الجيش الإسرائيلي يواجه أكبر تحد في ظل صواريخ حماس. الحرب في غزة أثبتت أن إنجازات الاستخبارات الإسرائيلية محدودة للغاية. بسالة المقاوم الفلسطيني في الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة فرضت نفسها حتى على وسائل الإعلام العبرية من إذاعات وقنوات وصحف التي طالب بعضها بضرورة إنهاء المعارك في الجنوب والتوصل إلى تهدئة تنهي خسائر تل أبيب هناك. وكان من بين تلك الوسائل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية التي وصفت ما يحدث في غزة بأكبر تحد يواجهه الجيش الإسرائيلي خاصة مع صواريخ حماس المضادة للدبابات ومقاتليها الذين يخرجون فجأة من الأنفاق للقيام بعملياتهم السريعة في قلب صفوف قوات الاحتلال، لافتة أيضا إلى حالة التقصير الشديد من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رغم ميزانيتها الآخذة في الارتفاع. وبعنوان "هل يوجد طريق للتهدئة..الحرب مستمرة في القسوة"، قالت الصحيفة " العبرية، عبر موقعها على الإنترنت، إنه بعد أن تلقى لواء جولاني الإسرائيلي ضربة موجعة من الفلسطينيين، يتركز التحدي الجديد في الصواريخ المضادة للدبابات والانتحاريين الذين يخرجون من فتحات الأنفاق السرية. وأضافت الصحيفة إن "التقديرات بمنظومة تل أبيب الأمنية هو أن هناك فرصة في أن تهتم حماس بوقف إطلاق النار، إذا حصلت على تعهد من مصر والسلطة الفلسطينية بفتح المعابر الحدودية بين القاهرةوغزة، ودفع أجور ورواتب 43 ألف من موظفي حماس". وتسائلت "يديعوت" "ما هي إستراتيجية تل أبيب في الخروج من العملية العسكرية بوسائل سياسية؛ فإسرائيل وضعت كل آمالها في إيجاد حل للتهدئة على مصر وبتعاون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكن اتضح أن مصالح القاهرة ورام الله مختلفة تماما عما كان متوقعا، ويبدو أن وقف إطلاق النار سيتحقق في نهاية الأمر من خلال بوابة مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة، هذا بالرغم من زيارة أمينها العام بان كي مون للقاهرة ومناقشته المقترح المصري لإيقاف الحرب". وذكرت أنه "في غضون ذلك وعلى الرغم من الاتصالات السياسية، ما زالت نيران الحرب لم تتوقف، وهي الحرب التي تمثل تحديا عسكريا كبيرا أمام إسرائيل، فداخل الأزقة وفي الأنفاق يتبدد كثير من التفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيل". ورأت أن " هذه المعركة أصعب معركة تخوضها تل أبيب حتى الآن، فحركة حماس لا تحفر الأنفاق وتختبئ كما كان الأمر في عملية (الرصاص المصهور) وإنما تخرج من تحت الأرض وتقاتل، وكثيرا من الخلايا التابعة لها تنفذ عمليات انتحارية، علاوة على التحدي الأقوى وهو الصواريخ الفلسطينية المضادة للدبابات والمقاتلين الذين يرتدون أحزمة ناسفة، والذين يبزغون فجأة من فتحات الأنفاق". وأشارت إلى أن "عدد كبير من قيادت وضباط الجيش الإسرائيلي أصيبوا في الحرب". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هناك تقصيرا في الجانب الاستخباراتي الإسرائيلي؛ موضحة أن "شعبة الاستخبارات العسكرية تمتعت في السنوات الأخيرة بارتفاع ميزانية المستمر، بينما ميزانية باقي الأذرع العسكرية في الجيش أخذة في التقلص، وبالرغم من ذلك أثبتت الحرب في غزة أن إنجازات الاستخبارات محدودة للغاية، وفي كل أنواع المعارك كان هناك تقصير ملحوظ". ولفتت إلى أنه"عندما كان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي(الشاباك) معلومات استخباراتية ممتازة عن التوغل الفلسطيني بالقرب من مستوطنة نير المجاورة لشمال القطاع، رغم هذه المعلومات لم تستطع تل أبيب منع وإجهاض عملية التوغل نفسها، ولم تتمكن من تجنب استهداف سيارة عسكرية إسرائيلية بصواريخ الفلسطينيين المتوغلين المضادة للدبابات". وقالت "يديعوت أحرونوت": "منذ بداية العملية البرية لوحظ انخفاض بنسبة 40 % تقريبا في عدد عمليات القصف الصاورخي الفلسطيني من قطاع غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية، لكن من غير الواضح هل السبب وراء ذلك هو حقيقة سيطرة تل أبيب على جزء من مناطق الإطلاق الصاروخي، بالأخص بعد معارك حي الشجاعية؟ وأضافت أنه بالرغم من ذلك "يبدو أن حماس قادرة على الاستمرار في عمليات القصف من جنوب ووسط غزة، وأنها تحتفظ بالصواريخ داخل الأنفاق المحفورة تحت الأرض، مع احتمال استمرار الحرب لفترة زمنية أكبر".