قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن السيدة العذراء مريم مثال لفضيلة الرضا التي يحتاج لها الإنسان في حياته. وأضاف خلال عظته الأسبوعية، مساء الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الإنسان الراضي يقدم الشكر لله على كل النعم والعطايا التي لا تحصى في حياتنا، مثل الوطن الذي يعيش فيه أو كنيسته أو هدوء بلاده وخلوها من الكوارث وغيرها، وكذلك لدينا نيلها، فهناك دول لا توجد بها أنهار. وأكد أن أهم فضائل الرضا، هى شكر الله دائماً على كل النعم، والاعتماد على الله، حتى في حال تعرض الإنسان لحروب روحية، مستشهداً بأن شاول الطرسوسي الذي كان اسمه يثير الفزع بين الناس من أفعاله تحول إلى بولس الرسول العملاق في الكرازة والخدمة. وأضاف أن الإنسان الراضي هدفه السيد المسيح، ويشعر دائما بالحضور الإلهي في حياته، وأوضح أن ما يعيق حياة الرضا هو الذات والأنانية، مضيفًا أنه على الإنسان أن يعيش في حياة العطاء، لأن الذات والأنانية تمثلان جدار بين الإنسان وحياة الرضا وتحرمه من التمتع بها، لافتاً إلى أن الشيطان يحارب الإنسان بخطايا صغيرة ليقوده إلى خطايا كبيرة. وأوضح أن الطمع في أمور مادية أو معنوية أو الرغبات والشهوات بصفه عامة يعيق الإنسان عن حياة الرضا، ولهذا الرهبان يقولون أن المشي في البرية يضيع المطامع، مشيراً إلى أن المحاكم أصبحت تنظر نزاعات الأخوات بسبب المطامع. وحذر البابا الحضور جميعاً من الطمع، مطالبا الجميع بأن ينتبهوا إلى أبنائهم ويعلموهم حياة العطاء والابتعاد عن الطمع، وأشار إلى أن الإنسان الملتوي والغامض والمعاند يفتقد التعايش في حياة الرضا.