنوه درسا، ولا يتركوا هذه الأمور تعود مرة أخرى، مشددا على ضرورة اجتماع القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع لبحث الموضوع بكل جدية.
محامى الجماعات الإسلامية منتصر الزيات أشار إلى أن وقوع تلك الحوادث المتتالية كشف عن غياب الأمن واستمرار الانفلات الأمنى، وهذا يضع كثيرا من علامات الاستفهام، خصوصا أنها وقعت مع شخصيات معروفة، ما قد يعكس أن تكون هناك يد للمؤسسة الأمنية وراءها، مطالبا الأمن المصرى بالغيرة على سمعته والانتصار لنفسه.
لكن الناشط الحقوقى والمحامى نجاد البرعى يرى أن الحوادث التى تعرض لها مؤخرا عدد من النشطاء السياسيين مجرد حوادث عادية يتعرض لها آلاف المصريين يوميا، ولا يقف وراءها الأمن أو فلول الحزب الوطنى المنحل، بسبب حالة الانفلات الأمنى، التى تشهدها مصر حاليا، مشددا على أن هناك انعداما واضحا للأمن أو الوجود الأمنى فى الشارع.