في محاولة جديدة للفت النظر إلي ملف إعادة إعمار سيناء الذي أهمله النظام البائد لسنوات طويلة قام مجموعة من علماء مصر بعمل مبادرة جديدة بالتعاون مع جامعة القاهرة والجامعة الأمريكيةبالقاهرة وجامعة ترلو الكندية وبعض الجمعيات المصرية العاملة في مجال التنمية من خلال تنظيم المؤتمر الدولي الاول بجامعة القاهرة تحت عنوان «تنمية سيناء من أجل مصر الحديثة» بمشاركة حسين عونى السفير التركي بالقاهرة، ووزير التنمية التركي والدكتور أحمد جمال الدين ممثل وزارة الزراعة. وقام من خلاله الباحثين في عرض رؤيتهم الجديدة لإعادة إعمار سيناء كمشروع قومي من أجل مستقبل التنمية في مصر. الدكتور عفيفي عباس رئيس معهد بحوث المياه والبيئة أكد على أن سيناء تتعرض لمخاطر كثيرة، فهي محط أنظار العالم كله، وخاصة إسرائيل، مضيفا أن 89 %من الإسرائليين يرغبون في إعادة إحتلال سيناء مرة أخرى، وذلك عبر إستطلاع رأى قام به الكنيست الإسرائيلي لمعرفة أراء الاسرائليين واتجاهتهم حول منطقة سيناء. وأشارعفيفي الي أن مصر لها حق تاريخي على العالم كله ومنه إسرائيل في تقديم الدعم لتعميرسيناء، قائلا: إسرائيل نهبتنا وسرقت أرضنا وقتلت أولادنا وجنودنا، و دول أوربا التى إحتلتنا و إستفادت من مصر بما فيها سيناء، ولولا مصر ما كانت أوربا علي ما هى عليه الان، مطالبا هذه الدول بتقديم كافة وسائل الدعم لإعمار سيناء مرة أخري من خلال عمل مشروعات مشتركة بينهم وبين مصر أو بتقديم المساعدات المادية والمعنوية لمصر. واتهم عفيفي النظام البائد بانه أهمل إستغلال سيناء والاستفادة منها علي مدار السنوات السابقة مطالبا بضرورة معالجة هذه المشكلة بعد ثورة 25 يناير و التفكير في اعادة إعمار سيناء مرة أخري كهدف من أهداف الثورة، مضيفا انه يجب إسترداد الأموال التى نهبها رموز النظام السابق من الخارج، وإستغلال تلك الأموال في تعمير سيناء. وعن تقسيم محافظات سيناء أقترح عفيفي مشروع عمل محافظة جديدة ثالثة في شبة جزيرة سيناء و تسمى وسط سيناء وتقع حدودها بين وادي الجرافي وسهل القاع، لتصبح درع بشري لمنع عبور القوات الإسرائيلية بها، فضلا عن إستغلالها في الاهتمام بزراعة بعض المحاصيل التي تصلح زراعتها في تلك المنطقة كالنخيل و الزيتون وشجر الجوجوبا والذي ينتج منه الزيت الحيوي قائلا: مصر من الممكن تصبح منطقة هامة للوقود الحيوى، وذلك لما تتمتع به الزيوت التى نحصل عليها من زراعة الزيتون. إضافة إلي تطوير ثقافة المشروعات السياحية في سيناء والاتجاه الي عمل والاهتمام بالرياضات التي يهتم بها السياح واكتشاف مناطق التميز والإعتناء بها. ومن جانبه قال حسين عونى السفير التركى أن مصر بلد غنية بالثروات والتى يجب استغلالها، مؤكدا على أن تركيا تمد يد العون لها، وستقدم لها وسائل الدعم لتعمير سيناء، مضيفا أنه يجب النهوض بتلك المنطقة وتعميرها، ولايجب إهمالها، بل لابد من وضعها نصب أعيننا. وعن الاستفادة من التجربة التركية في اعادة الإعمار والتنمية قام وزير التنمية التركي بعرض خبرات التجربة التركية للحاضرين وأهم المشكلات والعقبات التي واجهتها وكيف تم التغلب عليها إضافة الي العناصر الأساسية والخطوط العريضة التي إعتمدت عليها تركيا لكي تتمكن مصر من الإستفاده منها في خريطتها القادمة للتنمية. فيما قام المهندس سيد الجابري بعرض مشروعة الجديدة عن فكرة إنشاء قناة مائية جديدة بشبة الجزيرة السيناوية مؤكدا علي ان العالم يتجه نحو ثقافة الماكرو وان هناك اتجاه جديد في صناعة السفن البحرية إلي جعلها أكبر حجما لنقل حمولات أكثر لافتا إلى ان هذا الاتجاة الجديد لا تستطيع قناه السويس ان تتحمله وان على مصر لكي تواكب العالم وتستفيد من حجم التجارة العالمية ان تنشئ قناة جيدة وفق النظام الجديد للنقل الدولي.