ألم يصل إلى سمع الرئيس السورى بشار الأسد ما جرى فى ليبيا؟ ألم يشاهد كيف سقط القذافى وعصابته؟ .. ألم يرَ كيف أصبح القذافى هاربا.. فارا كالجرذان؟ لم يعد القذافى زعيما.. بل صار «زعيم أونطة».. لم يعد الأخ قائد الثورة.. فهناك ثورة جديدة عليه.. لم يعد بطل الفاتح.. فقد أصبح الشعب الليبى البطل الذى انتفض فى ثورة 17 فبراير.. لم يعد ملك ملوك إفريقيا.. فقد سقط من عرشه ويبحث عن أى ملاذ آمن.. أصبح المطلوب رقم واحد فى ليبيا.. وأصبح مطلوبا أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على إجرامه فى حق الشعب الليبى العظيم الذى تحمل كثيرا من سخافات وجنون القذافى بما فى ذلك 6 أشهر من القتل وضرب المواطنين العزل بالدبابات والصواريخ باعتبارهم جرذانا.. فأصبح هو من الجرذان فى النهاية.. ألم يسمع بشار الأسد عن مصير بن على الرئيس التونسى الذى خلعه شعبه ففر هاربا إلى السعودية؟ ألم يسمع ويشاهد ما جرى للرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك الذى أصبح مهانا ومذلولا هو وأولاده فى قفص الاتهام ويتفرج عليه العالم كله وهو يحاكمه شعبه.. مبارك الذى كان يعتبر نفسه حكيما للأمة العربية.. هكذا وصل مصيره نتيجة استبداده وفساده وتعاليه وعناده مع مطالب الشعب.. إلى أن أسقطه الشعب وحاكمه. لكن يبدو أن كل ذلك لم يصل إلى سمع ومرأى بشار الأسد الذى ورث الحكم عن أبيه.. فتخيل أن سوريا أصبحت ملكه هو وأسرته وأصهاره فيفعل فيها ما يشاء. لم يتعلم مما جرى فى تونس ومصر وليبيا إلا الاستمرار بالتمسك بالسلطة.. أصبحت يداه ملطختين بدماء الشهداء الذين خرجوا نداء للكرامة والحرية والعدالة.. والشعب يصر على إسقاط النظام من أجل سوريا الجديدة.. وبشار يصر على التمسك بالسلطة والحكم وإطلاق عصاباته لقتل السوريين العزل الذين خرجوا فى معظم قرى سوريا يطالبون بالحرية. لم يتعلم من الرؤساء المخلوعين إلا مزيدا من التمسك بالسلطة ولا يستمع لنداء الشعب، ذلك النداء الذى لا يقهر.. فلم يستطع قمع بن على قهر الشعب التونسى ولم ينفع عناد حسنى مبارك فى تنازل الشعب المصرى عن حقه فى إسقاطه.. ولم يُجدِ جنون القذافى فى وقف نضال الشعب الليبى ضده حتى إسقاطه وفراره. لم يتعلم بشار الأسد من القذافى سوى محاربة الشعب وإنزال قوات الجيش إلى شوارع وقرى ومدن سوريا للقتال مع المدنيين العزل ليستشهد العواجيز والأطفال والشباب، ولم يتعلم من بن على ومبارك إلا إطلاق «الشبيحة» أو «البلطجية» على المتظاهرين والثوار لترويعهم هم وأسرهم. لكنه لم يتعلم بعد أن الشعوب قررت أن تحصل على حقوقها بعد أن تركت حكامها سنوات طويلة تتمتع بالفساد والديكتاتورية والاستبداد ولم تفعل شيئا من أجل شعوبها.. لقد أصبحت البلاد على أيديهم متخلفة وفى ذيل الدول فى جميع المجالات.. رغم إمكانيات تلك الدول التى حباها الله كنوزا كثيرة ومواقع جغرافية مميزة وبشرا مخلصين لأوطانهم.. إنهم جميعا خونة.. .. خانوا شعوبهم.. .. وخانوا ضميرهم.. .. كيف يقتلون شعوبهم بدم بارد؟ لم يسمع بشار نداءات أيام الجمعة من 17 مارس حتى الآن التى تطالب برحيله وبإسقاط النظام.. كيف يرضى أى رئيس بأن يظل فى الحكم وهو يعلم أن شعبه لا يريده؟! لم يعد عندهم دم أو رائحته.. وللأسف الشديد ما زال يروَّج للنظام السورى بأنه ممثل الممانعة أو المقاومة الوحيد ضد إسرائيل.. وهذا محض كذب. فلم يفعل بشار الأسد أى شىء ضد إسرائيل، بل إن إسرائيل مستفيدة كثيرا من وجود بشار الأسد كما كانت مستفيدة من وجود مبارك على حكم مصر. لقد وضّح تماما ما جرى فى مصر أخيرا من استشهاد جنود مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود أن الموقف الشعبى أكثر مقاومة ومتقدم كثيرا عن الموقف الرسمى.. وهكذا الأمر فى سوريا.. فيا وعاظ السلطان.. نرجوكم الصمت واتركوا الأمر للشعوب.. فالشعوب الآن هى التى تريد...