صرح الباحث الأثري مصطفى الصغير -كبير مفتشي آثار طريق الكباش بالأقصر- بأن أحدث الاكتشافات الأثرية التي تم العثورعليها كانت سور حجري مبني من عدة مداميك حجرية خلف الصف الغربي لتماثيل أبي الهول على امتداد الطريق، ومقياس للنيل خلف الصف الغربي للتماثيل، وذلك بطريق الكباش بالأقصر. وقال الصغير: "الدراسات أكدت أن السور الحجري كان لحماية الضفة الشرقية للنيل من تباين منسوب المياه عبر فصول السنة، وفي هذا إشارة واضحة على أن الضفة الشرقية كانت قريبة جدا من طريق المواكب الكبرى بما لا يتجاوز العشرين مترا خلال عصر الأسرة الثلاثين، بينما الضفة الشرقية للنيل حاليا تبعد عن طريق المواكب مسافة تتراوح ما بين 500 و200 متر. وأضاف: "الكشف عن مقياس للنيل خلف الصف الغربي للتماثيل يؤكد وجود الضفة الشرقية للنيل بجوار طريق المواكب مباشرة"؛ مشيرا إلى أنه استعرض تلك الاكتشافات خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي لكلية آثار الفيوم الذي اختتم أعماله مؤخرا؛ حيث قدم ورقة بحثية بعنوان "الاكتشافات الحديثة بطريق المواكب الكبرى بين الكرنك والأقصر". وأكد أن بعثات آثار مصرية خالصة نجحت منذ خمسينات القرن الماضي في الكشف عن آثار حديثة بالأقصر شملت طريق حجري مرصوف يتفرع من طريق المواكب الرئيسي أمام الصرح العاشر، وأحواض دائرية بين قواعد التماثيل كانت مخصصة لزراعة الزهور، وأحد تماثيل أبي الهول برأس كبش كاملا، ومنطقة صناعية كبيرة لصناعة الأواني الفخارية وبقايا مقصورة مبنية من الطوب الأحمر المختوم، والذي يحمل اسم الملك "من خبر رع"، أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين . وأشار الصغير إلى أن تلك البعثات المصرية صاحبة الاكتشافات تولى مسئوليتها نخبة من علماء الآثار، هم: الدكتور محمد عبد القادر والدكتور محمود عبد الرازق في الستينيات، ثم الدكتور محمد الصغير في بداية الثمانينيات حتى أوائل الألفية الجديدة، إلى جانب حفائر منطقة آثار طريق الكباش التي شارك فيها بنفسه .