أعلن الباحث الأثرى مصطفى الصغير كبير مفتشى آثار طريق الكباش بالأقصر عن اكتشافات حديثة بطريق الكباش شملت سور حجرى مبنى من عدة مداميك حجرية خلف الصف الغربى لتماثيل أبي الهول على امتداد الطريق ومقياس للنيل خلف الصف الغربى للتماثيل لبعثة آثار مصرية خالصة وذلك فى ورقته البحثية بعنوان " الاكتشافات الحديثة بطريق المواكب الكبرى بين الكرنك والأقصر" المقدمة للمؤتمر الدولى الاتجاهات الحديثة فى علوم الآثار الذى انعقد بكلية الآثار جامعة الفيوم 7-9 أبريل وأعلن أن هذه الاكتشافات تمت قبل ثورة 25 يناير لتوقف الحفائر بعد الثورة. كما ألقى الضوء على الاكتشافات السابقة والتى تمت من منذ خمسينيات القرن الماضى بواسطة د/ محمد عبد القادر تلاه د/ محمود عبد الرازق فى الستينيات ثم د/ محمد الصغير في بداية الثمانينيات حتى أوائل الألفية الجديدة والتى شملت طريق حجرى مرصوف يتفرع من طريق المواكب الرئيسي أمام الصرح العاشر وأحواض دائرية بين قواعد التماثيل كانت مخصصة لزراعة الزهور وأحد تماثيل أبى الهول برأس كبش كاملا وسور ومنطقة صناعية كبيرة لصناعة الأوانى الفخارية وبقايا مقصورة مبينة من الطوب الأحمر المختوم الذى يحمل اسم الملك ( من خبر رع ) من ملوك الأسرة الحادية والعشرين ومعاصر للنبيذ. طريق المواكب طريق المواكب الكبرى هو عبارة عن رصيف من الحجر الرملي يحده من الجانبين صفين من التماثيل المتراصة على هيئة أبي الهول بجسم أسد ورأس كبش أو رأس آدمية ويمتد الطريق لمسافة 2700 متر حيث يبدأ من الصرح العاشر لمعبد الكرنك ويتجه جنوبا لمسافة 300 متر حتى بوابة معبد الإلهة موت ثم ينحرف الطريق غربا باتجاه نهر النيل وقبل ذلك يتفرع منه طريق أخر يتجه جنوبا مباشرة حتى ينتهي عند مدخل معبد الأقصر دراسة جديدة كشفت الدراسة عن معلومات جديدة عن المنطقة من خلال هذه الاكتشافات ومنها كشف طريق حجرى مرصوف يتفرع من طريق المواكب الرئيسى أمام الصرح العاشر مباشرة يتجه إلى منطقة شرق الكرنك يدعم فكرة أن طريق المواكب الكبرى لا يربط بين معبدى الكرنك والأقصر فقط ولكنه يربط كافة معابد مدينة طيبة القديمة ببعضها البعض ويربطها كذلك بنهر النيل وكشف أحواض دائرية بين قواعد التماثيل كانت مخصصة لزراعة الزهورزودت بقنوات صغيرة لتوصيل المياه لرى النباتات والزهور المزروعة فى هذه الأحواض يؤكد أن هذه القنوات هى شبكة رى مترابطة تغطى الطريق بأكمله. وتم الكشف عن أحد تماثيل أبى الهول برأس كبش كاملا ساقطا بالوضع المقلوب داخل بئر بجوار القاعدة رقم 27 فى الصف الغربى من الطريق بين معبدى الكرنك وموت وبعد إعادة ترميم التمثال وتركيبه على القاعدة كشف عن وجود ثقوب على وجه التمثال وبتحليل هذه الثقوب دل على وجود بقايا مادة الألكتروم (مزيج من الذهب والفضة) مما يوضح أن هذه المادة كانت تغطى رؤوس التماثيل على جانبى الطريق وكذلك الكشف عن سور حجرى مبنى من عدة مداميك حجرية خلف الصف الغربى لتماثيل أبى الهول على امتداد الطريق لحماية الضفة الشرقية للنيل من تباين منسوب المياة عبر فصول السنة وفى هذا إشارة واضحة على أن الضفة الشرقية كانت قريبة جدا من طريق المواكب الكبرى بما لا يتجاوز العشرين مترا خلال عصر الأسرة الثلاثين بينما الضفة الشرقية للنيل حاليا تبعد عن طريق المواكب مسافة تتراوح بين 500 و200 متر. وتم الكشف عن مقياس للنيل خلف الصف الغربى للتماثيل يؤكد وجود الضفة الشرقية للنيل بجوار طريق المواكب مباشرة كما أن الكشف عن بقايا مقصورة مبينة من الطوب الأحمر المختوم الذى يحمل اسم الملك (من خبر رع) من ملوك الأسرة الحادية والعشرين يؤكد استخدام المصرى القديم للطوب الأحمر إلى عصر الأسرة الحادية والعشرين على الأقل خلافاً لما كان معروفا قبل ذلك عن معرفته الطوب الأحمر فى العصر اليونانى الرومانى. وأشار الباحث لمدلول كشف معصرتين كاملتين للنبيذ بأنهما تعدان نموذجا فريداً لما كانت عليه المعاصر فى مصر القديمة والمعروفة من خلال نقوش ومناظر المقابر حيث تتكون كل منها من حوض للعصر يوضع به العنب المراد عصره وفي النهاية الشرقية للحوض توجد فتحة صغيرة على شكل تمثال أبو الهول ينزل منها عصير العنب لحوض أخر صغير مهمته ترسيب الشوائب ومزود بفتحة أخرى من أعلى تقود لأنبوب طويل ينزل منه العصير رائقا بعد تصفيته من الشوائب وينتهي هذا الأنبوب بحجرة كبيرة مخصصة لحفظ العصير وهذه الحجرة أرضيتها من الحجر وسقفها من الطوب الأحمر ولها فتحة دائرية من أعلى الغرض منها وضع الخميرة ثم تغطية فتحة الغرفة وبعد اتمام عملية التخمر يؤخذ منه حسب الطلب كما تم الكشف عن حمامات ذات ثلاث أحواض متصلة بنظام صرف مترابط وكان الغرض من هذه الحمامات هو استخدامها لتنظيف عمال عصر النبيذ أنفسهم قبل عملية العصر وبعدها تسمية الطريق أطلق على الطريق اسم طريق الكباش نسبة إلى تماثيل أبى الهول ذات رؤوس الكباش أحد رموزالمعبود آمون المتراصة على جانبيه فيما بين معبد الكرنك و معبد موت وأطلق عليه طريق أبى الهول نسبة إلى تماثيل أبى الهول المتراصة على جانبيه بين معبد موت و معبد الأقصر وأطلق عليه طريق المواكب الكبرى نسبة إلى الغرض الفعلى الذي من أجله أنشئ الطريق حيث استخدمه ملوك مصر القديمة كطريقا مقدسا للمواكب الدينية كما في عيد الأوبت وهى التسمية الأكثر دقة فى رأى الباحث من حيث شمولية هذا الاسم على الطريق من بدايته إلى نهايته بعكس التسميتين السابقتين اللتين اختصتا أجزاءاً بعينها من الطريق دون الأخرى. الطريق وملوك مصر وتوصل الباحث من خلال دراسته إلى أن ملوك مصر القديمة ساهموا فى طريق المواكب الكبرى سواءاً بالبناء أو الترميم ومنهم حتشبسوت، توت عنخ آمون، آي، حورمحب، مرنبتاح، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، نختنبو الأول. حيث أشارت حتشبسوت إلى قيامها ببناء ست مقاصير لاستراحة الزورق المقدس لآمون على جانبي طريق المواكب وسجلت ذلك على جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك وقام توت عنخ آمون بوضع رؤوس كباش على التماثيل الموجودة بين معبدى الكرنك وموت وسجل اسمه على قواعد التماثيل قبل أن يقوم كل من آي وحورمحب بوضع اسميهما على نقوش توت عنخ آمون كما سجل كل من مرنبتاح وسيتي الثاني ورمسيس الثالث أسمائهم على قواعد التماثيل فى مواضع مختلفة بينما قام كبير كهنة آمون "حريحور" الذى تم تنصيبه ملكا بعد ذلك بعمل ترميمات للتماثيل وسجل ذلك بنص على مقدمة قواعد التماثيل كما قام الملك نختنبو الأول ببناء الطريق فيما بين معبد موت ومعبد الأقصر.