أطباء أردنيون يزيلون ورمًا نادرًا خلال جراحة دقيقة

كانت الفتاة الأردنية دانا يوسف جاد الله (18 عاما) قبل بضعة أشهر طالبة عادية في المرحلة الثانوية إلى أن أصابتها آلام مبرحة في الظهر والساقين.
زارت دانا العديد من الأطباء إلى أن تأكدت إصابتها بنوع نادر من الأورام في إحدى فقرات الظهر. وخضعت دانا في ديسمبر كانون الأول الماضي لجراحة دقيقة في عمان لإزالة الفقرة المصابة.
وقال الدكتور ركان شحالتوغ استشاري جراحة وترميم العمود الفقري وجراحة العظام "الإنجاز اللي صار بمركز الحسين للسرطان طبعا هو عملية نادرة من نوعها.. عملية دقيقة وكبيرة بنفس الوقت."
وأضاف "وهذه العملية دقيقة وكبيرة جدا ونادرة أنها تحدث وتحتاج إلى مجهود كبير."
اكتشف الأطباء إصابة دانا جاد الله بورم عضلي أملس وهو نوع من السرطان لا يصيب العظام إلا نادرا كما أن الإصابة به في العمود الفقري شديدة الندرة.
وذكر الدكتور شحالتوغ أن الجراحة كانت الوسيلة الوحيدة لعلاج دانا والحيلولة دون انتشار الورم في بقية جسمها.
واستغرقت الجراحة ثماني ساعات وشملت الجراحة استئصال الفقرة القطنية الأولى من العمود الفقري كاملة من خلال فتحة في الظهر دون التعرض للورم الموجود في جسم الفقرة.
وذكر الدكتور شحالتوغ أن الجراحة كانت محفوفة بالعديد من المخاطر.
وقال "فيه مخاطر عامة مثل الالتهابات.. مثل عدم التئام الجرح.. مثل مخاطر التخدير.. وفيه مخاطر خاصة.. في مثل هذه الحالة بالذات. بمثل هيك عملية أهم مخاطر هو التأثير العصبي أو الشلل العصبي.. أنه احنا نضر الأعصاب أو النخاع الشوكي وهذه مخاطر مهمة جدا مشان هيك لازم نكون احنا كثير دقيقين.. بس ما نكون دقيقين لدرجة أنه احنا ما نقوم بالعمل المطلوب."
وكانت هذه هي أول مرة تجرى فيها جراحة من هذا النوع في الشرق الأوسط. وتماثلت دانا بعدها للشفاء من السرطان وعادت قادرة على المشي بسهولة.
خاضت الفتاة رحلة طويلة وصعبة مع المرض بعد أن حار أطباء في تشخيص علتها قبل اكتشاف الورم.
وقالت دانا "كنت طالبة توجيهي وكنت أحس بألم شديد بظهري وبرجلي وما كنت قادرة أمشي بالمرة يعني. وبعدين رحت عند أكثر من دكتور. صار يحكوا لي أنه مرة ديسك (انزلاق غضروفي).. مرة عرق النسا.. مرة ما في علاج لحالتي. بعدين صار يشوفوا فيه كتلة سرطانية بظهري. لما عرفت أنه فيه سرطان هيك رحت على مركز الحسين للسرطان."
وأضافت تروي قصة رجلتها مع العلاج "مرض نادر جدا يعني.. مش موجود هذا المرض يعني.. سرطان بس مش موجود. بعدين أعطوني كيماوي أربع جرع مكثفة جدا بس المرض ما عم بستجيب. حولوني على دكتور الجراحة وعملت العملية."
وكانت الفتاة تدرك خطورة الجراحة لكنها صممت على الخضوع لها رغم مخاوف أسرتها.
وقالت "كنت أصلاً بأعطي أهلي المعنوية. وأنا عملت العملية غصب عن الدنيا كلها. خلاص بدي أعمل العملية. اجاني إحساس أنه لازم أعمل العملية. بس أمي تقول لي لأ ما تعملي العملية. أنا أقول لها لأ بدي أعمل العملية لأنه ربي راح يعالجني."
وخضعت دانا جاد الله بعد الجراحة لعلاج طبيعي مكثف على مدى ثلاثة أسابيع لمساعدتها على استعادة القدرة على المشي.