كتب: إسماعيل الوسيمي- مهند الصباغ نجح المصريون فى جمع 60 مليار جنيه لتمويل مشروع قناة السويس الجديد، خطوة ربما يكون لها دلالات اقتصادية هائلة ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، ولكن جاءت هذه الخطوة تحمل العديد من الدلالات السياسية تتمثل في إعادة الثقة بين الشعب والحاكم واستجابة المصريين لرئيس جمهورية طلب منهم تمويل المشروع. وأكد خبراء سياسيون ناقشتهم "التحرير" حول هذا الأمر، أن أهم ما في جمع الأموال من المصريين هو إعادة الثقة بين الشعب والحاكم، وأن الرئيس السيسي يتمتع بتأييد كبير وثقة بأنه يعمل من أجل تحقيق مصالح الشعب المصري. أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار علي حسن قال ل"التحرير"، إن الشعب المصري لم يتبرع لصندوق تحيا مصر، لأنهم شعروا بعدم مسؤوليتهم تجاه هذا الأمر، وأنه أمر يخص رجال الأعمال في المقام الأول، الذي وجه لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة للتبرع، مضيفًا أن قناة السويس رأى فيه الشعب مشروع قومي واضح وله ملامح وتم البدء فيه وأقيمت له خطة دعايا كبيرة جدًا، كما أن شركة قناة السويس شركة رابحة. عمار أضاف، أن إقبال الشعب على شراء شهادات استثمار قناة السويس يرجع إلى إعلان السيسي أن القناة ستمول بأموال مصرية فقط، وهذا له علاقة بالتاريخ المصري، كما أن الناس أرادوا التعبير عن تأييدهم لهذا المشروع. أستاذ العلوم السياسية أوضح أن، السيسي تعمد خلق أمل للناس بهذا المشروع وفي الوقت ذاته للتأكيد على قاعدته الاجتماعية التي تدافع عنه، خصوصًا أن كل شخص اشترى شهادة في قناة السويس من مصلحته استمرار السيسي لمدة أخرى، مضيفًا أن السيسي من خلال هذه الخطوة يؤكد قدرته على تعبئة الجمهور لصالحه. وأضاف أن هناك رسائل مهمة أخرى للعالم للتأكيد على شعبية النظام والرئيس، وهذا بالتأكيد يمثل عبء على السيسي، لأن هذا المشروع إذا لم يحقق النتائج المنتظره سيسأل السيسي عن هذا بالتأكيد، لذلك فإن نتائج مشروع قناة السويس الجديد ستؤثر على شعبيته، والإحساس بالزهو والانتصار سينقلب إلى إحساس بالمسؤولية وحساب من الشعب، لذلك سيسعى السيسي وفريقه جاهدًا إلى نجاح المشروع وتحقيق الأهداف التي أعلن عنها للشعب. الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، الدكتور يسري العزباوي، قال إن من أهم دلالات جمع المصريين تكلفة تمويل مشروع قناة السويس هو إعادة الثقة بين الحاكم والمحكموين، مشيراً إلى أن هذا النجاح سيكون دافع قوي لشخص رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي فى اتخاذ العديد من القرارات والإجراءات بدافع شعبي قوي. العزباوي أضاف، أن استجابة الملايين من أبناء الشعب لرئيس الجمهورية فى تمويل مشروع قومي بحجم قناة السويس، يثبت أن الرئيس قوي ولا مجال للتخوفات بأن البرلمان القادم سوف يؤثر علي تحركات الرئيس. الباحث بمركز الأهرام، أشار إلى أن تحركات الرئيس السيسي في الثلاة أشهر الأولى من حكمه علي كافة المستويات وفي مقدمتها الاقتصاد والأمن والسياسية الخارجية، يأتي أغلبها تحت تأييد شعبي وثقة أن هذه السياسية والتحركات ستصب فى النهاية على المواطنين، وهو المطلب الرئيسي للشعب الذي قام بثورة حتى يعمل الحاكم لتحقيق مصالح المواطنين.