لمن يتركها المجلس العسكرى؟!.. أو المجلس العسكرى هيسيب السلطة لمين؟! هكذا كانت إجابة الدكتور كمال الجنزورى بسؤال (!!) على سؤال الزميلة النابهة صفية حمدى.. ليتهرب من الإجابة بشكل واضح.. أو التحدث عن المبادرات المطروحة.. وهى مبادرات عملية يمكن مناقشتها إذا كان هناك إخلاص حقيقى للثورة ومطالبها التى قامت ضد الاستبداد والفساد.. والدكتور الجنزورى يعلم تماما ما الاستبداد؟ وما الفساد؟ لقد تم طرح مبادرات تسليم المجلس العسكرى للسلطة بعد ما يقرب من عام لتوليه إدارة شؤون البلاد، بعدما فشل عبر هذا العام فى الإدارة.. فلا يمكن أبدا أن تأتى إدارة لشؤون البلاد أفشل من المجلس العسكرى. فقد كشفوا أنفسهم، وتبين أنهم جنرالات معاشات لا علاقة لهم لا بالإدارة ولا بالسياسة، وأنهم عندما تسلموا إدارة البلاد بعد خلع مبارك، وبعد ثقة الشعب فيهم فى إدارة شؤون البلاد، وتعهدهم بأن تكون الفترة الانتقالية 6 أشهر.. يسلمون فيها السلطة إلى رئيس وبرلمان منتخب.. فإنهم التفوا وداروا.. وأعجبتهم حكاية إدارة البلاد وسلطة الحكم. لم يفعلوا أى شىء من أهداف الثورة.. لم يحلوا الحزب الوطنى الفاسد والساقط (الذى كان الجنزورى عضوا فيه، بل قياديا فيه بحكم رئاسته للوزراء وقتها)، وإنما جرى حله بحكم قضائى.. لم يحلوا المجالس المحلية «المزورة» وإنما حلت بحكم قضائى من المحكمة الإدارية.. لم يستعيدوا جنيها واحدا من الأموال المهربة والمنهوبة.. لم يستعيدوا مترا من الأراضى التى تم نهبها على يد رجال أعمال مبارك وابنه.. لم يستعيدوا أى مصنع من المصانع التى تم بيعها بتراب الفلوس فى مسرحية الخصخصة، التى كان يحصل المسؤولون الكبار على رشاوى وعمولات فى عمليات البيع، على حساب حق المواطنين وحق البلد (وأعتقد أن الدكتور الجنزورى يعلم كثيرا عن تلك العمليات). حافظوا على مؤسسات النظام السابق.. وحافظوا على المسؤولين عنها من أيام مبارك، ما دام حولوا دفة النفاق والموالسة. لم يجروا أى إصلاحات على الإعلام الرسمى، أو الجامعات، أو المؤسسات العامة.. وتركوا كل تلك المؤسسات على حالها، ولم يبذلوا أى جهد حتى لو بمشاريع. يبذلون أقصى جهد فى تشويه الثورة والثوار.. عملوا على تبريد الثورة.. عملوا على اتهام الثوار بالخيانة والعمالة والتمويل الخارجى. يعنى فى الوقت نفسه الذين يصدرون فيه بيانات تمجيد الثورة والثوار.. يتهمونهم فيه بالعمالة وتلقى أموال من الخارج.. وكأنهم يريدون القول إن الثورة صنعت فى الخارج. عملوا على تقسيم المجتمع الذى أظهر توحدا عظيما أيام الثورة.. وأظهر الناس أحسن ما فيهم، ولم تحدث حوادث أو اعتداءات، على الرغم من الغياب الأمنى المتعمد الذى لم يتم حساب المسؤولين عنه حتى الآن.. ليجبروا الناس الآن إلى إخراج أسوأ ما فيهم فى تعاملهم مع بعضهم البعض. أساءوا إلى مصر وثورتها بانتهاكاتهم التى لا تزال مستمرة بفض الاعتصامات بالقوة.. واقتحام منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان. وحدِّث ولا حرج عن تراجع الدور المصرى الإقليمى والدولى الذى استعادته مصر بثورتها العظيمة. عند الدول العربية.. والعلاقة بالثورات العربية.. وحتى الدول الإفريقية.. كله فى تراجع!.. والدول الغربية أيضا والتى كانت تسعى هى من نفسها لتقديم المساعدات لبناء مجتمع مدنى حديث بعد أن خربه مبارك وعصابته ونظامه.. (وللأسف ما زال مستمرا حتى الآن). يا دكتور الجنزورى.. انظر إلى تونس.. وسترى كيف أصبح الحال عندهم.. بعد أن وجد الجيش هناك السلطة على الرصيف.. وكان يمكن أن يأخذها.. لكنه احترم شعبه وثورته وتركها للمدنيين. ألا تغار من تونس يا دكتور الجنزورى؟! ألا يغار جنرالات معاشات العسكرى مما جرى.. ويجرى فى تونس؟!