سياسيون: فشل التحالفات الحزبية يفتح الباب للإخوان والوطنى كتب- إيمان البصيلى ومحمد الغريب: انتخابات البرلمان المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الجارى هى الخطوة الثالثة والأخيرة فى خارطة المستقبل، التى توافقت عليها القوى السياسية فى أثناء ثورة 30 يونيو، ورغم اقتراب موعد الانتخابات فإن الأحزاب وجدت صعوبة فى تشكيل تحالفات انتخابية للحصول على الأغلبية، وتشكيل الحكومة المقبلة، وفشل بناء تحالف قوى للقوى المدنية يفتح الباب على مصراعيه لعودة الإخوان والحزب الوطنى بما يملكونه من خبرة انتخابية على أرض الواقع. سياسيون رؤوا أن «الحسابات الخاصة» هى السبب فى تأخر إعلان الأحزاب عن خارطة تحالفاتها السياسية حتى الآن، مشيرين إلى أن تشكيل البرلمان من الأغلبية الفردية يجعل منه مجلسا ضعيفا يدعم الحكومة ويمهد لمساومات بين رجال المال والسلطة. عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى، أرجع سبب عدم مقدرة الأحزاب على تكوين تحالفات برلمانية حتى الآن، إلى وجود نظام القوائم المطلقة الذى يجعل مصير القائمة إما النجاح بأكملها وإما الفشل، مما خلق تحديات أكبر أمام التحالفات فى إيجاد توازن من شأنه ضمان النجاح والمنافسة. شكر أكد ل«التحرير» أن التحالفات لم تفشل حتى الآن رغم مرور الوقت، مشددا على أن فشل الأحزاب فى تكوين تحالفات جادة من شأنها الفوز بالانتخابات البرلمانية سيجعل البرلمان المقبل مجلس «فسيفساء» تسيطر عليه رجال المصالح وفلول النظام السابق، مضيفا أن الفرصة ما زالت سانحة أمام الأحزاب فى إنشاء تحالفات من شأنها القضاء على تحالفات الفلول وتيار الإسلام السياسى، مشيرا إلى أن مصر أمام تجربة فريدة من نوعها فإما أن تنجح الأحزاب فى استغلالها، وإما أن تسنح الفرصة لعودة رجال الأنظمة السابقة من جديد. من جهته، أرجع عمرو هاشم، ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فشل الأحزاب المصرية فى تكوين تحالفات لها حتى الآن يعود إلى القانون الانتخابى السيئ، الذى أتاح فرصة كبيرة للفردى على حساب القوائم مما أربك حسابات تلك الأحزاب، مشيرا إلى أن تأخر الإعلان عن تقسيم الدوائر قد يكون عائقا آخر ضد توحد الأحزاب فى تحالف انتخابى قوى. ربيع أوضح أن الأحزاب ما زالت تبحث عن وضع مناسب لها فى القائمة، فإما أن تكون على رأسها وإما فلا، كما أن البعض يصارع على تسمية القائمة باسمه، على غرار حزب الوفد، مشيرا إلى وجود فرصة أمام الأحزاب من أجل تكوين تحالفات موسعة لها قبل موعد الانتخابات، إلا أنه شدد على هشاشة وميوعة تلك التحالفات كونها تقوم على المصلحة الخاصة والاستسلام لتباين الرؤى وعدم وجود أرضية مشتركة تبشر بتعاون مستقبل بعد دخول البرلمان. المهندس أحمد بهاء شعبان، أمين عام الجمعية الوطنية للتغيير، أضاف أن التحالفات البرلمانية تمر بحالة من السيولة العالية، بمعنى أن هناك مشاورات غير نهائية وغير محددة المعالم من شأنها التعويل أو الحكم على ما صدر من مؤسسيها. شعبان أشار إلى أن تحالف عمرو موسى بدا وكأنه تحالف المقدمة، الذى سرعان ما تهاوى، مضيفا أن الفترة المتبقية ربما تفرز تحالفات قوية، مشددا على ضرورة أن تعى الأحزاب المدنية خطورة الموقف الذى تمر به، وأنها تخوض حربا ضد الحزب الوطنى وجماعة الإخوان. الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، أوضح ل«التحرير»، أن الحزب يستهدف كل مقاعد النظام الفردى، لكنهم ما زالوا بانتظار الإعلان عن تقسيم الدوائر كى يعرفوا مواطن قوتهم، مضيفا أن الحديث حول تحويل التحالفات الانتخابية الحالية إلى تحالفات سياسية داخل البرلمان غير صحيح، فكل شخص سيدخل البرلمان وبعدها يفعل ما يريد، لأن هذا التحالف غير حزبى كى أستطيع التحكم به، لافتا إلى أنه لا طائل من أن يضيع الحزب جهوده ويجهد نفسه فى التحالفات الحالية. عبد الحكيم عبد الناصر يعلن انسحابه نهائيا من التيار الشعبى بيان نجل الزعيم: قيادات حزب الكرامة لها مواقف واضحة فى شق الصف الناصرى كتب- محمد حنفى: أزمة أحداث ضريح عبد الناصر التى حصلت فى ذكرى 23 يوليو تتصاعد بين الناصريين.. عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أعلن عن تقديم استقالته وانسحابه نهائيا من التيار الشعبى المصرى بعد التصرفات التى وصفها بالهمجية من قبل شباب حزب الكرامة والتيار الشعبى بضريح عبد الناصر فى أثناء الاحتفال بالذكرى ال62 لثورة 23 يوليو، متهما شباب الفصيلين «بتعمد مهاجمة القوات المسلحة المصرية والهتاف بإسقاط الجيش والدولة وتعديهم على المواطنين المشاركين فى الاحتفالية ومنعهم للسفير الفلسطينى من دخول الضريح». وتابع نجل الزعيم فى بيان استقالته أمس: «التيار الشعبى وحزب الكرامة لهم مواقف صادمة بعد ثورة 30 يونيو وما قبلها من انضمام حمدين صباحى ومحمد سامى رئيس حزب الكرامة لجبهة الإنقاذ التى وافقت على استفتاء دستور الإخوان وكانت فى طريقها للمشاركة فى برلمان مرسى، مما جعلنا نطلق عليها (جبهة إنقاذ مرسى)، فأدى ذلك إلى ظهور حملة (تمرد) التى التف حولها الشعب كطوق النجاة الأخير للخلاص من حكم الإخوان، وهذا بالإضافة إلى تحالف قيادة حزب الكرامة مع نظام الإخوان خلال انتخابات مجلس الشعب 2012م، وهتافاتهم المستمرة بإسقاط حكم العسكر بعد ثورة 30 يونيو، وتبنيهم لمواقف الإخوان المسلمين فى عديد من المواقف السياسية، وذلك فى عداء شديد وواضح للجيش المصرى والقوات المسلحة المصرية، ومع تجاهلهم لحقيقة انتماء جمال عبد الناصر إلى المؤسسة العسكرية التى ما زالت حتى اليوم عماد الدولة المصرية». عبد الحكيم قال: «رغم كل ذلك اكتفيت بتجميد عضويتى ووقف كل أشكال التعامل معهم وآثرت الصمت، ولكن بعد ما حدث فى ضريح جمال عبد الناصر من تجاوزات كارثية فى حق هذا المكان الطاهر وضيوف الزعيم والمؤسسة العسكرية، قررت إعلان انسحابى منه بشكل نهائى وواضح، وعدم التعامل معهم فى أى أمور أخرى مهما حدث». وأشار إلى أن قيادات حزب الكرامة، وعلى رأسهم حمدين صباحى، كانت لهم مواقف واضحة فى شقّ الصف الناصرى، وتعطيل كل محاولات إعادة توحيده مرة أخرى. ووجه نجل عبد الناصر رسالة إلى من سماهم بجماعة حمدين صباحى، سواء من التيار الشعبى أو حزب الكرامة، قائلا: «أسلوب البلطجة لا يليق بالناصريين، وهناك فرق كبير بين أن تكون ناصريا وثائرا أو أن تكون بلطجيا. وفى المقابل عبر التيار الشعبى المصرى عن دهشته من بيان المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، لافتا إلى أن التيار لم يشارك بصفة رسمية فى الاحتفالات التى أقيمت هذا العام. وتابع التيار: «أما بخصوص ما جاء فى البيان المشار إليه حول عداء التيار الشعبى أو حزب الكرامة للجيش المصرى وقواتنا المسلحة، فهو عارٍ تماما من الصحة، فموقفنا المعلن والواضح هو تقدير واحترام الجيش المصرى كمؤسسة وطنية مهنية لها دورها التاريخى والوطنى.