«تغيير الثقافة، وتجديد الخطاب الدينى، وتركيز المؤسسات على منظومة القيم، وعزل الأفكار المتطرفة»، روشتة وضعها سياسيون لاستخدامها فى مواجهة التطرف ومساعدة الأمن فى القضاء على الإرهاب، موضحين أن المواجهة الأمنية وحدها غير كافية لتجفيف منابع الإرهاب فى مصر. الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أكد ل«التحرير» أن المواجهة الأمنية لا تكفى وحدها للقضاء على الإرهاب، مضيفًا أن هناك عديدًا من الطرق التى يجب استغلالها فى ذلك، كالخطابَين الدينى والتعليمى، والتنمية، مشيرًا إلى أن التنمية لن تؤتى ثمارها على المدى القريب، لكنها ضرورية على المدى البعيد. ربيع أضاف أنه فى حالة بناء المصانع بالمناطق التى ينتشر بها الإرهاب ستجذب الآلاف من العمال، كما أنها ستساعد إلى جانب الأمن والطرق الأخرى فى القضاء على الإرهاب، لأن مَن يحملون السلاح لقتل الأبرياء سيحملونه لحماية المصانع التى يعملون بها. من جهته، أوضح الدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن مواجهة الإرهاب تكون من جانب الأمن، لكن تجفيف منابعه يحتاج إلى مواجهة الفكر المتطرف لدى مَن تبنّوا ثقافة العنف، مشيرًا إلى أن المواجهة الأمنية ضرورية، لكن لا بد من النهوض بالسياسات الاقتصادية والتنموية والإعلاء من دور المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف والكنيسة، وذلك بتأكيد صحيح الدين، وأن تقوم المؤسسات التعليمية بالتركيز على منظومة القيم التى تدعم الاعتدال فى التفكير. عبد الوهاب أضاف ل«التحرير» أن القوى السياسية والثقافية لا بد أن تكون مدركة أن المواجهة ليست مواجهة الحكومة فقط وإنما مواجهة المجتمع كله، أما جورج إسحق عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، فأوضح أنه لا يمكن أبدًا القضاء على الإرهاب فقط من خلال الاحتياطات الأمنية التى تقوم بها القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة، وأنه لا بد من تغيير المفاهيم والثقافة وكذلك الخطاب الدينى. إسحق أكد ضرورة القيام بمشروعات تنموية فى سيناء حتى لا نترك الأمن وحده فى مواجهة الإرهاب، مطالبًا الأحزاب وكل القوى المدنية بالجدية والحركة خارج المكاتب، والقيام بفاعليات ضد الإرهاب، لافتًا إلى ضرورة تغيير المفاهيم أيضًا من خليل التعليم فى المدارس والجامعات.