موسكو ووارسو وبرلين تدعو إلى وقف إراقة الدماء في أوكرانيا بدون شروط مسبقة موسكو - أحمد عبد العزيز ردا على مناورات حلف الناتو و8 دول أخرى، على رأسها الولاياتالمتحدة في بحر البلطيق القريب من روسيا، انطلقت في مقاطعة كالينينجراد الروسية مناورات عسكرية يشارك فيها أسطول بحر البلطيق إضافة لقوات الإنزال الجوي والأسلحة الجوية الأخرى. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المناورات تجري بإشراف قيادة المنطقة العملياتية الحربية الغربية. وتأتي هذه المناورات بالتزامن مع انطلاقة مناورات لحلف الشمال الأطلسي على الضفة الأخرى، أو ما يطلق عليها مناورات "ضربة السيف" العسكرية الدولية التي تشارك فيها القوات البرية والجوية لكل من لاتفيا وليتوانيا واستونيا وكندا والدنمارك وفنلندا والنرويج وبريطانيا والولاياتالمتحدة، الاعضاء في حلف الناتو. وذكرت الوزارة أن قوى أسطول البلطيق ستعمل على حماية الحدود والدفاع عن المرافق البحرية وأيضا اعتراض وتدمير الغواصات والسفن الحربية لعدو مفترض. من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن اعتقاد موسكو وبرلين ووارسو بضرورة وقف العنف في جنوب شرق أوكرانيا. جاء هذا التصريح عقب لقاد جمعه بكل من نظيريه الألماني فرانك – فالتر شتاينماير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي، حيث أكد على أن الأهم الآن هو التركيز على وقف العنف وإراقة الدماء فورا وبلا شروط مسبقة، وبدء حوار بمشاركة جميع الأقاليم لتأمين الاتفاق على شكل البلاد المستقبلي. وأعرب الوزير الروسي عن استعداد موسكو لدعم القيادة الأوكرانية الجديدة في التوجه إلى إجلاس طرفي النزاع الأوكراني إلى طاولة المفاوضات، مشددا على زن موسكو تدعم الاتفاقيات التي تم توثيقها في بيان جنيف و"خارطة الطريق" الصادرة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأعلن لافروف أن مفتاح تسوية الوضع الراهن في أوكرانيا هو وقف العملية العسكرية ضد المحتجين، مشيرا إلى أنه في حال وقفها "فإن الناس الذين يسمونهم بالانفصاليين سيتجاوبون. ولفت الوزير إلى أن المدنيين النازحين من هناك "يفرون في الغالب إلى روسيا، وقد بلغ عددهم في مقاطعة روستوف الروسية حوالي 30 ألف نسمة. كما رحب الوزير الروسي بإعلان الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو عن فتح ممرات إنسانية لتمكين الراغبين من سكان جنوب شرق البلاد من مغادرة منطقة عمليات القتال. ووصف لافروف هذه المبادرة بالخطوة في الاتجاه الصحيح، مناشدا ممثلي المنظمات الدولية ان تلتفت إلى تنامي تدفق النازحين من المناطق الأوكرانية المتضررة. هذا وكلف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعضاء حكومته بفتح ممر إنساني من أجل الراغبين بمغادرة المنطقة التي تخوض كييف فيها عمليتها العسكرية جنوب شرق البلاد. كما كلف الحكومة بتأمين نقل السكان من منطقة المواحهات العسكرية وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، إضافة إلى تزويدهم بمياه الشرب والمواد الغذائية والأدوية. من جهته شكك أندريه بورجين، نائب رئيس الوزراء في "جمهورية دونيتسك الشعبية"، في تنفيذ بوروشينكو لتعهده، قائلا إن سلطات كييف تعهدت منذ زمن طويل بفتح ممرات إنسانية، لكن كل ذلك بقي للأسف حبرا على ورق. وكان الرئيس الأوكراني بوروشينكو قد أكد، في أول تصريح له بعد توليه منصبه، إن بلاده ليس أمامها خيار غير التوصل إلى فهم متبادل مع روسيا، ولا يمكن الحديث عن أمن راسخ من دون الحوار والفهم المتبادل مع موسكو. وأفاد بوروشينكو بأنه عقد اجتماعا مطولا مع السفير الروسي لدى بلاده ميخائيل زورابوف، لافتا إلى أن مواقف البلدين لا تزال متباعدة، إلا أنه عبّر عن احتفاظه بما وصفه بتفاؤل حذر بشأن إمكانية تطبيع العلاقات مع روسيا. وشدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده في حاجة إلى جميع أوجه المساندة من الغرب لتعزيز موقفها في مجالي التنمية الاقتصادية ووحدة الدولة. وأشار إلى أنه ناقش خيارات مثل هذه المساعدات الأسبوع الماضي مع الرئيس الامريكي باراك أوباما، وأنه طرح من جديد هذه المسائل في حديث مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وفي الشأن الميداني، أعلن مصدر في قيادة قوات الدفاع الشعبي بمقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا عن مقتل أحد أفرادها وإصابة اثنين آخرين بجروح في هجوم استهدف مركز تفتيش للحرس الوطني الأوكراني واقعا بين مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك. وقال المصدر إن قوات الدفاع الشعبي لم تنجح في تدمير مركز التفتيش لكنها تمكنت من تدمير "دشم" مجهزة برشاشين والاستيلاء على مدفع هاوتزر. فيما أكدت مصادر أخرى أن نحو 40 مسلحا" قتلوا في معركة بعد هجوم مجموعات منهم على مطار مدينة كراماتورسك، دون وقوع خسائر بين القوات النظامية الأوكرانية.