من المفترض أن يكون الحال الآن أنه لا صوت يعلو على صوت انتخابات الرئاسة.. ومتابعة المرشحين ومواقف المشير عبد الفتاح السيسى ومنافسه «الضرورة» حمدين صباحى.. ونشاطهما وجمعهما التوكيلات المؤهلة لترشيحهما.. والكشف الطبى عليهما.. وأيضا متابعة أخبار من يريدون أن يظهروا فى وسائل الإعلام كمرشحين للرئاسة وبرامج المرشحين.. وتحركاتهما وظهورهما فى أماكن أو برامج تليفزيونية.. وكذلك من يقف معهما من الشخصيات العامة والأحزاب وكذلك مرشحين آخرين محتملين!! .. لكن قطع هذا الحال انقطاع الكهرباء الذى أصبح الجميع يعانى منه الآن. .. فلا حديث فى أى بيت أو فى الشارع أو على المقاهى أو فى أى مكان فيكِ يا مصر إلا عن انقطاع التيار الكهربائى.. والسؤال عن السبب.. وعن ماذا سيحدث خلال الفترة القادمة خصوصا مع الصيف «الحار جدا» وتشغيل أجهزة التكييف؟.. وهل يكرر السادة المسؤولون ما كان يطالب به هشام قنديل رئيس وزراء محمد مرسى بأن على الناس ارتداء «قطونيل»؟! .. فلا حديث إلا عن انقطاع التيار الكهربائى.. ولا مكان فيكِ يا مصر إلا وينقطع التيار عنه، وبكل أحياء القاهرة.. وفى كل شبر فى مصر.. ولعله فى الأقاليم وقرى ومدن الصعيد، ويصل انقطاع التيار الكهرباء إلى عدة ساعات قد تصل أحيانا إلى 10 ساعات بل إلى 15 ساعة فى أماكن أخرى.. وكأن هؤلاء الناس يعيشون فى العصور الوسطى. .. فالبلد يغرق فى الظلام. .. ولا أحد يخرج من الذين يديرون البلاد ويتحدثون عن هذه المشكلة الكبرى التى تتعلق بكل مواطن فى البلد. .. فلا أحد يتكلم بشفافية، هل هى أزمة وقود أم أزمة محطات الكهرباء وصيانتها؟ .. ولا أحد يتكلم عن معونات الدول العربية من الوقود التى تحصل عليه مصر منذ 30 يونيو! .. ولا أحد يتكلم عن.. «إلى متى تستمر الأزمة؟». .. الغريب أن من يتكلم فى هذا الأمر يتحدث عن تسعير الكهرباء.. تاركا الأزمة.. طب وبعدين هيعمل إيه فى الحل؟.. هل التسعير هو السبب؟! .. ومع المجهود الضخم فى التحركات والجولات لرئيس الوزراء إبراهيم محلب لم يفكر فى طرح الموضوع إلا بعد ما يزيد على شهر من توليه إدارة الحكومة والمشاركة فى إدارة البلاد، وذلك بدعوته أمس وزيرى الكهرباء والبترول إلى اجتماع عاجل.. رغم أن الوزيرين كانا معه فى الاجتماع الأسبوعى منذ أيام.. وكذلك الأسبوع الذى قبله.. وكانت مشكلة انقطاع الكهرباء قائمة أيضا! .. ولعل محلب باجتماعه بوزيرى الكهرباء والطاقة يخرج بنتيجة على غير ما يفعله الرجل فى أمور أخرى.. إى نعم الرجل يتحرك يمينا وشمالا ويذهب إلى أسيوط وبعدها إلى الوادى الجديد.. لكن بلا نتيجة! فالأمور كما هى.. وليس هناك تغيير. .. وما يحدث فى الكهرباء هو انفلات كالانفلات الأمنى بالضبط -وفى حاجة إلى ضبط وتوافر جهود الحكومة- كل الحكومة لا وزيرى الكهرباء والبترول فقط. .. إى نعم المشكلة موروثة من النظام السابق ومن تدهور الخدمات والبنى التحتية التى كان يعايرنا بها نظام مبارك، فإذا بها بِنًى تحتية متهالكة وفاسدة مثل نظامه بالضبط. .. لكن نحن فى حاجة إلى حل الآن لتلك الأزمة التى تغطى على حديث الساعة وهى الانتخابات الرئاسية. .. ولن يتم ذلك إلا بالمكاشفة وبالشفافية التى ما زالت غائبة فى تعامل المسؤولين مع الشعب. وبالمناسبة.. أين الربط الكهربائى الذى سمعنا عنه منذ زمن بين مصر وعدد من الدول وعلى رأسها السعودية؟ منذ أن كان ماهر أباظة وزيرًا للكهرباء فى الثمانينيات من القرن الماضى.. وموضوع الربط الكهربائى مطروح.. لكن لم يحدث فيه أى شىء. فيا أيها الذين تديرون البلاد.. اصحوا من النوم.. ولا تجعلوا الوطن مُظلمً