التصويت الإلكترونى يمثل قاعدة أهمية قصوى فى الممارسة الديمقراطية، لأنه يجسد مشروعية ممارسة السلطة وتداولها باسم الشعب، فضلًا عن أنه أداة لتمثيل المحكومين، كما أنه يعد وسيلة للاتصال بين الحاكمين والمحكومين كما يمثل صك الشرعية الذى تمارس الحكومة سلطتها من خلاله، وتبرر برامجها وأهدافها. وتوجد عديد من المزايا للتصويت الإلكترونى وهى: 1- يقلل من التكاليف ويحقق أسرع النتائج وسرعة الوصول إليها، بدقة أكبر وأقل خطورة من الأخطاء البشرية والميكانيكية، فمن خلال هذا النظام يتم تسجيل البيانات الشخصية للمصوت، عبر مساحات بيومترية لبصمة الإصبع أو بصمة الشبكية، أو بصمة الحمض النووى، أو قراءة البطاقة الشخصية الذكية التى تحتوى على شريحة إلكترونية، تشمل بيانات المصوت أو باستخدام رقم كودى سرى، يحصل عليه المصوت من السلطة المنظمة للانتخابات، ويتفرد به عن غيره مثل المستخدم فى بطاقات الائتمان، ويتسلم الرقم باليد أو بالبريد أو بالبريد الإلكترونى عبر الإنترنت فى رسالة موقعة إلكترونيا، بالإضافة إلى تصوير الناخب عند قيامه بالدخول إلى محطة التصويت الإلكترونى، فإذا كانت تحمل البطاقة الشخصية شريحة إلكترونية بها بيانات الشخص تتم بقراءة البيانات عبر الوحدة الطرفية فى محطة التصويت، فيتم التأكد من أن الناخب أو المصوت هو الشخص الثابت فى الجداول الانتخابية مع توافر أداة ثبوتية مصورة وموثقة لقيامه بعملية التصويت. ولا تتطلب معظم الدول البطاقة الشخصية التى تحمل شريحة إلكترونية، وإنما يتم مسح صورة رخصة القيادة أو رخصة السلاح أو جوازات السفر، عن طريق ماسح ضوئى يضاف إلى تصوير شخص المصوت بالفيديو، والتصوير الثابت حال قيامه بالتصويت، بالإضافة إلى البيانات الحيوية الجسيمة، لذلك لا يجوز للشخص أن يصوت أكثر من مرة أو أن يقوم غيره بانتحال شخصيته. 2- يساعد التصويت الإلكترونى على القضاء على الغش أو التلاعب، فلا يمكن التصويت لشخص ميت أو غائب، كما هى الحال فى التصويت التقليدى. 3- تساعد الأجهزة الإلكترونية أصحاب الاحتياجات الخاصة على الإدلاء بأصواتهم بيسر وسهولة خصوصا فاقدى البصر. 4- يسهم التصويت الإلكترونى فى زيادة دائرة المشاركة السياسية، وإتاحة الفرصة لمشاركة عدد كبير ممن لهم الحق فى التصويت، دون مشقة السفر أو الانتظار فى طوابير الانتخاب، فتتسع دائرة المشاركة السياسية من كل أطياف المجتمع من خلال التليفون، باستخدام المسجل للتسجيل المركزى للصوت حال التصويت وكود تعارف سرى، فيتم تسجيل صوت المصوت أو من خلال التصويت عبر الإنترنت، ولا توجد ثمة مشكلة بالنسبة لتمييز الصوت، إذ يمكن من خلال البصمة الصوتية تمييز الصوت. 5- تؤدى عملية التصويت الإلكترونى إلى خفض تكاليف العملية الانتخابية، إذ إنها لا تحتاج إلى أوراق أو إجراءات إدارية ومكتبية وأمنية أو تأجير أماكن لإجراء التصويت فيها أو الفرز للأصوات. 6- يترتب على الأخذ بالتصويت الإلكترونى استحالة حدوث اختلالات أمنية، نتيجة لعدم تكدس الناخبين أو حدوث إجراءات تدخل للتأثير على إرادة الناخبين أو منعهم أو إعاقتهم عن الإدلاء بأصواتهم. 7- تساعد عملية التصويت الإلكترونى على سهولة تعرف الناخب على المرشح من خلال صورته الشخصية أو من رمزه الانتخابى، فيقوم بلمس الآلة أو الشاشة فى الموضع الظاهر به الرمز الانتخابى أو صورة المرشح، ومن ثم تتم عملية تسجيل إرادة الناخب إلكترونيا فى ذاكرة فرعية فى الدائرة الانتخابية، خلال عمليات العد والإحصاء الورقى، أو إضافة بطاقات انتخابية إلى الصناديق التى تحتوى على البطاقات الورقية، ويتم فصل بيانات وصورة الناخب عن اختياره فى النظام تحقيقا لمبدأ سرية الاقتراع.