تبدأ الحياة بمدينة رفح من الساعة السادسة صباحا وحتى الرابعة فقط، يحظر بعدها تجول المواطنين والبداية غالبا ما يصاحبها انقطاع فى كافة وسائل الاتصالات الأرضية والمحمولة والانترنت وبالطبيعى فان جميع الأسر التى سمحت لنا بقضاء يوم معهم رفضت ذكر أسمائها لان ذلك يمثل لهم عقبة كبيرة أمام الارهابيين والذين يستخدمون أساليب غير شريفة فى قتل الأبرياء أذا ما استشعروا أنهم يقفون بجانب الأمن أو مع الصحافة لفضح مخططاتهم. الأسرة التى عايشناها فى رفح، الأسرة فرضت عليها الظروف أن تخلى منزلها حفاظا على الأمن القومى المصرى ودفع تعويضات لهم ، قالت الأسرة نحن كل ما يهمنا أن يتم القضاء على الإرهاب الذى حول حياتنا إلى جحيم لا يطاق وهم فئات مطرودة من قبائلنا تماما ونحن كثيرا ما نشاهدهم وهم يستقلون الدراجات النارية رافعين أعلاما متشحة بالسواد ومكتوبا عليها عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله محاولين إيهام الجميع أنهم يحاربون من اجل الإسلام وقالت الأم كل شئ يهون لكن كل ما نريده حاليا هو كيف يستكمل أبناؤنا التعليم فى المدارس فنحن سنذهب إلى مدينة العريش وهناك مدارس أخرى هل سيتم تحويل أبنائنا بسهولة إلى المدارس التى يرغبون التحويل إليها أم أن هناك عراقيل فى هذا الأمر وقالت الأم إن لديها خمسة من الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة ابتدائى إعدادي ثانوى فيما يقول الأب إننا لم نقم ببناء مساكننا على الحدود كما يتصور البعض لكن الحدود فرضت علينا فى عام 1982 أثناء جلاء العدو الصهيونى عن سيناء واتفاقية السلام فقد رسمت الحدود بهذه المنطقة وأصبحنا نحن نقيم على الحدود لدرجة ان فى ذلك الوقت كانت هناك عمارة مبنية من ثلاثة طوابق وقطع شريط الحدود عليها فأصبحت نصفين نصفا فى قطاع غزة والنصف الآخر بحدود مصر. ولم يكن هناك سبيل إلا بهدم العمارة وتعويض صاحبها التعويض المناسب، وأضاف أن قصتى مع الإخلاء تتمثل فى أن لدى مزرعة برفح وان المكان المناسب لى هو فى مدينة العريش مما يتعذر على الذهاب يوميا إلى مزرعتى لمواصلة أعمالى وأضاف أننا سنتحمل دون أن يصاب جنودنا البواسل أما الابن الأكبر بمرحلة التعليم الثانوى فيقول كل حلمى أن أصبح مهندسا ولكن الظروف التى نمر بها لا تؤهلنى لاستذكار وتحصيل دروسى و ساترك مدرستى برفح لانتقل لمدرسة أخرى بالعريش وسنقوم باستئجار شقة بمدينة العريش لحين البحث عن قطعة ارض أخرى برفح ويتم القضاء على الإرهاب وترجع الحياة إلى طبيعتها. ضرورة قصوي المصادر الأمنية بشمال سيناء يستحيل معها أن تقول لك المعلومة الصحفية إلا إذا وعدته ووثق فيك بعدم ذكر اسمه فهناك العديد من الأمور التى تتعلق بطبيعة عملهم ولذا فان تجهيل المصدر الأمنى أصبح ضرورة تستدعيها الظروف الأمنية بسيناء إلا أن هناك معلومات سمح لنا بتناقلها دون أن يؤثر ذلك على الخطط الأمنية الموضوعة وذلك لتعريف القارئ بما يدور على ارض سيناء فالجميع يتساءل لماذا الإخلاء برفح على بعد متر من الحدود؟ كشف مصدر امنى رفيع المستوى بسيناء أن المشكلة التى تواجهنا حاليا هى فى ظهور الأنفاق الأرضية عبر المنازل المقامة على الحدود فيصبح من السهل أن يتسلل الأفراد من والى قطاع غزة وهناك العديد من القصص التى حدثت فى سيناء مؤخرا من تسلل عناصر فلسطينية إلى سيناء وارتكاب جرائم قتل والعودة مرة أخرى عبر الأنفاق بالاضافة إلى عدم السيطرة على الداخلين والخارجين من والى قطاع غزة واعتمد الإرهاب بسيناء بشكل كبير على تسلل معظم هذه العناصر وإمداد العناصر التكفيرية بسيناء بالسلاح والمساعدات الفنية من توصيل عبوات ناسفة وخلافه وقال المصدر أنهم لم يرعوا حتى المساجد فهناك مسجد على الحدود استغلوه أيضا فى الإنفاق وأصبح المسجد بداخله نفق ارضى من يتصور هذا ومن يسمح بان تستباح حدوده إلى هذا الشكل ،وأشار المصدر إلى أن الإخلاء كان فكرة منذ زمن بعيد وليس وليد اللحظة وهذا سيمكننا كأجهزة امن من السيطرة على الحدود بشكل أكثر صرامة ومن ثم منع التسلل وحصار الارهابيين بسيناء والقضاء عليهم من جذورهم. محافظة ثالثة بسيناء بخلاف الحلول الأمنية المطروحة للقضاء على الإرهاب فان مشايخ سيناء ترى أن إنشاء المحافظة الثالثة بسيناء سيزيد من فرص العمل لأبناء سيناء والحد من البطالة بالإضافة إلى السيطرة الأمنية على المنطقة . فى البداية يؤكد الشيخ عبد اللة جهامة رئيس مجلس قبائل سيناء أن مشايخ سيناء تقدموا بمذكرة عاجلة لرئاسة الجمهورية مطالبين فيها بضم مركزى الحسنة ونخل بوسط سيناء إلى المحافظة الجديدة وذلك لتجانس القبائل والحفاظ على الروابط والتقاليد العربية بهذه المنطقة فضلا عن أن هذين المركزين يتمتعان بمقومات اقتصادية وسياحية هائلة تكون موردا أساسيا للمحافظة الثالثة. وأضاف أن هذا التصور سيسمح بشق قناة مياه من ترعة السلام إلى وسط سيناء باستصلاح ما يقرب من مليون فدان بمنطقتى السر والقوارير ووادى البروك الأمر الذى يمكن الدولة من توطين ما يقرب من 2 مليون مواطن من الدلتا بشمال سيناء وسد الفراغ السكانى للمنطقة فيما طالب الشيخ إجميعان أبو مسوح شيخ قبيلة الترابين بضرورة إنشاء حقيبة وزارية لسيناء بالكامل تكون وظيفتها التنمية فقط خاصة بعد أن طالت سيناء يد الإهمال على مدار 30 عاما متصلة وهى تمتلك جميع المقومات التى تستلزم وجود وزير خاص لتنمية سيناء فيما أوضح الشيخ عيد مصبح سلام بوسط سيناء بضرورة الاهتمام بهذه المنطقة واستغلال الأراضى الزراعية المتواجدة بها موضحا أن الجهاز الوطنى لتنمية سيناء اعتمد 2.4مليون جنيه لحفر آبار وإنشاء مساكن بدوية بهذه المنطقة الأمر الذى يؤكد على ضرورة إنشاء حقيبة وزارية للتنمية بجانب الجهاز الوطنى لتنمية سيناء للاهتمام بالمناحى الاخري من تعليم وصحة وتعمير وتوطين. فيما طالب الشيخ سالم الشنوب بوسط سيناء بضرورة إعادة تشغيل منجم فحم المغارة بسيناء خاصة أنه يعتبر ثروة قومية مهدرة بتوقفه عن الإنتاج لسنوات طويلة دون معرفة الأسباب موضحا أن هذا المنجم يحتوى على أجود أنواع الفحم فى العالم ومطلوب تصديريا بشكل كبير إلا أن يد الإهمال قد طالته ليتوقف تماما عن العمل بالرغم من أنه كلف الدولة ملايين الجنيهات ولم يتم الاستفادة منه إلا لمدة ثلاثة أعوام فقط فى عهد الأنظمة السابقة. وبحلول الساعة الخامسة مساء تتحول مدن العريش والشيخ زويد ورفح إلى مدن تسكنها الأشباح، وهو الميعاد الذى يوافق بداية سريان حظر التجوال الذى تم فرضه على تلك المدن لتسهيل عمل القوات المسلحة فى ضبط العناصر الارهابية والاجرامية وتمشيط الدروب والوديان والطرقات بطائرات الأباتشى وتشكيلات المشاة. الحياة فى المدن الثلاثة تبدأ فى الدبيب باكرا.. النساء يصطحبن أطفالهن الى المدارس، ثم يذهبن الى الأسواق لشراء احتياجاتهن.. »لازم كل حاجة تكون جاهزة قبل الحظر« تقولها السيدة وفاء حسن أثناء التسوق بوسط المدينة، وتؤكد أن الناس بدأت فى التأقلم مع المواعيد الجديدة وأنهم متفهمون للإجراءات التى يتخذها الجيش.. »إحنا عارفين ان اللى بيحصل ده علشان مصلحتنا وهنستحمل علشان خاطر بلدنا تنضف«. المشهد فى مدينة العريش قبيل حلول الحظر مليء بالحركة.. مواطنون يهرولون إلى منازلهم، وسيارات مسرعة كى تلحق العودة قبل الحظر، وأمهات يصرخن من أمام منازلهن على أطفال يلهون أمام المنازل حتى يعودوا ، وآخرون يترقبون المشهد من أسطح العمارات وشرفات المنازل، ومحال تجارية تغلق على عجل، حتى لا تقع تحت طائلة القانون. لا يشق سكون الليل أثناء فترة الحظر الطويلة إلا أصوات الدوريات التى تجوب الشوارع، بحثًا عن خارقى الحظر ومتحدى القانون، وأصوات طلقات نارية من هنا ومن هناك غير معلومة الجهة أو المصدر، وأصوات أزيز طائرات الأباتشى التى تمشط المناطق المشبوهة على مدار الساعة.. فهذه سيارة يتعجل صاحبها العودة إلى منزله، لتظهر دورية الأمن فجأة، للقبض على قائدها، وثان يشاهد الدورية ليهرب مستتراً بالبنايات السكنية.أهالى المحافظة يرحبون بالإجراءات التى تتخذها الدولة من أجل محاربة الإرهاب، لكنهم يأملون تخفيف ساعات الحظر لتكون 10 ساعات فى اليوم بدلاً من 14 ساعة. من جانبه أشاد اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء بالتزام المواطنين بمواعيد الحظر، وأكد أن المواطنين يقدمون كل الدعم للدولة ومؤسساتها، وأنه تم التنسيق مع جميع الأجهزة التنفيذية والخدمية والأمنية بالمحافظة لاتخاذ إجراءات من شأنها التيسير على المواطنين خلال فترات حظر التجوال. وأشار إلى أنه تم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لانتهاء اليوم الدراسى فى الواحدة والنصف ظهراً بما يسمح بعودة التلاميذ والمدرسين إلى منازلهم قبل بدء الحظر بوقت كاف. وقال المحافظ فى تصريحات صحفية إنه تم التنسيق لاتخاذ جميع الإجراءات لتوفير احتياجات المواطنين من السلع والمواد التموينية والوقود بجميع أنواعه، مشيراً إلى أنه تم بالفعل الانتهاء من صرف جميع المقررات التموينية لشهر أكتوبر الجاري، ومقررات نوفمبر المقبل موجودة فى المخازن، وتم التنسيق على عمل جميع المخابز فى توقيتات تسمح بتلبية احتياجات ومطالب المواطنين من الخبز. وأضاف أنه تم تعديل مواعيد الورديات للمستشفيات والوحدات الصحية لتبدأ من الثالثة بعد الظهر وقبل بداية موعد الحظر، على أن تستمر حتى صباح اليوم التالي، وكذلك التنسيق مع مرفق الإسعاف لتلبية الحالات الطارئة فى أوقات الحظر بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وقطاع تأمين شمال سيناء، وجار التنسيق لتخصيص بعض الصيدليات للعمل كخدمة ليلية لمواجهة الحالات الطارئة، وإعداد دليل بأرقام الهواتف الخاصة بأجهزة الخدمات التى تعمل فى أوقات الحظر، علاوة على أرقام تليفونات غرف العمليات فى ديوان عام المحافظة ومجالس المدن ومديريات الخدمات، حيث تم تشكيل غرفة عمليات داخل مقر المحافظة للعمل على مدار 24 ساعة يوميا لتلقى بلاغات واستغاثات المواطنين فى حالات التعرض لمواقف طارئة من الظروف المرضية والحالات الصحية الحرجة أو لوجود حريق أو طلب أى أمور طارئة. تأثر السياحة لا شك أن امتداد طول ساعات حظر التجول كان له مردوده السلبى على قطاع السياحة، خاصة وأن السياحة لها طبيعة حساسة، ويقول محمد مروان مدير أحد الفنادق بالعريش أن السياح يأتون للاستمتاع بجو العريش الساحر ويفترض أنهم يبتعدون عن أى خطر، والمحافظة حالياً منطقة طوارئ، وهناك حظر تجوال يومى لمدة 14 ساعة، مما سيجبر السائح على عدم مغادرة غرفته، بجانب تجميد الاستثمارات السياحية فى المحافظة بسبب الأحداث الراهنة، والفنادق شبه خالية، ولا توجد مواصلات بالطائرات أو السفن ولكن سيارات وأتوبيسات تنتظر بركابها فى المتوسط 7 ساعات كاملة فى الوصول أو المغادرة، بجانب عدم وجود أنشطة سياحية كالمهرجانات والمعارض، كل ذلك كان له أثر كبير على القطاع السياحي. ويضيف عبدالله الشال صاحب مطعم بمدينة العريش، إن طول فترات الحظر سيكون له مردود اقتصادى سيئ، فالمحال التجارية مغلقة قبيل حلول الحظر، وأصحاب المنشآت الاقتصادية بدأوا فى تسريح العاملين، وطالب المحافظ بتقليص ساعات الحظر بحيث تصبح من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحاً، لتقليل الخسائر الاقتصادية، وأكد أنه وجميع أبناء سيناء بالرغم من هذه الخسائر الا أنهم يؤيدون جميع الإجراءات التى تتخذها الدولة لحفظ الأمن والاستقرار فى البلاد