أن تخسر، شىء وارد فى عالم كرة القدم، ويحدث مع أعتى المنتخبات والأندية على مستوى العالم، ولكن أن لا تحترم قدرات خصمك فأعتقد أن هذه هى الكارثة. فى حديثى قبل المونديال عن المنتخب الإيطالى فى راديو «هنا القاهرة» الخاص بمؤسسة «التحرير» وفى وجود العبقرى الكاتب الساخر عمر طاهر مع الزميل الإعلامى أحمد عويس، تحدثت عن مدى استعدادات المنتخب الإيطالى، خصوصا فى مواجهاته القوية مع المنتخبات الأولى على مستوى العالم، تجد الجاهزية الفنية والعامل النفسى أعلى بكثير من أى منافس لهم، وهذا هو الواقع الذى كان عليه الطليان فى مباراتهم الأولى مع الإنجليز: أفضل تشكيل، أفضل أداء، أعلى تركيز، على عكس ما حدث فى مباراتهم الثانية أمام المنتخب الكوستاريكى غير المرشح، الذى صعد على حساب إيطاليا وإنجلترا وأحدث مفاجأة أدت إلى خروج الإنجليز وإحراج الإيطاليين وإرباك الأوروجواى، لتظهر علينا الصحف الإيطالية المتخصصة بعنوان «costaTroppo ..No ..costa rica». الكلمة الأولى لها معنى كبير، أى باهظة الثمن، وليست كوستاريكا، والثمن قد تطيح بالطليان إلى خارج المونديال، وهم أقوى المرشحين. المباراة: إيطاليا الفريق الأقوى الذى ينتظره العالم لتكملة مشوار الأوروبيين بعد سلسلة الانهيارات للإنجليز والإسبان فى ملاعب أمريكا الجنوبية. بدأ برانديلى بتشكيل غريب ومثير لم يعجب الطليان أنفسهم، بتغييرات فى كل شىء إلا التَّكتِك، أو الطريقة. أولا الحراسة، عودة بوفون ولا أعلم لماذا؟ هل لزيادة عدد مبارياته بعد أن أشاد العالم أجمع بالحارس الثانى سلفادور سيرجو، وكان أحد أهم وأقوى خطوط الفريق فى لقائه الأول؟ ثانيا، التغيير فى القلبين، ولا أعلم لماذا أيضا تم الاستغناء عن بارلتا وعودة كلينى البطىء جدا، والمنهك أيضا، فى مقابل سرعة الخطير كامبل؟ ثالثا، تغيير فى طرفى الملعب، بعد أن شهدت كأس العالم اكتشاف مدافع أيمن جديد ومن أفضل اللاعبين هو دارميان، وتحويله إلى الجبهة اليسرى، وإشراك أباتى مدافع الميلان فى الرواق الأيمن، ولا أعلم لماذا أيضا، ليفقد الطليان أقوى جبهة أثرت كثيرا على سرعة وقوة كاندريفا فى الوسط، والمساعدة التى كان يلعب عليها لرأس الحربة الأول بالوتيلى، التى تأتى من الخلف يفقد أيضا الجماعية التى كانت تميز الفريق فى جميع خطوطه؟ رابعا، التغيير فى الوسط بإشراك تياجو موتا البطىء جدا جدا لإعطاء مساحة لنجم إيطاليا أندريا بيرلو، كانت موجودة فى وقت إشراك الإيطالى الآخر الأسرع فيراتى. خامسا، القلة فى الوسط فى مقابل أكثر من خمسة لاعبين للمنتخب الكوستاريكى. سادسا ترك بالوتيلى وحيدا فى مقابل خمسة لاعبين مدافعين، خصوصا العمق الذى فطن له مدرب كوستاريكا جورجو بينتون. سابعا التغييرات التى أحدثها برانديلى كانت كلها لصناعة اللعب، ولم يهتم برأس حربة ثان يستطيع أن يفك الحاجز الأسمنتى لمدافعى المنافس. ثامنا تعودت أنا شخصيا من برانديلى على أن يغيّر من أسلوبه، خصوصا عند الهزيمة ولكنه أصر على سيناريو واحد وطريقة وحيدة وتغييرات لم تسعفه، وكان من المفروض على الأقل وفى بداية الشوط الثانى إخراج أباتى غير الموجود واللعب بثلاثى دفاعى بعودة دى روسى بجانب كلينى وبارزليا، وخمسة لاعبين فى الوسط، مع إشراك رأس حربة ثان، خصوصا أن بينتو لعب طوال 45 دقيقة من عمر الشوط الثانى على المرتدة والاكتفاء بلاعب وحيد فى الأمام هو كامبل، فى حين كان من المفروض أن تتحول الطريقة إلى «3/5/2» لمساعدة بالوتيلى المعزول وامتلاك الوسط وتحريك الطرفين بشرشى ودارميان، حتى يعطى بيرلو المساحة التى كان يتمناها أو يريد أن يراها فى الثلث الأخير، والدليل على ذلك هو عودته إلى المنطقة الخلفية للتحضير مما أثر كثيرا على لاعب يمتلك أوسع نظرة فى الملعب فى العالم أجمع، هذا هو لغز المنتخب الإيطالى ومدى عدم قدرته على العودة للمباراة. كوستاريكا: أولا، ثبات التشكيل. ثانيا، «3/5/1/1» تتحول إلى «5/4/1». ثالثا، الاعتماد على المرتدة لسرعة كامبل ومهارة روياز وخطورة بولانوس، ونجح وكان الأخطر. رابعا، الجماعية فى كل الخطوط خصوصا الخطين الآخرين الوسط والدفاع لدرجة تصل إلى أن أول خطأ لخط الدفاع كان فى الدقيقة 80. خامسا، السرعة مع التمرير، والتحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس. سادسا، الاهتمام بطرفى الملعب دفاعيا وهجوميا، خصوصا الجبهة اليسرى التى تمتلك أقوى لاعب فى نظرى إلى الآن هجوميا ودفاعيا «دياز». سابعا، استغلال الأخطاء الإيطالية والبطء الشديد فى الوسط مع فرض الأسلوب. ثامنا وأخيرا، بينتو لعب فى نهاية اللقاء على الطريقة الجديدة دفاعيا: 5 فى الدفاع و5 فى الوسط، عندما بدأت إيطاليا تلعب بأربعة لاعبين فى الخط الأمامى. إيطاليا خسرت لأنها فكرت فى التأهل المضمون، وكوستاريكا تأهلت لأنها أذاقت الطليان من كأس الكاتيناتشو، وهذه كلمة عزيزى رائد عزاز.