فى العراق سيدخل مرعى القتل مهاجرون حالمون وحلفاء ل«داعش» بات النموذج الداعشى الافتراضى هو الأقوى فى خيال التكفيريين ماذا كسب الظواهرى منذ أن سكن كهوف الجرذان فى تورابورا؟! لم يكسب إلا لقب أمير المؤمنين لدى كتلة التكفيريين الباحثة عن مخلص، وجولات قتل شفيت صدور أنصاره الراغبين فى الانتقام الأبدى، بينما بقى هو شخصًا مطاردًا، لم يكسب مشروعه حجرًا واحدًا يبنى دولة أو حضارة، ظل تَتَريًّا مسخًا لا يعرف إلا القتل والدعوة إليه. أما البغدادى فتقدم خطوات، ارتدى العباءة السوداء، التى تعزز أسطورة الخليفة العائد، وأمّ أتباعه فى المسجد علنا، وكسب أراضى قال إنها بنيان الدولة، ثم تفرد عن غيره من التنظيمات بموارد متنوعة؛ منها 400 مليون دولار استولى عليها كغنيمة من مصرف الموصل، وفى سوريا بنى أسواقًا ومكاتب للمكروبين، وشبكة مواصلات، وأدار «سد تشرين» بعد أن غير اسمه إلى «سد الفاروق»، بل تحكم فى بعض آبار البترول شمالى سوريا، وفوق ذلك بات النموذج الداعشى الافتراضى هو الأقوى، فى خيال التكفيريين، توارى الظواهرى إلى الظل، لأنه لا يقتل كما يتمنى الجيل الثانى من «القاعديين»، وأكمل مسيرة سلفه الزرقاوى الذى دعا له أتباعه بعد أن ذبح رجلا فقالوا «سلمت يداك يا سيد الذباحين». وهل يكسب البغدادى؟! هى ذاتها مكاسب الظواهرى ببعض التحسينات؛ هو الإقطاعى الجديد لمراعى القتل، بعد أن انتقل التوكيل من تورا بورا للموصل، أما أحلام الإمبراطورية فتسقط أيضا، والعوامل عديدة منها؛ ترهل فكرة الخلافة ذاتها، فى الخيال الإسلامجى، فهى حائرة بين نماذج متضاربة، هل هى إمبراطورية بنى أمية، أم سلطنة بنى عثمان؛ أم إمبراطورية بنى العباس، وتظل الإجابات غائمة حول الأسئلة الكبرى، مثل شكل انتقال السلطة وتوليها وتركها سلميا بلا دماء؟! خلافة البغدادى هى ذاتها إمارة عمر عبد الرحمن، إمارة الفرقة الناجية التى تقتل مواطنيها لسيادة رأى واحد، وفكر واحد، هى ملكٌ عضوض لفرقة تعتقد أنها تملك الحق، وبقية الرعية جثث محتملة تحت سيف التكفير. هى التى أصدرت جوازات سفر شرط حمله أن يؤمن صاحبه بالتكفير، أو يخشاه صاغرا، وبعد فترة لن تجد الخلافة من تحكمه، ستجد فقط من ينازعها الملك من التنظيمات الموازية مثل: جبهة النصرة وبقايا القاعدة، مثل أبو قتادة الأردنى، مُنظّر «القاعدة» الذى وصف «داعش» بكلاب النار. هى مرعى للقتل، سبق أن شاهدنا نموذجا له قبل عشر سنوات، عندما تقاتل التكفيريون الأفغان والعرب. فى العراق، سيدخل مرعى القتل مهاجرون حالمون، وحلفاء ل«داعش»، كجيش النقشبندية الذى تكفره أدبيات التكفير القاعدى والداعشى، وجيش الإسلام، وميليشيات عقائدية شيعية أصدرت هى الأخرى جواز سفر للجنة. الخليفة المنتظر، ارتدى حلة آخر الزمان السوداء، وتقمص دور المخلص، ومصيره هو ذاته مصير كل رعاة القتل الرَّسَالى؛ «شبتاى زيفى» الذى أغرى اليهود بأنه مسيح آخر الزمان، ووقعت رقبته تحت سيف العثمانيين، والملا عمر الذى هرب فى النهاية على دراجة نارية، والزرقاوى الذى احتضنه القبر مضطرًّا بعد أن نعته أنصاره بسيد الذباحين.