جاء اليوم الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية رقم 28 مبهرا، ومصدر الإبهار كان فى شيئين أساسيين: الأول هو حفل الافتتاح، والثانى المفاجآت التى جاءت فى المباراتين الأوليين للبطولة، واللتين شهدهما هذا اليوم. وبالنسبة إلى حفل الافتتاح فقد جاء مبهرا وبصراحة «حاجة تفرح»، وخيب توقعات الكثيرين ممن رأوا أن هذه البطولة «كبيرة» على غينيا الاستوائية والجابون. الحفل كان رائعا ولائقا بالحدث، وحسنا فعل القائمون عليه بأن جعلوا الرقصات الفولكلورية هى أساس الحفل الذى استضافه استاد باتا، الذى استضاف المباراة الافتتاحية للبطولة، التى جمعت بين منتخبى غينيا الاستوائية وليبيا. قدم الراقصون استعراضات فولكلورية على أنغام الموسيقى الإفريقية والطبول، كما انطلقت الألعاب النارية داخل الملعب، وكأنها شرارة انطلاق البطولة. وأضفى حضور تيودورى أوبيانج مباسوجو، رئيس غينيا الاستوائية، الحفل زخما، وأعطى البطولة اهتماما خاصا بأن القيادة السياسية فى البلاد معنية بالحدث، معترفا بأهمية ومكانة البطولة التى تنال اهتماما دوليا كبيرا. وجاءت كلمة الافتتاح معبرة عن الحدث، وتجلت كلماته بأسمى كلمات الترحيب بالضيوف، كما أنه كان ذكيا للغاية عندما أعطى دفعة معنوية لمنتخب بلاده حتى يلهب حماسته، وطالبه خلال الكلمة بالفوز بالبطولة. ويبدو أن كلمات مباسوجو قد آتت ثمارها، فاستطاع المنتخب الغينى الفوز على نظيره الليبى، الأكثر منه عراقة وتاريخا بهدف نظيف، وكانت المباراة قمة برازيلية فى ظل قيادة البرازيلى جيلسون باولو، مدرب غينيا الاستوائية، فى مواجهة ماركوس باكيتا لمنتخب ليبيا. وتولى جيلسون المهمة مطلع الشهر الحالى، وتحديدا منذ 18 يوما فقط، ورغم اعتماده على التشكيل الذى كان قد اختاره المدير الفرنسى السابق هنرى ميشيل، الذى استقال من تدريب المنتخب بعد خلافات مع اتحاد الكرة المحلى، فإنه أحدث بعض التغييرات الطفيفة، التى منحته الفوز خلال المباراة. بصراحة لم أكن أتوقع أن يظهر المنتخب الليبى بهذا الضعف، ورغم التماسى العذر له للظروف التى مرت بها بلاده، فإننى كنت أتوقع أن يواصل المنتخب الليبى تألقه الذى بدأه فى التصفيات المؤهلة لهذه البطولة، والذى منحه لقب الحصان الأسود للتصفيات، حيث تأهل رغم أدائه ل6 مباريات خارج ملعبه، كما أنه دخل البطولة تحت قيادة البرازيلى ماركوس باكيتا، صاحب التاريخ الحافل مع منتخب السعودية وفريقى الهلال السعودى والغرافة القطرى. وكانت المفاجأة المدوية بخسارة السنغال الذى يضم عناصر ممتازة، ولديه أقوى خط هجوم كان الثانى فى التصفيات من ناحية الفاعلية، برصيد 16 هدفا بفارق 3 أهداف عن كوت ديفوار، كما أنه كان الثالث فى أقوى خطوط الدفاع بعد ليبيا وغانا، ولتشكيلته المتجددة، وغالبية عناصرها من الشباب الصاعدين أبرزهم مهاجم نيوكاسل الإنجليزى ديمبا با، ومهاجم فرايبورج الألمانى بابيس ديمبا سيسيه، وموسى سو، بالإضافة إلى خبرة سبعة لاعبين شاركوا فى نسخة غانا 2008، منهم مهاجم السد القطرى مامادو نيانج. واستحق زامبيا الفوز، فهو أحد أفضل المنتخبات فى القارة حاليا، وهو ما أثبته فى التصفيات الإفريقية التى كانت مؤهلة لكأس العالم 2010 إلى جوار مصر فى مجموعتها، وكذلك الجزائر. وأعاد النجم كالوشا بواليا، رئيس الاتحاد، هناك المدرب الرائع هيرفى رينار، الذى قادها إلى ربع النهائى نسخة أنجولا قبل أن يترك منصبه لتدريب اتحاد العاصمة الجزائرى. فاز المنتخب الزامبى المنظم والرائع، على منتخب عريق وكبير بحجم السنغال، ليعطينا الأمل فى مشاهدة بطولة رائعة من كل النواحى رغم غياب الكبار.