«غير مسبوقة وفاقت التوقعات»، هذا ما وصف به سياسيون الحشود الهائلة للمصريين فى الخارج المشاركين فى التصويت بالخارج فى الانتخابات الرئاسية التى يتنافس بها المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى بعد أربعة أيام من بدايتها منذ الخميس الماضى، خصوصًا فى الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية والكويت والإمارات ومختلف دول العالم، مؤكدين أن الإقبال على المشاركة «بروفة» لما سيحدث يومى 26 و27 مايو الجارى فى الداخل. السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أكد أن المصريين فى الخارج وجهوا صفعة قوية إلى الإخوان، وتحدوا الإرهاب، وتوافدوا بكثافة للتصويت فى الانتخابات الرئاسية لصنع مستقبل بلادهم. العرابى أوضح أن المصريين حسموا موقفهم، الذى أصبح واضحًا للجميع، الأمر الذى يؤكد أن عودة الإخوان إلى الحكم أمر مستحيل حدوثه، وعليهم إعمال العقل والاندماج فى المجتمع والتعامل مع الواقع الجديد. تصويت المصريين بالخارج أما عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، فأشار إلى أن الإقبال المتزايد من قبل المصريين فى الخارج كان بمثابة مفاجأة له، مضيفًا أن كثافة الإقبال تبعث برسالة إلى العالم أجمع بتأكيد الإرادة المصرية، التى تعد الفيصل والحكم فى اختيار الرئيس القادم لمصر، وليست أى قوى أخرى. شيحة أضاف أن الإقبال المتزايد من قبل المصريين فى الخارج سيكون له تأثير إيجابى للغاية على المصريين فى الداخل، متوقعًا أن تتعدى نسبة التصويت فى الانتخابات حصيلة المصوتين فى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية الماضية. عضو الهيئة العليا ب«الوفد»، أوضح أن المصريين فى الخارج بعثوا برسالة قوية إلى العالم من خلال مشاركتهم الكثيفة فى الانتخابات، لتأكيد رغبتهم فى بناء مستقبل بلدهم، وإثبات قدرة مصر على تنفيذ خارطة الطريق، ودعم الدولة فى مواجهة الإرهاب ومخططات نشر الفوضى فى المنطقة. بينما يقول الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة قناة السويس، إن إقبال المصريين فى الخارج على المشاركة مؤشر إيجابى، ودليل على وعى الشعب بالتحديات الراهنة التى تواجه البلاد، ورغبتهم فى بناء مستقبل جديد فى إطار نظام ديمقراطى. زهران أكد أن اهتمام المصريين فى الخارج يقابله اهتمام كبير من المصريين فى الداخل للمشاركة فى الانتخابات واختيار رئيس مصر القادم، ومواجهة المخططات التى تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وقطر لنشر الفوضى وعدم الاستقرار فى مصر، مضيفًا أن يومى 26 و27 من الشهر الجارى سيكونان ملحمة بطولية سيسجلها التاريخ بأحرف من نور فى سجل نضال الشعب المصرى. القيادية فى حزب المصريين الأحرار، مارجريت عازر، قالت إن تصويت المصريين فى الخارج رد قوى وعملى على دعوة جماعة الإخوان وأنصارهم إلى مقاطعة الانتخابات، واصفة الإقبال الكثيف على التصويت بأنه «رائع»، ويعبر عن الرغبة العارمة فى مشاركة إخوانهم فى الداخل لصنع مستقبل أفضل لبلدهم. عازر توقعت زيادة نسبة التصويت فى الانتخابات الرئاسية عن أى انتخابات مضت، مشيرة إلى أن المصريين سيقدمون نموذجًا فريدًا إلى العالم أجمع، للتعبير عن إرادته فى التغيير دون فرض وصايا على إرادته من أحد. كما يشير الدكتور يحيى قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إلى أن زيادة إقبال المصريين فى الخارج على التصويت مؤشر جيد و«بروفة» لإقبال غير مسبوق من المصريين فى الداخل، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى بمختلف طوائفه على وعى تام بما يحدث حوله، وأنه قادر على مواجهة التحديات الصعبة التى تواجهه، وسيثبت ذلك فى التصويت فى الانتخابات، الذى بدأ بإقبال غير مسبوق من المصريين فى الخارج. قدرى أوضح أن دعوات جماعة الإخوان باءت بالفشل أمام إصرار المصريين على مواجهة الإرهاب، وبناء نظام ديمقراطى جديد لمستقبل أفضل لبلدهم. فى الوقت ذاته، قالت الدكتورة كريمة الحفناوى، نائب رئيس الحزب الاشتراكى المصرى: «إنها لم تتفاجأ بزيادة إقبال المصريين فى الخارج على التصويت»، مشيرة إلى طبيعة الشعب المصرى، الذى يقدم مثالًا فريدًا إلى العالم دائمًا على مر العصور. الحفناوى أكدت أن الإقبال الملحوظ للمصريين فى الخارج سيكون له تأثير إيجابى كبير على المصريين فى الداخل، الذين سيتوافدون بالملايين للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، واختيار الرئيس القادم للبلاد فى أهم مرحلة من تاريخها.