تصاعد المواجهات بشرق أوكرانيا ومؤيدو روسيا يسيطرون على مساحات كبيرة

موسكو تنفي اتهامات كييف بغزو أوكرانيا وتعتبرها بلا معنى
الكرملين: بوتين لا يعتزم لقاء بوروشينكو في الوقت الحالي
موسكو - أشرف الصباغ
ردًا على الاتهامات الأوكرانية بدخول قوات روسية إلى أراضيها، أكد المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين عدم وجود أية قوات أو آليات عسكرية روسية في أوكرانيا. وقال كيلين عقب اجتماع المجلس الدائم للمنظمة إنه كانت هناك اتهامات بتوجه قوافل من المدرعات إلى هناك الأسبوع الماضي وقبل الأسبوع الماضي. ونفت موسكو كل ذلك، وما زالت تنفيه، واصفا هذه الاتهامات بأنها خالية من المعنى. وأوضح المسؤول الروسي أن كل المعلومات المتوافرة لدى موسكو هو أن عمدة نوفوآزوفسك أعلن أن القوات الأوكرانية فرت من المدينة بعد تعرضها لقصف مدفعي، ثم سيطرت عليها قوات الدفاع الشعبي. وجاء هذا التوضيح من الدبلوماسي الروسي تعليقا على تصريحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي أعلن فيها عن دخول قوات روسية إلى شرق أوكرانيا وإلغاء زيارته إلى تركيا بسبب ذلك.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأوكراني أن كييف ستدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وحث العالم على تقييم تفاقم الوضع الأمني في شرق أوكرانيا بشكل حاد. كما وأفادت وزارة الخارجية الليتوانية بأن فيلنيوس دعت إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية. فيما كرر حلف الناتو اتهاماته بوجود أكثر من 1000 عسكري روسي يحاربون في أراضي أوكرانيا" في صفوف المسلحين.
وكان الرئيس الأوكراني بوروشينكو قد ألغى زيارة مقررة إلى تركيا بسبب تصاعد القتال في جنوب شرق أوكرانيا، واجتمع مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين، معلنا أن قوات روسية تقوم في الوقت الراهن بغزو أوكرانيا.
ومن جانبه أكد مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أن القوات الأوكرانية فقدت السيطرة على مدينة نوفو أزوفسك المطلة على بحر أزوف في مقاطعة دونيتسك.
وبدأت الأحداث في 24 أغسطس الحالي حيث شنت قوات المقاومة الشعبية في دونيتسك هجوما معاكسا باتجاه بحر أزوف ووصلت في 27 إلى البحر حيث سيطرت على مدينة نوفوأزوفسك المطلة على البحر. وذكرت تقارير أن "جيش دونيتسك" بات يسيطر على خط لحدود أوكرانيا مع روسيا يمتد من بلدة لوجانسكايا إلى بحر أزوف بطول 300 كيلومتر، ويحاصر 3 مجموعات من القوات التابعة ل"كييف" تضم اثنتان منها حوالي 7 آلاف فرد.
وعلى خلفية التصعيد العسكري في شرق أوكرانيا، واتهامات كييف الموجهة لموسكو بغزو أراضيها، أعلن الناطق الرئاسي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي بوتين لا يعتزم عقد لقاء جديد بالرئيس الأوكراني في الوقت الراهن. وقال بيسكوف في تصريحات تناولت التطورات الأخيرة للوضع في أوكرانيا إن جدول أعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتضمن لقاء قريباً بالرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو.
وكان بوتين التقى بوروشينكو في مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا في 26 أغسطس الحالي أثناء لقاء زعماء دول الاتحاد الجمركي (روسيا وبلوروسيا وكازاخستان) مع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. وقال بوتين في ختام اجتماعه مع بوروشينكو إن اللقاء لم يتناول شروط وقف إطلاق النار في جنوب شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أنه لا يستطيع مناقشة شروط وقف القتال الذي لا تشارك فيه بلاده.
وعلى صعيد ميداني، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا عبروا يوم أمس الأربعاء الحدود في مقاطعة روستوف وطلبوا اللجوء إلى روسيا. وقال المتحدث باسم إدارة الحدود التابعة لهيئة الأمن الفيدرالية إن 62 عسكريا من القوات الداخلية الأوكرانية طلبوا من حراس الحدود الروس السماح بدخول أراضي روسيا من أجل إنقاذ أرواحهم والحصول على مأوى آمن. وأكد أن حرس الحدود الروس سمحوا بدخول العسكريين الأوكرانيين لأسباب إنسانية بعد أن ألقوا أسلحتهم في الأراضي الأوكرانية. كما أعلنت وحدات الدفاع الشعبي في دونيتسك أن حوالي 90 عسكريا أوكرانيا سلموا أنفسهم لها يوم الأربعاء، لكن السلطات الأوكرانية لم تؤكد بعد هذا النبأ.