كلمتان كانتا سر النجاح - الإيمان وقهر المستحيل ( مافيش فايدة ) إنها صك الفشل فى مجتمعنا المعاصر ... باب صلب من الإحباط يوصد فى وجهك وبقوة كلما حاولت إطلاق شعاع نور .... طلسم أسود مقيت نستطيع العبور إلى الغد المشرق لو نجحنا فى فكه ... فهل نستطيع ؟؟؟ المقدمة منذ اللحظة الأولى لبداية حركة التغيير ونحن ننظر و نقرأ ونتعلم من تجارب الآخرين من شعوب العالم فى حركة التغيير سواء السلمى منها أو الغيرسلمى مثل قيرغيزيا وأزبكستان وماليزيا وجنوب أفريقيا والهند والملونين فى الولاياتالمتحدة وغيرها
ولكننا لم نفكر مرة واحدة بالنظر والإستفادة والتعلم من التجربة المحمدية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى شبه الجزيرة العربية وذلك على الرغم من عبقرية ومثالية هذه التجربة العظيمة وكذلك وحسب رؤيتى الشخصية لوجود تشابه كبير وواضح بين تجربتنا مع الدكتور البرادعى فى التغيير وتجربة المسلمون الأوائل مع نبينا الكريم وهى الرؤية التى قد تدفع بعض الموتورين والمجاذيب بإتهامى بالكفر والزندقة وتشبيه الدكتور بالنبى عليه أفضل الصلاة والسلامورفضى لتقديس شخص الحاكم أيا كان ولا أنفيه لوجوبية تشبهنا وإقتدائنا به عليه الصلاة والسلام والتعلم من سيرته العطرة
أولا : بيئة نشوء الدعوة لننظر ونرى هل كان هناك عاقل على الأرض يتوقع أن هذة البيئة الصحراوية القاحلة من الممكن أن تنشأ فيها هذه الحضارة العظيمة والتى غزت العالم أجمع فى أقل من ثلاثون عاما ونشرت فيه أعظم قيم الرقى فى التعامل الإنسانى والحضارى والبناء المجتمعى السليم ؟؟ هل كان هناك عاقل على الأرض يتوقع أن هذه القبائل المتناحرة والمتفرقة من الممكن أن تخرج هذه النماذج الأسطورية من القادة فى مختلف شئون الحياة والذى مازال إرثهم الفكرى يدرس حتى الآن فى أعظم دول العالم ؟؟ ولكنها المعجزة وقد تحققت فما السر فى إنجازها ؟؟
إنه الدرس الأول من سيرة النبى وأصحابه إن السر يكمن فى محو كلمة ( مستحيل ) من قاموس النبى واصحابه من بعده ..... - هذه الكلمة اللعينة والتى تحورت بالعامية المصرية وأصبحت فى عصرنا - مافيش فايدة إنها صك الفشل فى مجتمعنا المعاصر ... باب صلب من الإحباط يوصد فى وجهك وبقوة كلما حاولت إطلاق شعاع نور طلسم أسود مقيت نستطيع العبور إلى الغد المشرق لو نجحنا فى فكه ... فهل نستطيع ؟؟؟ مصر حاليا ليست بأسوأ حالا من مكة وشبه الجزيرة وقت بداية الدعوة بقى فقط أن نمحى نحن أيضا من قاموسنا هذه الكلمة السرطان ...مافيش فايدة ثانيا : نظرة الكفار للنبى قبل الدعوة ثم بعدها
لا يوجد بيننا من لا يعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يلقب قبل بدء الدعوة بالصادق الامين وكان كل أهل قريش يحترمونه ويحتكمون إليه فيما شجر بينهم مثلما حدث عند وضع الحجر الاسود وكاد يؤدى الخلاف على من له الأحقية فى التشرف بحمل الحجر ووضعه فى مكانه بجوار الكعبة أن يؤدى إلى قتال بين أهل مكة لولا حكمة النبى. - ثم جاء أمر لله للنبى بأن يدعو إلى عبادته وحده فما كان رد فعل كفار قريش .......... - كان أن إتهموا النبى بالجنون والزندقة والسحر والكذب وأن القرآن ما هو إلا شعر وليس من عند الله وأخذوا يحاربونه وأصحابه ويعذبونهم ليردوهم عن دينهم ودعوتهم . - وهنا علينا أن نتوقف قليلا لنسأل لماذا إنقلب أهل قريش من الكفار على النبى عليه الصلاة والسلام وأتهموه بالجنون والسحر والزندقة بعدما كان يلقب بينهم بالصادق الأمين ؟؟!! - و الإجابة طبعا خوفهم من زوال عزهم وملكهم الذى بنى على قهر وإستعباد وسرقة الفقراء والضعفاء والسلبيين من أهل مكة إذا ما تساووا معهم وعرفوا حقوقهم وطالبوا بها وعاقبوا الفاسد والظالم . نعود مؤقتا لحاضرنا ولتجربة التغيير لننظر لهذ الموقف الغريب فى تشابه تفاصيله مع إختلاف الأشخاص ومنزلتهم : - كان الدكتور البرادعى قبل دعوته للتغيير وطرحه لإحتمالية ترشحه فى الإنتخابات الرئاسية فى 2011 من الشخصيات التى يحترمها ويقدرها النظام المصرى بل ويعتبره وجها مشرفا لمصر الدولة ورمزا يدعو للفخر والتباهى لدرجة منحه قلادة النيل تكريما له بعد حصوله على جائزة نوبل فى السلام وهو الشيء الذى كان يؤكد عليه إعلام الدولة من صحافة وإذاعة وتيلفزيون ليل نهار وخاصة دوره فى فضح النظام الأمريكى فى عهد بوش الإبن لغزوه الغير مبرر للعراق وتدميره بعد تقريره الشهير بعدم وجود أسلحة نووية بالعراق. - و الآن وبعد بداية دعوته للتغيير وطرحه فكرة الترشح إنقلبت الآية وأصبح بعدما كان من الشخصيات المشرفة عميلا وبعدما كان واجهة حضارية لمصر أصبح مشعلا للفتنة والفوضى وبعدما كان من أسباب فضح أمريكا فى غزوها للعراق بدون سبب واضح أصبح هو السبب الرئيسى لدخول أمريكا للعراق وتدميره وكذلك إحراج مصر دوليا بإتهامها بوجود نشاط نووى داخلها والغريب أنهم نفس الأشخاص الذين كانوا يمدحون بالأمس هم هم من يسبون ويتهمون الرجل اليوم وهنا نأتى للدرس الثانى من هذه السيرة المحمدية العظيمة
-إنه الإيمان ... نعم فإيمان الصحابة بصدق دعوة النبى وبأنه الحق وأن خلافه الباطل هو ما جعلهم يصبرون على كل ما واجهوا من أذى .
- إيمان الصحابة بأن الله لا يخذل من ينصره هو ما جعلهم يجاهدون بأنفسهم وبأموالهم متيقنين بانهم منتصرون فى نهاية المطاف مهما حدث ومهما واجهوا من صعاب طالما أنهم على حق . - إيمان الصحابة بأن الحياة لا قيمة لها مع الهوان والخسة والظلم والفساد هو ما جعلهم يفرحون بالشهادة فى سبيل الحق وفى سبيل صنع غد أفضل لأبنائهم و لمن يأتى من بعدهم - إيمان الصحابة بقضيتهم هو ما جعلهم فى النهاية وبعد كل ما عانوا ينتصرون ............