كان يعترينا شيء من الانبهار عند مشاهدتنا لأحد أفراد القوات المسلحة لأنه رمز للشجاعة والرجولة والشهامة والتضحية بالنفس من أجل الوطن والمواطنين وعندما عبر جيشنا الباسل قناة السويس وحطم خط بارليف زادت قامتنا علواً وافتخاراً برجال قواتنا المسلحة خاصة ان لكل بيت في مصر يخدم أو خدم في فترة من حياته بالجيش وكان هذا مصدر إعزاز للأسرة كلها ، ولكن وللأسف الشديد ومع تكرار المواجهات العنيفة بين الجيش والشعب في أكثر من موقف وأكثر من مناسبة فقد اهتزت هذه الصورة اهتزازاً شديداً فالعنف المفرط مع المتظاهرين والمعتصمين والتصريحات المتناقضة بين أفراد المجلس العسكري منها اللين ومنها المتشدد والفشل في إدارة الأزمات لدرجة الريبة قد نتج عنه أن جزءاً كبيراً من الجيش يفقد مصداقيته ومساحة الحب والود بينه وبين الشعب. إن صور ضرب الفتيات وسحلهن وضربهن بالجزم الثقيلة لأفراد الجيش وضربهن علي رءوسهن كانت صور بشعة شعر فيها المرء أن أمه وأخته بل مصر هي التي تهان، ومع التدقيق في الصور نلاحظ ان الضرب كان بغلٍ شديد من جانب قوات الجيش فلم يكن ضرباً للتفرقة بل ضرب انتقامي يتنافي مع ما عرف عن قيم الرجل المصري من شهامة ونخوة وغيرة علي أهل بيته وأتوقع أن هذا العنف لم يصدربأمر من قيادات عليا للجيش الذي حمي الثورة وحمي الانتخابات وكل منهم جد أو أب لفتيات في عمرهن. أتمني أن تدرس هذه القيادات والمتخصصون في علم النفس وعلم الاجتماع هذه الصور جيداً فهي تطرح الكثير من التساؤلات عن نفسية هؤلاء العساكر البسطاء ومغزي ومعني عنفهم المفرط. إن بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة رقم 91 الذي يبدي فيه أسفه الشديد للتجاوزات خلال الأحداث الأخيرة والمنشور علي صفحته علي الفيس بوك في رأيي المتواضع خطوة جيدة ولكنها لا تكفي فدم الشهداء وآلام المصابين والكرامة المهانة لا تمحوها صفحة تأسف ولكن الذي يمحوها إيجاد الوسائل للتواصل مع الشعب وفتح الحوار مع الشباب والصبر الطويل معهم ونبذ العنف بالأفعال وليس بالأقوال ففي يد القوات المسلحة بث الطمأنينة والسلام والأمان في ربوع مصر، الشعب يريد... أن يستعيد الصورة الأصلية والأصيلة لأبنائه بالقوات المسلحة. مدير المركز الصحفي بالكنيسة الكاثوليكية