فى الوقت الذى استمرت فيه قوات الجيش فى توجيه ضرباتها الرادعة إلى العناصر الإرهابية فى سيناء، من خلال شن عمليات أمنية استباقية سقط فيها 30 عنصرا من المشتبه بهم فى نطاق مدن العريش، ورفح، والشيخ زويد، نجح سلاح المهندسين التابع للقوات المسلحة فى تدمير وإزالة نحو 37 منزلا فى الشريط الحدودى مع قطاع غزة، الذى يصل عمقه إلى 500 متر. «التحرير» من جانبها رصدت ردود الأفعال على قرار إخلاء المنطقة الحدودية من السكان، واستطلعت آراء عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة شمال سيناء، من بينهم اللواء عبد الفتاح حرحور، المحافظ، الذى أكد خلال لقاء جمعه أمس، بممثلى الأحزاب والقوى السياسية، على الدور الوطنى والفعال الذى يلعبه أبناء سيناء لدعم الجيش المصرى، ضد الإرهاب، بما لا يدع المجال لأى مزايدة على وطنيتهم، وهو ما أشار إليه أمين القصاص، نقيب المحامين بالمحافظة، إلى أن وطنية أبناء سيناء غير قابلة للتشكيك، خصوصا أنه يملك ورقة بخط يد المشير محمد عبد الغنى الجمسى، يؤكد فيها أنه لولا أبناء سيناء، بدوا، وحضرا، ما تمكن الجيش من تحقيق النصر فى 1973. من جانب آخر، أثار قرار حظر التجول وفرض حالة الطوارئ على المدينة ردود أفعال عكست قلق القوى السياسية، التى عبر عنها خالد عرفات، أمين حزب الكرامة، بقوله إن إدراج العريش العاصمة فى الحظر غير مبرر، مطالبا بتعديل مواعيد الحظر وتطبيقه فقط على مناطق الخطر، كما أكد رفضه إخلاء أبناء رفح من على الحدود فى هذا التوقيت، بينما أكد الدكتور حسام رفاعى، نقيب الصيادلة بمحافظة شمال سيناء، على أن ساعات الحظر تصل إلى 14 ساعة، مما يمثل إعاقة حقيقية لكل الفئات من طلاب وعاملين وتجار وأطباء وصيادلة وغيرهم، بما يشبه «العقاب الجماعى» لأهالى سيناء، حسب تعبيره، وهو الرأى الذى اتفق معه عبد الله قنديل بدوى، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بشمال سيناء، بأن الحظر كان سببا لمشكلات كثيرة للتجار الذين اضطروا إلى إغلاق محلاتهم التجارية ليلا، مع أن معظمهم مرتبط بسداد أقساط، مطالبا هو الآخر بضرورة تقليل ساعات الحظر لإتاحة الفرصة للعمل والإنتاج. حرحور أبدى من ناحيته تفهما لوجهات نظر معارضى قرار الحظر، ووعد بأنه سينقل وجهات نظرهم ومشكلاتهم إلى القيادة السياسية، لبحث تنفيذ باقى المطالب بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما طلب المحافظ من نقيب الصيادلة أن يعد له جدولا لعمل الصيدليات كخدمة ليلية، بواقع صيدلية فى كل منطقة، لإخطار أجهزة الأمن، بها لتيسير عملها وتأمين وصول المواطنين إليها فى ظل الحظر. فى سياق متصل غيب حظر التجوال المشهد الليلى المفضل للنشاط الاجتماعى فى المحافظة، بعدما توقف كثير من مناحى الحياة، إلى حد أن اضطر بعض الأسر إلى تأجيل مواعيد زفاف بناتهن نظرا لعدم وجود نواد اجتماعية أو قاعات أفراح تستقبلهم بالعريش، بينما لجأ بعض الأهالى إلى تعويض ذلك بإقامة حفلات الزفاف فى وضح النهار، وطافت مواكب الزفاف بالسيارات ظهرا فى شوارع العريش فى مشهد غير معتاد، لينتهى بها المطاف إلى صالات المناسبات، ويسارعوا بإنهاء الحفلات قبل حلول موعد الخامسة مساء، فى الوقت الذى تطوف فيه مدرعات الأمن بالشوارع لتنبيه الأهالى بمكبرات الصوت، قبل دقائق من سريان موعد حظر التجول الذى يمتد إلى الساعة السابعة صباحا.