كأنك يا أبو زيد ما غزيت، وبلاها ثورة وبلاها شهداء، إذ عادت ريمة لعادتها القديمة، وبدأ جهاز أمن الدولة المنحل فى العودة مجددا إلى استهداف القوى السياسية فى الشارع، وإن اختلف الاسم إلى «جهاز الأمن الوطنى»، فيما هدد إخوان المنيا بالتصعيد فى حال استمرار الوضع الذى سمح بعودة المخبرين إلى الشارع، وإصدار تعليمات لأئمة المساجد بإغلاق المساجد فى وجوههم. حسين سلطان، الناطق باسم الجماعة هناك، اتهم جهاز الأمن الوطنى بانتهاج نفس أساليب جهاز مباحث أمن الدولة «المنحل» وتعقب النشاطات الإسلامية خصوصا نشاط جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن هناك مطاردة لعناصر الجماعة تتمثل فى متابعتهم وتحذير أئمة المساجد فى المنيا، خصوصا فى مركز سمالوط، من فتح المساجد أمامهم، وإبلاغ الجهاز بأى تحركات لهم، وأن عددا من ضباط الجهاز السابقين فى المنيا بدؤوا فى تضييق الخناق على نشاطات الجماعة، والدفع بعدد من المخبرين الذين كانوا يعملون فى الجهاز السابق فى مراكز المحافظة التسعة للعودة إلى العمل مجددا.
«التحرير» علمت من مصادر أمنية وثيقة أن مكاتب جهاز أمن الدولة بالمراكز التسعة الملحقة بمراكز الشرطة بدأت فى العودة للعمل بشكل مكثف، مع تغيير عدد من المخبرين وإحلال آخريين محلهم، غير معروفين للمواطنين فى المدينة، عبر خطة لإعادة الانتشار بهدوء خشية عودة الاحتجاجات ضد تنامى نشاط الجهاز.
كان عضو سابق بمجلس محلى المنيا عن أحد أحزاب المعارضة كشف النقاب ل«التحرير» عن أن أحد ضباط الجهاز اتصل به وطلب منه معلومات عن تنامى نشاط نفوذ القوى الإسلامية، خصوصا الإخوان المسلمين، داعيا إياه للحضور إلى مقر الجهاز بالمنيا «لشرب القهوة والدردشة»، وهو مارفضه العضو بشكل قاطع.