المشكلات التى لا تحل جعلت المئات من بدو سيناء فى وادى فيران، التى تضم 52 تجمعا سكنيا للبدو من مختلف القبائل، يعتصم بها المئات منذ أكثر من 45 يوما، بسبب تردى الأوضاع المعيشية للبدو بالمنطقة التى تتبع القطاع الجنوبى من شبه جزيرة سيناء الأكثر غنى، وعلى الرغم من ذلك يرفض أى مسؤول الذهاب إليهم أو الاستماع إلى مطالبهم. وادى فيران التى تتحكم فى طريق رئيسى، تعتبر العمود الفقرى لجنوب سيناء، قد تتحول إلى بوزيد سيناء التى ستنطلق منها ثورة البدو على أوضاعهم المهمشة بسبب عدم تدخل الأجهزة المصرية لحل مشكلاتهم، وحسب الشيخ أحمد الهريش شيخ الثوار بالمنطقة وابن قبيلة الجرارشة، فإذا كانت مصر عانت 30 عاما تحت حكم مبارك فالبدو عانوا 42 عاما، بينها 12 عاما تحت حكم الاحتلال الإسرائيلى، مضيفا أن بدو وادى فيران، الذين يعيشون على امتداد أكثر من 120 كيلومترا، يعانون من البطالة بنسبة تصل إلى 99 فى المئة نتيجة عدم توافر فرص عمل لهم، سواء فى السياحة أو شركات البترول المنتشرة بجنوب سيناء، موضحا «لدينا مشكلات تتعلق بعدم اتخاذ أى قرار جاد حتى الآن بشأن الأحكام الغيابية ضد المئات من أبناء البدو على الرغم من معرفة من يحاكمون الآن أن هذه القضايا كانت ملفقة فى النظام القديم». ويعانى البدو أيضا بشكل عام فى سيناء من عدم تمليك الأراضى والمنازل، حيث لا يوجد بدوى واحد يمتلك منزله، كما يعانون من عدم وصول مياه الشرب الصالحة، فالمياه تصل إليهم يوميا 7 ساعات فقط وتصل نسبة الأملاح بها إلى 30 فى المئة، بينما تصل نسبة الحديد إلى 35 فى المئة، وعلى مقربة من شرم الشيخ وداخل تجمعات الرويسات يعيش الآلاف من البدو أيضا فى ظروف معيشية صعبة، فهم لا يحققون أى استفادة من الوضع السياحى داخل المدينة، ويعانى 90 فى المئة من البطالة، حسبما يقول الشيخ سليم سويلم أحمد من قبيلة العليقات، مضيفا أن البدوى لا يتمتع بأى من حقوق المواطنة، فلا يوجد له مسكن أو منزل، ومعظمهم يعيش فى الجبال، موضحا أن التجاوزات التى حدثت فى الانتخابات من جانب التيارات الإسلامية كانت مقصودة بالاتفاق مع من يحكمون مصر بغرض إقصاء البدو عن دورهم السياسى، وهذا فهم خاطئ قد يزيد التوتر بسيناء. مسعد أبو فجر الناشط البدوى ورئيس حركة «ودنا نعيش»، التى كانت أول حركة تطالب بحقوق بدو سيناء، يقول إنه لا يشعر بأى تغيّر فى التعامل مع ملف البدو بعد الثورة، «ما زال الملف ملتهبا والبعض يحاول أن يبقيه على هذه السخونة»، معتبرا أنه لو انفجر سينفجر فى وجه الجميع وستتضرر منه مصر كلها، مشيرا إلى أنه لا استقرار داخل سيناء دون البدو الذين هم السكان الأصليون لسيناء، ويجب أن تكون لهم مشاركة فاعلة فى لجنة إعداد الدستور، لأنهم مواطنون مصريون ولهم حقوق، موضحا أن الأوضاع فى سيناء الآن تتجه نحو الفوضى، وقال «أقول لمن يلعب بالنار بسيناء عليه أن يعلم أن النار ستحرق الجميع، وأن هناك من يحاول ضرب رأس الثورة من خلال إشاعة الفوضى بسيناء، وأن هناك مشكلات يعانى منها البدو تحتاج إلى التدخل السريع لحلها». أبو فجر، أوضح أن أبناء القبائل هم الضامن الوحيد للأمن بسيناء، وأنه يجب على الجميع المشاركة فى تهدئة الأوضاع فى سيناء، وأن القبائل لهم حقوق فى هذه الدولة يجب أن يحصلوا عليها، مضيفا أن ما حدث فى الانتخابات البرلمانية بسيناء هو محاولة من المجلس العسكرى والمتعاونين معه لإقصاء متعمد للبدو، أو أن تكون هناك وقفة أو سيكون الجحيم، مشيرا إلى أن هناك ألغاما بسيناء يحاول البعض تفجيرها بدلا من العمل على حلها لأسباب غامضة، على الرغم من علم الجميع أن سيناء من أخطر الملفات فى مصر الآن.