ربما هو الهجوم الوحيد من نوعه الذي يمكن أن يقف حياله أفراد الشرطة السرية الأمريكية المكلفة بحماية أمن وسلامة رئيس الولاياتالمتحدة، مكتوفي الأيدي، تاركين الرئيس يواجه مصيره بنفسه. كان الرئيس باراك أوباما وسيدة أمريكا الأولى ميشيل في زيارة يوم الاثنين للقوات الأمريكية في قاعدة البحرية الأمريكية في كينيويه باي بولاية هاواي، بمناسبة عيد الميلاد، وحمل أوباما الرضيع كوبر واجنر، ابن ال8 شهور، نجل ضابط البحرية جريج واجنر، 25 عاما، إلا أن الصغير بادره بهجوم طفولي حيث حاول أن يجذب بأنامله الرقيقة أنف زعيم القوة العسكرية الأكبر في العالم، الذي تخلص من هجوم كوبر على أنفه، فقط ليجد الرضيع المشاغب طور الهجوم بإتجاه بديل، فدس يده في فم الرئيس الذي كان يبتسم إلى كاميرات الصحفيين. «شعرت بخجل وحرج بالغين»، تقول ميريديث واجنر، 27 عاما، والدة الجاني الصغير كوبر، التي تحدثت إلى برنامج «صباح الخير يا أمريكا» على محطة «إيه بي سي» التلفزيونية الأمريكية، يوم الاثنين، مضيفة أنها حاولت أن تمسك بيد كوبر، وتبعدها عن فم الرئيس، فيما كان زوجها مهتما بأن يلتقط له الصحفيون صورة مع قائده الأعلى، من دون أن يدري ما الذي كان يفعله صغيره. وقال جريج: «فعلا لم أرى هذه الواقعة حتى غادر الرئيس، وكان على زوجتي أن تخبرني بما حدث»، وأظهرت لقطات الفيديو التي بثتها محطات التلفزيون العالمية والدة الطفل وقد احمر وجهها لشعورها بالحرج البالغ لتصرف رضيعها غير المتوقع، فيما تقول السيدة واجنر إن أفراد الشرطة السرية الذين كانت قاعة الإحتفال تغص بهم، ظهروا غير مبالين بما يتعرض له أوباما، بل لم يتمكنوا من مقاومة الضحك فيما بينهم حيال ما يتعرض له الرئيس. وحسب تقرير لمحطة إيه بي سي، هذه هي المرة الأولى التي يحتفل فيها الزوجان جريجوري بعيد الميلاد سويا، منذ تزوجا قبل 3 سنوات، حيث خدم ل8 سنوات في صفوف البحرية الأمريكية في أفغانستان، البلد الذي تستعد الولاياتالمتحدة لسحب قواتها منه بعد حرب دامت 11 عاما، تسببت إضافة للحرب على العراق، في إفقاد المارد الأمريكي الكثير من توازنه الاقتصادي، نتيجة مليارات الدولارات التي نزفتها خزائنه طوال مدة الحربين، وربما تكون بداية لعلة مزمنة سيكون من الصعب أن يتعافى منها.