«كنت متخوفا من السلفيين لأن طبيعتهم أنهم يهتمون بأمور معينة تتعلق بالعقيدة والتأويل وأشياء أخرى يقاتلون من أجلها، وخشيت أن يجروا الأمة وراء هذه الأشياء كإزالة القبور والأضرحة، لكن بعد أن سمعت كثيرا من أفرادهم الذين نجحوا في الانتخابات وجدت منهم رؤية جديدة ولقاء جديدا مع الأفكار المعروضة والمطروحة، فغيروا مواقفهم، وهو ما يعني أن لديهم القدرة على ألا يشذوا عن الناس»، هكذا وصف الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- نواب حزب النور بمجلس الشعب المنبثق عن الجماعة السلفية في مصر، وذلك على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وقال القرضاوي «تغيير الأفكار وتطويرها أمر يتعلق بقابلية الإنسان، وهل لدية جمود فكرى ومتربس عقله أم لديه القدرة على التطور أولا بأول؟ والواقع الحالي هو أول ما يسهم في التطور، وبعد ما سمعته من قيادات السلفيين ورئيس الحزب الدكتور عماد الدين عبدالغفور، أقول إن لديهم القدرة على التعاون والتغيير». وأضاف «أتصور أن يكون هناك قدر من الارتباك لدى السلفيين حتى يقفوا الموقف الصحيح»، موضحا أن هذا ما يتمناه، حتى يستمروا في «الجبهة الإسلامية» مع الإخوان وحزب الوسط والجماعة الإسلامية وكل من يتخذ من الإسلام أساسا ومرجعية له، ويخوضوا معركة واحدة لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري الكبيرة. وقال في -تدوينه أخرى- أن جماعة الإخوان تجتهد فيما يعرض عليها من أمور، سواء أمور الجماعة الخاصة والأمور العامة والبلاد الإسلامية، وأداؤها مقبول، وأعتقد أنها جماعة قادرة على أن تقوم بدورها في هذه المرحلة المهمة في تاريخ البلاد. وقدم القرضاوي نصيحة للإخوان حينما قال «أنصح الإخوان نصيحة عامة أن يكون عملهم لله تعالى، وأن يصححوا غاياتهم ونياتهم ثم يدرسوا الإسلام من ينابيعه الصحيحة، وأن يهيئوا لكل ناحية من النواحي من يختص بها، بأن يكون هناك متخصصون ودارسون لكل فرع من فروع العلم يهيئ لهم باستمرار القدرة السريعة على الإنجاز، وأن يحسنوا التعامل مع الآخرين ممن خالفهم، سواء منهم أو من غيرهم، من المسلمين أو غير المسلمين، ولا بد أن يكون هذا كله في الحساب ومبني على دراسات لا عاطفيات أو مصادفات فهذه الأمور تحتاج إلى دراسات علمية معمقة». ووجه القرضاوي كلامه للتيار الليبرالي قائلا: «وبالنسبة للتيار الليبرالي فأنا أراهم دخلاء على الشعب المصري لأنهم يرفضون شرعية الإسلام، ولا أظن أن لهم مستقبلا في الحياة السياسية إلا إذا خاب الإسلاميون، فسيأخذون فرصة وقتها، وهم لهم تواجد في الإعلام أقوى من الإسلاميين لأنهم أحزاب وقوى سياسية متعددة ولهم في الإعلام أدوات كثيرة وصحف وقنوات، ولديهم قدرات أكثر من واقعهم بكثير».