نسمات 25 يناير هبت من جديد على محافظات بحرى، مع حلول الذكرى الأولى للثورة أمس. الإصرار على استكمال أهداف الثورة، وإنهاء حكم العسكر، وتسليم السلطة إلى المدنيين فورا، والقصاص من قتلة الشهداء كانت فى مقدمة مطالب المتظاهرين الذين احتشدوا فى مختلف ميادين محافظات الدلتا، فى عيد الثورة الأول. رغم الأمطار الشديدة، التى غمرت محافظة المنوفية أمس، انطلقت تظاهرة من أمام مسجد الفرقان فى شارع الاستاد بشبين الكوم، ضمت عديدا من شباب الحركات والقوى السياسية المختلفة، للمطالبة باستكمال مطالب الثورة، وإنهاء حكم العسكر. «عسكر عسكر عسكر ليه.. إحنا فى سجن ولا إيه»، و«عسكر يحكم مدنى ليه.. إحنا كتيبة ولا إيه» و«ثوار أحرار هنكمل المشوار» هتافات دوى بها متظاهرو المنوفية أمس، بينما حملوا صورا لشهداء أحداث محمد محمود مرددين «إحنا مين إحنا مين.. إحنا كل المصريين» و«مصر قبل 25 يناير بلدهم.. ومصر بعد 25 يناير بلدنا». كانت القوى السياسة فى المنوفية قد أصدرت ميثاق شرف لتنظيم فاعليات يوم 25 يناير، بينما جاء فى بيانهم نصا «مستعدين نضحى بالغالى والنفيس علشان تحقيق حلم 25 يناير اللى لم يتغير لحد النهارده.. إنهاء حكم العسكر لمصر... ثورتنا سلمية.. ثورتنا مستمرة». مديرية أمن المنوفية من جانبها ألغت احتفالات عيد الشرطة واكتفت بتكثيف الخدمات والدوريات الأمنية حول المنشآت المهمة، بينما قام محافظ المنوفية المستشار أشرف هلال بجولة لتفقد شوارع وميادين مدينة شبين الكوم. «عائدون» شعار رفعته حركة «6 أبريل» فى الزقازيق، وقامت بتوزيعه خلال الأيام القليلة الماضية، من أجل حشد المواطنين فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، أمس. الحركة، تحدت الظروف الجوية السيئة، أول من أمس، بينما أصر أعضاؤها على توزيع نحو 30 ألف ملصق للشعار، بالإضافة إلى تحركات ائتلاف شباب الثورة، الأمر الذى أسهم نوعا ما فى حشد عديد من المتظاهرين، فى ميدان المحطة بالزقازيق أمس، رغم حالة السكون التى بدت عليها شوارع المدينة جراء حالة الفزع التى انتابت عديدا من المواطنين، خوفا من تفاقم الأوضاع أو وقوع أعمال شغب غير محسوبة. يأتى هذا بينما رفع المتظاهرون، ممن توافدوا فى مسيرات انطلقت من عدد من الشوارع الرئيسية، إلى ميدان المحطة، الذى كان شاهدا على انطلاق شرارة ثورة 25 يناير العام الماضى. فى الشرقية، شعارات تدعو إلى القصاص من قتلة الثوار وترفض حكم العسكر، وتدعو المجلس العسكرى إلى تسليم السلطة فورا إلى المدنيين. فى مدينة دمياط انطلقت مسيرة لحركة «6 أبريل» والجبهة الثورية الموحدة، من شارع الجلاء، قبل أن تستقر فى ميدان الساعة، الذى بات يعرف بميدان الثورة. المتظاهرون رفعوا أمس، لافتات تطالب المجلس العسكرى، بتسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب، تمهيدا لتسليمها إلى رئيس منتخب، بينما عقد كل من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى منصة منفصلة فى الميدان، حيث طالب أنصار كل منهما بسرعة القصاص من قتلة المتظاهرين، كما تضامن الفريقان مع مطالب الجبهة الثورية وحركة «6 أبريل»، بتشكيل هيئة قضائية مستقلة تتولى سرعة الحكم على قتلة الثوار. فى حين خرج نحو عشرة آلاف مواطن فى مسيرة طافت عددا من شوارع المنصورة للمطالبة باستكمال الثورة ورحيل الحكم العسكرى، قبل أن تستقر فى ميدان مشعل فى قلب ميدان المنصورة. شاركت فىها مجموعة من شباب الثورة من حركتى «6 أبريل» و«شباب الميدان»، وحملة دعم البرادعى، وحملة دعم حمدين صباحى، وحملة عبد المنعم أبو الفتوح، وشباب حزب الكرامة، وشباب الإخوان المسلمين وغيرها. بينما حدثت بعض المشادات بين حركتى «شباب الميدان» و«6 أبريل» من جهة، وشباب الإخوان من جهة أخرى، بسبب هتاف «الشعب يريد إسقاط الإخوان»، مما دفع أنصار الإخوان إلى التهديد بالانسحاب، قبل أن يتدخل شباب الحركات الثورية ويتم نزع فتيل الأزمة، لتتعالى الهتافات «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. و«الشعب يريد إسقاط المشير».. و«ارحل ارحل يا مشير.. مش حاسيين بالتغيير». كما حمل الشباب نعشا رمزيا تخليدا وتكريما لذكرى شهداء الثورة، بالإضافة إلى علم كبير لمصر طوله 40 مترا. فى حين تم إلقاء القبض على الناشط أحمد خربوش، عضو حزب الكرامة، وحملة حمدين صباحى فى الدقهلية، والناشط محمد عيد عضو حزب الكرامة، وأمين نادى الفكر الناصرى بجامعة المنصورة من قبل حرس الجامعة فى أثناء توزيعهم بيانات تندد بحكم العسكر. مجموعات من شباب الحركات والائتلافات الثورية وحملات دعم بعض المرشحين المحتملين للرئاسة، فى القليوبية، انطلقت فى الساعات الأولى من صباح أمس، من ميادين بنها، مرورا بميدان أحمد عرابى فى شبرا الخيمة، وصولا إلى ميدان التحرير، بينما تعالت المطالب بسرعة تسليم السلطة فى مصر إلى جهة مدنية، والتعجيل بانتخابات رئاسة الجمهورية، مرددين شعارات «أنا ضد تخريب منشآت الدولة»، و«يسقط يسقط حكم العسكر».