صرح الباحث الأثري مصطفي الصغير كبير مفتشي آثار طريق الكباش بالأقصر بأن أحدث الاكتشافات الاثرية التي تم العثور عليها في المنطقة قبل توقف أعمال الحفائر بها من بعد ثورة يناير 2011 كانت سور حجري مبني من عدة مداميك حجرية خلف الصف الغربي لتماثيل أبي الهول علي امتداد الطريق ومقياس للنيل خلف الصف الغربي للتماثيل وذلك بطريق الكباش بالاقصر. وقال الصغير في تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم إن الدراسات أكدت أن السور الحجري كان لحماية الضفة الشرقية للنيل من تباين منسوب المياه عبر فصول السنة وفي هذا إشارة واضحة علي أن الضفة الشرقية كانت قريبة جدا من طريق المواكب الكبري بما لا يتجاوز العشرين مترا خلال عصر الأسرة الثلاثين بينما الضفة الشرقية للنيل حاليا تبعد عن طريق المواكب مسافة تتراوح بين 500 و200 متر. وأضاف أن الكشف عن مقياس للنيل خلف الصف الغربي للتماثيل يؤكد وجود الضفة الشرقية للنيل بجوار طريق المواكب مباشرة, مشيرا الي انه استعرض تلك الاكتشافات خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي لكلية اثار الفيوم الذي اختتم اعماله مؤخرا حيث قدم ورقة بحثية بعنوان ' الاكتشافات الحديثة بطريق المواكب الكبري بين الكرنك والأقصر' وأكد ان بعثات آثار مصرية خالصة نجحت منذ خمسينات القرن الماضي في الكشف عن آثار حديثة بالاقصر شملت طريق حجري مرصوف يتفرع من طريق المواكب الرئيسي أمام الصرح العاشر، وأحواض دائرية بين قواعد التماثيل كانت مخصصة لزراعة الزهور، وأحد تماثيل أبي الهول برأس كبش كاملا, ومنطقة صناعية كبيرة لصناعة الأواني الفخارية وبقايا مقصورة مبينة من الطوب الأحمر المختوم الذي يحمل اسم الملك ' من خبر رع ' من ملوك الأسرة الحادية والعشرين. وأشار الي ان تلك البعثات المصرية صاحبة الاكتشافات تولي مسئوليتها نخبة من علماء الاثار هم الدكتور محمد عبد القادر و الدكتور محمود عبد الرازق في الستينيات ثم الدكتور محمد الصغير في بداية الثمانينيات حتي أوائل الألفية الجديدة, الي جانب حفائر منطقة آثار طريق الكباش التي شارك فيها بنفسه. ومن جانبه, أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر أن طريق المواكب الكبري هو عبارة عن رصيف من الحجر الرملي يحده من الجانبين صفين من التماثيل المتراصة علي هيئة أبي الهول بجسم أسد ورأس كبش أو رأس آدمية ويمتد الطريق لمسافة 2700 متر حيث يبدأ من الصرح العاشر لمعبد الكرنك ويتجه جنوبا لمسافة 300 متر حتي بوابة معبد الإلهة موت ثم ينحرف الطريق غربا باتجاه نهر النيل وقبل ذلك يتفرع منه طريق أخر يتجه جنوبا مباشرة حتي ينتهي عند مدخل معبد الأقصر. وتابع ان أن الورقة البحثية للباحث كشفت عن معلومات جديدة عن المنطقة, منها الكشف عن طريق حجري مرصوف يتفرع من طريق المواكب الرئيسي أمام الصرح العاشر مباشرة يتجه إلي منطقة شرق الكرنك والذي يدعم فكرة أن طريق المواكب الكبري لا يربط بين معبدي الكرنك والأقصر فقط ولكنه يربط كافة معابد مدينة طيبة القديمة ببعضها البعض ويربطها كذلك بنهر النيل, فيما يؤكد الكشف عن أحواض دائرية بين قواعد التماثيل كانت مخصصة لزراعة الزهورزودت بقنوات صغيرة لتوصيل المياه لري النباتات والزهور المزروعة في أن تلك القنوات هي شبكة ري مترابطة تغطي الطريق بأكمله. وأضاف أنه تبين وجود ثقوب علي وجه أحد تماثيل أبي الهول برأس كبش كاملا ساقطا بالوضع المقلوب المكتشف داخل بئر بجوار القاعدة رقم 27 في الصف الغربي من الطريق بين عبدي الكرنك وموت, موضحا ان الباحث بتحليله تلك الثقوب اكتشف وجود بقايا مادة الألكتروم 'مزيج من الذهب والفضة' مما يوضح أن هذه المادة كانت تغطي رؤوس التماثيل علي جانبي الطريق. ولفت الي ان أن الكشف عن بقايا مقصورة مبينة من الطوب الأحمر المختوم الذي يحمل اسم الملك 'من خبر رع' من ملوك الأسرة الحادية والعشرين يؤكد استخدام المصري القديم للطوب الأحمر إلي عصر الأسرة الحادية والعشرين علي الأقل خلافا لما كان معروفا قبل ذلك عن معرفته الطوب الأحمر في العصر اليوناني الروماني.