الحكومة التركية تحجب حساب "اللهو الخفي" على "تويتر" فضح مخططاتهم لاعتقال رجال الأمن وتنبأ بإغلاق حسابه.. ولا أحد يعرف هويته إسطنبول- محمود عبد الرازق جمعة: لا أحد يعرف مَن هو، لا من الحكومة التركية ولا من المواطنين الأتراك.. إنه "فؤاد عوني"، ذلك الاسم الذي اشتهر على "تويتر" في تركيا منذ ظهور فضائح النظام التركي في السابع عشر من ديسمبر الماضي، وأخذ ينشر هذه الفضائح على الملأ، ويذكر معلومات لا أحد يعرف كيف يحصل عليها، ومهما بدت المعلومات غريبة وعجيبة ولا يمكن تصديقها، فإن الأيام لا تلبث أن تثبت أنه كان على صواب، وأن المجتمع التركي لا يستطيع تخيُّل مقدار الفساد المستشري في الحكومة التركية وبين رجال الأعمال الموالين لها. أول من أمس صدر قرار بحجب حساب فؤاد عوني على "تويتر" في تركيا، بعد يومين من كشفه عن مخطط الحكومة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، لمحاولة إيهام المجتمع التركي بوجود حقيقي لما سمّاه أردوغان "الدولة الموازية"، بهدف التستُّر على فضائح الرشوة والفساد التي اهتزّ لها المجتمع التركي. فؤاد عوني، الذي كشف من قبلُ عن مخطط الحكومة لاعتقالات 22 يوليو الماضي قبل شنِّها بأيام، كان كشف أول من أمس عن نية الحكومة شنّ حملة اعتقالات موسعة في ثلاث عشرة محافظة تركية، تستهدف فيها رجال الأمن وقياداته، وبعدها نبّه متابعيه على "تويتر" إلى أن الحكومة ستعمل خلال وقت قصير على حجب حسابه على "تويتر"... ولم يمرّ سوى يومين حتى أصدرت الحكومة قرارها بحجب حسابه، بسبب ما نشره من معلومات حول حملة الاعتقالات الجديدة. وكان فؤاد عوني طالَب متابعيه بمتابعته على حسابه الاحتياطي، بعد توقُّعه حجب موقعه، فكتب تغريدة قال فيها: "متابِعِيَّ الأعزاء، هذا حسابي الاحتياطي على (تويتر) @fuatavnifuat، أرجو أن تتابعوه". وبالفعل أُغلِق حساب عوني بعد ساعات من المعلومات التي نشرها مساء أول من أمس، كما شنّت الحكومة الحملة ضد رجال الأمن بنفس الكيفية التي ذكرها عوني. كان عدد متابعي عوني على حسابه الأول نحو مليون شخص، وقد بلغ عدد متابعيه على الحساب الجديد في أقل من أربع وعشرين ساعة، حتى كتابة هذه السطور، نحو 157 ألف شخص.