المجلس الاستشارى العسكرى الذى وُلِد ميتا ما زال يحاول الحياة ويضخ فيه المجلس العسكرى «إكسير الحياة» ليظل الشكل التجميلى لجنرالات المعاشات فى المجلس. ومع احترامى لعدد كبير من أعضاء المجلس الذين ما زالوا متمسكين بعضوية مجلس ميت وبعضهم أصدقاء وشخصيات محترمة ومنهم شخصيات غير ذلك تسعى للوجود بأى شكل حتى ولو على حساب مستقبل هذا الوطن ما داموا يستفيدون من هذا الواقع على غرار استفادتهم السابقة من النظام المخلوع، فإن إصرارهم على السير فى طريق المجلس العسكرى والاستماع إليه وتجميله خيانة للثورة، فلا يمكن أبدا لشخصيات محترمة رأت الأعمال الإجرامية التى قامت بها قوات الجيش من المظلات والصاعقة والشرطة العسكرية بقتل المتظاهرين السلميين -ولعل أعضاء «الاستشارى» إذا راجعوا أسماء الشهداء أمام مجلس الوزراء سيجدون الشيخ عماد عفت، وطالب الطب علاء عبد الهادى، وشهداء آخرين ليسوا بلطجية أو مندسين أو طرفا ثالثا كما يدعى «العسكرى»- أن تظل فى مواقعها لتجميل جماعة المجلس العسكرى! ولا يمكن لعاقل، لا لأشخاص محترمة كأعضاء المجلس الاستشارى، أن يتقبل المؤتمر الصحفى الذى عقده الجنرال عادل عمارة، والذى تعالى فيه على الجميع واتهم الثوار بأنهم البلطجية وبأنهم وراء الأحداث، وبأنهم الذين يحرقون البلاد.. ولم يتوقف عند ذلك لكنه ادعى أنه جاءته معلومات عن الإعداد لإحراق مجلس الشعب.. وكأنه كان يقول كلمة «السر» التى يحرض به أتباعه على الحريق «!!».. ولا يمكن لعاقل، لا لأشخاص محترمة كأعضاء المجلس الاستشارى، أن يرى صور سيدات وفتيات من مصر تنتهك أعراضهن ويتم سحلهن وضربهن بعنف قد يؤدى إلى الموت على يد جنود تابعين لجنرالات «العسكرى»، ومع هذا يذهب السادة الاستشاريون الذين ما زالوا يصرون على الاحتفاظ بعضويتهم فى مستشارية المجلس العسكرى ويجتمعون بجنرالاته. ويبدو أنهم تحرجوا من الحديث عن تلك الانتهاكات التى هى عار ٌ على جبين مصر وكل مصرى قبل أن تكون فضيحة للمجلس العسكرى الذى أساء إلى الجندية التى كان يفخر بها كل مصرى بتجنيده الإجبارى فى الجيش المصرى! لا أعرف ماذا كان رأى الاستشاريين وهم يرون سيدات من مصر يخرجن إلى الشارع للاحتجاج ضد أفعال «العسكرى» وتعالى الشرطة العسكرية على السيدات والمواطنين بشكل عام وتصرفاتهم الهمجية التى تعاملوا بها مع فتيات وسيدات وضربهن فى بث مباشر أمام العالم. لا أعرف ماذا قال هؤلاء الاستشاريون لبناتهم وحفيداتهم على ما فعله جنرالات المجلس العسكرى فى بنى وطنهن من الفتيات والسيدات؟ ألم يروا ويسمعوا كيف كانت ردود الأفعال على ما فعله المجلس العسكرى فى الفتيات والسيدات؟ ألم يروا كيف انتهك المجلس العسكرى الذى يذهبون إليه ويجتمعون معه فى حضرة المشير حقوق الأطفال، ويقدمونهم شهود إثبات ضد الثوار بعد أن تم القبض عليهم وهم أطفال أحداث؟! ألم تصل إليهم ردود الأفعال الدولية على ما فعله المجلس العسكرى فى الفتيات والسيدات والأطفال وقتلهم المتظاهرين؟ ألم يصلكم رد فعل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان والذى يهدد جنرالات المجلس العسكرى بمساءلتهم دوليا على ما فعلوه وقد تصل تلك المساءلة إلى أعضاء «الاستشارى» أيضا؟ أليسوا هم مستشاريهم الآن؟! هل بعد ذلك كله ما زال أعضاء «الاستشارى» وبعد استقالة عدد منهم وتبرُّئهم من هذا المجلس يصرون على البقاء فى مجلسهم، وفى تجميل «العسكرى» على حساب المواطنين الذين قاموا بالثورة ضد الطغيان والاستبداد ليفاجؤوا الآن وبعد نجاح ثورتهم فى خلع الرئيس الفاسد بأنهم استبدلوا ديكتاتورية «العسكرى» بديكتاتورية مبارك؟! أى نعم هناك فى المجلس الاستشارى من هم كانوا قد اعتزلوا السياسة والعمل العام والمناصب خلال أكثر من ثلاثين عاما وما صدقوا أن السلطة طلبتهم مرة أخرى، يعنى أتوا من المعاشات فيصعب عليهم الآن ترك ما دُعُوا إليه مثلهم مثل جنرالات المعاشات الذين جاءتهم السلطة بالصدفة وكان يُعتقد أنهم لا يريدونها لكنها أعجبتهم! ومنهم من كان ضد الثورة ويده ملطخة بانتهاك الحريات العامة وبالتعاون مع أمن الدولة والنظام المخلوع مقابل استفادته شخصيا فيلعب الآن نفس اللعبة مع «العسكرى» على حساب دماء الشهداء الذين ما زالوا يسقطون وهذه المرة على يد جنرالات المعاشات. يا أيها الذين فى المجلس الاستشارى عيب عليكم بقاؤكم.. عيب عليكم مبادراتكم.. عيب عليكم صمتكم على انتهاكات المجلس العسكرى.. يا أيها الذين فى «الاستشارى» اتركوا هذا العبث واذهبوا أنتم و«العسكرى» غير مأسوف عليكم.