تعجبت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى افتتاحيتها من استمرار إغلاق المنظمات الحقوقية التى شنت قوات الأمن المصرية هجوما غير مسبوق عليها فى 29 ديسمبر الماضى، رغم ما أبدته الإدارة الأمريكية من استياء وإلحاح للسماح لهذه المنظمات بعودة العمل. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المسؤولين المصريين زرعوا فى الإعلام المحلى قصصًا تصور المنظمات غير الحكومية فى مصر كجزء من المؤامرة الدولية للتدخل فى سياسة البلاد. وتابعت أن الإدارة الأمريكية قامت بالرد سريعا على هذه المداهمات، حفاظا على مصداقيتها، وأن المسؤولين الأمريكيين لا يزالون يضغطون بشدة بخصوص هذا الشأن، ولكن تخفف الإدارة الأمريكية من حدة أسلوبها مع السلطات المصرية شيئا فشيئا. وعلقت «واشنطن بوست» قائلة «باختصار، الحكومة المصرية تهزأ بصورة واضحة من مطلب الإدارة بسرعة الاعتدال عن مضايقاتها». وأضافت أن المغزى وراء هذا النزاع يصعّب المبالغة فيه، تمويل الولاياتالمتحدة للمنظمات الديمقراطية فى مصر يتضاءل -نحو 40 مليون دولار هذا العام- بالنسبة إلى 1.2 مليار دولار المخصصة للجيش المصرى. ولكن، تابعت الصحيفة، المعونة ضرورية لتغذية نظام سياسى حر، ولمواجهة التدفقات المالية الهائلة من السعودية ودول خليجية أخرى إلى الجماعات الإسلامية. وتطرقت افتتاحية الصحيفة إلى المسؤولين المصريين المروجين للتمويل الأمريكى للمنظمات المصرية، وعلى رأسهم وزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا، المحتفظة بمنصبها منذ نظام مبارك. وقالت عن هؤلاء المسؤولين إنهم يحاولون الاحتفاظ بسلطاتهم الخاصة من خلال «شيطنة» جمعيات المجتمع المدنى والولاياتالمتحدة. وتابعت أنه على الأقل، ينبغى على أى حكومة مصرية تابعة لسياسات أبو النجا أن تتنكر من المعونة العسكرية.