المغرب المصدر الأول للحشيش إلى مصر..والسعودية أكثر مستوردى الترامادول من القاهرة أنهت الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة منذ أيام مؤتمرها الذى انعقد فى العاصمة النمساوية فيينا، قامت خلالها جريدة «التحرير» بجولة بين التقارير والتوصيات الصادرة لمتابعة هذا الملف الشائك، وعلى مدار سبعة أيام تابعت خلالها 127 دولة مشاركة مباحثاتها حول هذه الآفة التى تفتك بالمجتمعات، ولمكافحة تفشى زراعتها والاتجار بها تمت مناقشة خطط عمل لدعم المزارعين وإيجاد زراعة بديلة، ومناقشة أفكار أخرى حول تطوير البرامج العلاجية للإدمان. تبقى هذه القرارات ضمن دائرة التساؤلات بعد أن شهد بعض الدول ومنها كولومبيا، وفنزويلا، والأكوادور والمكسيك وبعض الدول الأوروبية تحركات تدعو إلى إلغاء تجريم حيازة المخدرات (بغرض الاستهلاك الشخصى)، وترى هذه الدول أن سياسة الحرب على المخدرات فشلت، وأنها أتاحت لكبار التجار تحقيق ثروات طائلة، ومكنتهم من حماية أنفسهم وتجارتهم من خلال التواطؤ مع بعض الحكومات المستفيدة. وأورد بعض التقارير أن النسبة الساحقة من أرباح هذه التجارة غير المشروعة لا تستفيد منها البلاد المنتجة، بل التجار الذين يقومون بترويجها عبر البلاد المستهلكة، علما بأن إنتاج المخدرات قد يحول دون النمو الاقتصادى الطويل الأجل للبلاد المنتجة، كما حدث فى أفغانستان، حيث تسببت الزيادات الضخمة فى الإنتاج فى السبعينيات من القرن الماضى فى حرب أهلية طاحنة. بعد هذه التوصيات أعربت الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات عن قلقها إزاء تجربة الأوروجواى، كدولة عضو، التى يشرف برلمانها على إقرار قانون يشّرع فيه للدولة تنظيم الأنشطة المتعلقة باستيراد الحشيش ومشتقاته، تخزينه، بيعه وتعاطيه بمقتضى أحكام وشروط أسوة ببعض الدول الأخرى كهولندا، التى تسمح باستعمال المخدرات كمادة ترفيهية ضمن مقاه خاصة بهذا الغرض، كما يعتزم أحد أحزاب المعارضة المغربية بدوره تقديم مشروع قانون يجيز هذا أيضا، علما بأن هناك 800 ألف مغربى يعيشون من عائد الاتجار بالمخدرات، وأن قيمة المبيعات السنوية توازى 10 مليارات دولار أى ما يقارب 10% من اقتصاد البلاد، ولا تزال المغرب بعد أفغانستان من أهم الدول المصدرة للحشيش وفقا لبيانات المضبوطات الجمركية العالمية، فما يقارب 116 طنا من الحشيش، بنسبة 65% من الكمية الإجمالية المضبوطة مصدرها المغرب. ويشكل اعتراف أوباما بتعاطيه المخدرات فى شبابه، خطوة على طريق الإجازة بالتعاطى والحيازة حين صرح «بأن خطر الماريجوانا على الصحة أقل بكثير من خطر الكحول»، وعلى ذلك أجازت ولايتا كولورادو وواشنطن الأمريكيتان استخدام الماريجوانا للأغراض الترفيهية، ويعتبر البعض أن فتح الأسواق سيحد من عمليات التهريب والاتجار، ويجيز القانون بما يقارب ال40 جراما شهريا للشخص الواحد والهدف من هذا القانون، مراقبة الإدمان عن طريق السيطرة على السوق وحصر البيع فى أماكن خاصة، ومن جانب آخر سيحارب هذا عصابات التهريب ويحمى مدمنى الحشيش من تعاطى أصناف أخرى أشد فتكا، التى يقوم المهربون على ترويجها. على صعيد مختلف، ذكر تقرير الأممالمتحدة أن السلطات المصرية ضبطت فى عام 2012 نحو 12،3 طن من راتنج القنب، و77،1 طن من عشب القنب مصدرها المغرب، وفى 2013 تم ضبط ما يقارب من 3 أطنان من الحشيش الأفغانى، على سواحل البحر الأحمر بالتعاون مع البحرية الإيطالية، وكان المروجون يحاولون فتح أسواق جديدة لهذا المنتج فى شمال إفريقيا، خصوصا مصر باعتبارها سوقا كبيرة لأهم مستهلكى المخدرات والهيروين بشكل خاص، التى يروج على أراضيها ما يقارب 100- 50 كيلو سنويا. أما بخصوص الترامادول، فأوضح التقرير أن السلطات المصرية ضبطت ما يقارب 620 مليون قرص مهربة كشحنات غير مشروعة قادمة من الهند عبر موانى دبى واليمن، وفى نوفمبر 2012 حتى سبتمبر 2013 تم ضبط ما يقارب 84 طنا من الترامادول كانت مهربة ضمن 15 حاوية، 14 منها قادمة من الهند وواحدة من الصين. ووفقا للتقرير فإن مصر تصّدر الترامادول، الذى يتم ضبطه فى قطر ولبنان، أما المملكة العربية السعودية فأعلنت عن زيادة تهريب العقار من مصر إلى أراضيها. وحذرت الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات من أخطار الترامادول، ووجوب فرض الرقابة على صرفه وتناوله وبيعه. بعض الجهات المستفيدة يسعى إلى إنتاج وتطوير مواد مخدرة جديدة، فلقد أبلغ بعض دول الشرق الأوسط عن ظهور مادة الحشيش الاصطناعى (سبايس)، وفى إسرائيل يباع مخدر شبيه بهذا المنتج منذ أعوام على شكل بخور ومعظم مستهلكيه من المراهقين بين عمر 14 و17 عاما. يحاول أن يروج البعض الحشيش كمادة غير ضارة، صارفين النظر عن الأخطار التى قد تداهم الصحة بسبب استعماله كالإصابة بسرطان الرئة والنوبات القلبية، علما بأن تعاطى 3 لفافات من النبات المخدر يوازى 20 سيجارة. ويبقى السؤال الأخطر هل ستتحول الحكومات بسبب الأرباح المتزايدة من جراء الاتجار بهذه المواد إلى تجارة تتحكم بالأسواق لتبقى هى المستفيد الوحيد الذى يطعم السم ثم يداويه، جانيا الأرباح فى الحالتين؟ فيينا- سونيا بوماد