منذ عامين تقريباً كان هو مهاجم مصر الأول، أهدافه كانت تدك شباك المنافسين، صعد بقوة الصاروخ إلى عرش النجومية، توقع له الجميع أن ينطلق إلى سماء النجومية أكثر وأكثر، لكن جاءته الإصابة اللعينة فى الرباط الصليبى لتضع حداً لهذه المسيرة الناجحة والانطلاقة الرائعة. إنه عمرو جمال، مهاجم الأهلى المُلقب ب«الغزال»، الذى تغيّر حاله خلال الفترة الماضية، بعدما تم استبعاده من المشاركة فى المباريات، وواجه هجوماً بسبب غيابه عن التهديف، حينما كان يحصل على فرصة مُستمرة.. وتحوّل مهاجم القلعة الحمراء إلى «غزال» شارد يبحث عن العودة للمشاركة وزيارة الشباك.
عمرو جمال تحدث ل«اليوم السابع» عن غياب أهدافه وموقفه من المنتخب، والهجوم عليه من «السويشيال ميديا» وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى:
أين أنت من المشاركة فى المباريات هذا الموسم؟ - قرار المشاركة من عدمه فى «يد» الجهاز الفنى، ومن جانبى أحرص على أن أؤدى التدريبات بشكل جيد، وأجتهد فيها حتى أكون جاهزاً للمشاركة فى أى وقت، وهذا هو المطلوب منى.
لكنك شاركت فى أول مباراتين بالدورى هذا الموسم ولم تُسجل؟ لم أُسجل فعلاً.. لكنى ظهرت بمستوى جيد، وتسببت فى ضربة جزاء للأهلى فى أول لقاء بالدورى أمام الإسماعيلى، سجل منها عبدالله السعيد هدف الأهلى الوحيد، وكنت مؤثرا كذلك فى المباراة التالية أيضاً أمام المقاولون العرب بشهادة كثيرين فى الفريق والجمهور والنقاد.
إذا كنت مؤثرا.. لماذا لم تواصل المشاركة؟ - كما قلت فى البداية.. هذه وجهة نظر الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى، ولا بد من احترامها لكنى أؤكد على أننى لست مُقصّرا.
هل تحدث معك حسام البدرى عقب هاتين المباراتين؟ - نعم.. وقال لى إننى أؤدى بشكل جيد، لكن ينقصنى بعض الأمور المتعلقة بالتهديف، وطلب منى الاهتمام بها، وأنا أحرص فى التدريبات على تنفيذ هذه الأمور، تمهيداً للمشاركة من جديد.
هناك من يرى أنك تأثرت كثيراً بإصابة الرباط الصليبى التى تعرضت لها قبل عامين تقريباً؟ - هذا صحيح، فالإصابة كانت طويلة، وكنت أحتاج للمشاركة بشكل أكثر بعد العودة من الإصابة، لكن الظروف لم تُساعدنى على ذلك، خاصة بعدما تعاقد النادى مع أكثر من مهاجم.
ماذا تقصد بأن الظروف لم تُساعدك؟ - بعدما يعود أى لاعب من الإصابة، خاصة إذا كانت إصابة قوية وطويلة كالرباط الصليبى، يحتاج إلى المشاركة بشكل مُستمر والصبر من الجمهور والوصول إلى «فورمة» المباريات على الصعيد البدنى ثم استعادة حاسة التهديف، وهذه أمور لم تُتح لى، خاصة أننى ألعب فى ناد جماهيرى، والجميع ينتظر منى التسجيل بعد العودة مُباشرة من الصليبى.. هل هذا معقول؟
وماذا عن دور المدربين معك خلال هذه الفترة؟ - هذه نقطة أخرى كان لها دور مهم فى تأخر عودتى للملاعب بشكل جيد.
كيف؟ - لأن الأهلى تعاقد طوال فترة إصابتى وعلاجى مع أكثر من أربعة مدربين، وهذا أمر لم يكن فى صالحى ولا فى صالح إصابتى، فمن الطبيعى أن يضع المدرب خطة لى للعودة من الإصابة تحتاج عاماً تقريباً، لكنى تعاملت مع أربعة مدربين تقريباً، ابتداء من الإسبانى جاريدو، الذى أُصبت فى عهده، ثم أربعة مدربين آخرين هم فتحى مبروك، وجوزيه بيسيرو، وعبدالعزيز عبدالشافى «زيزو»، ومارتن يول.
من أكثر المدربين الذين وقفوا بجوارك أثناء الإصابة؟ - البرتغالى جوزيه بيسيرو، لأنه كان واضحاً وصريحاً من البداية، وعندما تولّى المسؤولية، جلس معى وقال لى: أنت من أفضل المهاجمين الذين توليّت تدريبهم فى حياتى التدريبية، وأفضل من مهاجمين كثيرين فى البرتغال، لكنك تحتاج تلعب موسماً بشكل مُستمر، وهذا لن يحدث إلا خارج الأهلى، ومن الأفضل أن ترحل خارجياً لمدة موسم على سبيل الإعارة، تستعيد فيه حاسة التهديف و«فورمة» المباريات جيداً، لأنك لن تحصل على هذه الفرصة فى الأهلى بسبب الضغط الجماهيرى والإعلامى، وأكد لى أنه يرغب فى تنفيذ ذلك حتى أصُبح المهاجم الأول للكرة المصرية لمدة 10 سنوات مقبلة.
وماذا حدث بعد ذلك؟ - إدارة النادى رفضت تنفيذ «فتوى» جوزيه بيسيرو، وقررت الإبقاء على رغم أننى تلقيت وقتها عروضاً من الخليج وأوروبا.
ماذا عن تعامل مارتن يول معك؟ - كنت أشارك معه فى البداية، وسجلت أهدافاً، لكن بعدها فوجئت به يعتمد على إيفونا ومنحه فرصاً كثيرة على حسابى.
هل غضبت من مارتن يول؟ - كنت أحزن لأنه كان يتعامل معى كما يفعل فى أوروبا تقريبا، يترك اللاعب ثمانية مباريات مثلاً بدون مُشاركة، ثم يطلب منه أن يُشارك فجأة ويُسجل أهدافاً، وهذا أمر صعب، خاصة إذا كان هذا اللاعب يُعانى من إصابة طويلة، بل إننى أجريت جراحة أخرى فى «مناخيرى» أبعدتنى عدة أسابيع عن الملاعب، وهذا كله كان يحتاج الصبر والدعم من الجميع.
لماذا لم تطلب الرحيل خلال وجود مارتن يول فى الأهلى؟ - تلقيت عرضاً من أحد أندية الدورى الهولندى، وكنت أرغب فى الرحيل فعلاً، لكن مارتن يول رفض رحيلى.
رغم مشاركتك فى مباريات كثيرة الموسم الماضى ومطلع الموسم الحالى فإنك تتعرض لهجوم شرس من كثيريين.. ما ردك؟ - أرى أن «السويشال ميديا» أصبح لها تأثير كبير فى تحريك الجمهور والرأى العام، خاصة أن معاييره مختلفة وغريبة للغاية، فمن الممكن أن ترى طفلاً لا يتجاوز ال12 عاماً يُدشّن صفحة يُهاجم فيها من يشاء، ويدافع عمن يشاء، ويوجه ألفاظا خارجة وتجاوزات غريبة فى حق اللاعبين، كما أن البعض من هؤلاء يرغبون فى لاعبين يشبهون لاعبى «البلاى ستيشن» يُحرّكه كيفما يشاء، ويُسجل أهدافاً وقتما يُريد ب«الريموت» وهذا غير موجود فى عالم الكرة.
أراك تتحدث بغضب عن هذه النوعية من الجمهور؟ - أنا حزين فعلاً من جمهور السوشيال ميديا، لأن آراءه متقلبة وغير متزنة، ونقده لأى لاعب فيه إسفاف وتجاوز وسخرية من اللاعبين، وهذا أمر غير صحى على الإطلاق، ولا أبالغ إذا قولت إن السويشيال ميديا أصبحت تُمثل لبعض اللاعبين «خراب بيوت»، وعايزة تخلّص على بعض اللاعبين وهذا حدث معى.
هل ينتابك اليأس من هذا الجمهور؟ - ليس يأسا ولكنه غضب، الحمد لله، فرغم زعلى فإنى أمتلك من العزيمة والحماس ما يؤهلنى للرد على هؤلاء عملياً وفى أرض الملعب، لأننى أثق تماماً فى قدراتى، وأثق فى أنى بعدما أستيعد حاسة التهديف سيعود هؤلاء للتصفيق لى.
هل تشعر بأن هناك من يحاول «هدمك» بعد بدايتك الرائعة قبل الصليبى وكنت وقتها هداف مصر الأول؟ - لا أود أن أقول كلاما «كبير» عن الهدم، لكنى أشعر بأن هناك من ينتقدنى بغرض أن «يجرنى للخلف».
هل هذه المحاولات من داخل الأهلى أم من خارجه؟ - بالتأكيد من خارجه، لأننا فى الأهلى نعمل ضمن «منظومة» واحدة الكل يرغب فى مساعدة الآخر ولا يوجد بينا «نفسنة»، وتربطنا روح الفانلة الحمراء، لكن هذه المحاولات من الخارج، فهناك منافسة «غير شريفة» من قبل البعض.
هل من نصيحة قدّمها لك أحد من نجوم الكرة المصرية عن مستواك وإصابتك وغيابك عن التهديف والصبر؟ - كثيرون يتحدثون معى فى هذا الأمر، ف«عماد متعب» يتحدث معى بشكل مُستمر، ويُطالبنى بالصبر، وهو مهاجم من طراز فريد، كما يتحدث معى من وقت لآخر، وكلما نتقابل فى مكان ما مع الصقر أحمد حسن، لكن لم ولن أنسى كلمات العميد حسام حسن أفضل مهاجم فى تاريخ الكرة المصرية من وجهة نظرى، عندما التقيته فى حفل رعاية النادى الأهلى تحت سفح الأهرامات، وقال لى وقتها: «لا تيأس وخلّى عندك إيمان بالله وثقة فى قدراتى»، وحكى لى موقفا حدث معه عندما كان يُعانى من عدم التهديف فى الدورى قبل أمم أفريقيا 98 وتحدث معه الجنرال الراحل محمود الجوهرى عن قدرته على المشاركة فى هذه البطولة الأفريقية أو الاعتذار عن السفر مع الفراعنة إلى بوركينا فاسو، واختار العميد وقتها هذا التحدى، وسافر ضمن كتيبة الجوهرى، وعاد بلقب البطولة مع المنتخب وتوّج بالهداف، وأكد لى حسام حسن خلال هذه النصيحة أنه لم يُسجل لعدم التوفيق، وهذا وارد فى عالم الكرة، فما بالك باللاعب العائد من إصابة قوية وخطيرة كالرباط الصليبى.
من وقت لآخر.. تظهر أنباء عن مفاوضات مع الزمالك.. ما صحة ذلك؟ - غير صحيح.. ولم يتحدث معى مسؤولون من الزمالك فى هذا الأمر وأرى أن العلاقة بين الأهلى والزمالك متميزة فى هذه الفترة، ويتعاملون مع بعض باحترافية، وليس منطقياً أن يتدخل ناد لضم لاعب من الآخر، كما أننى مُرتبط بعقد مع الأهلى مازال مُستمراً حتى موسمين مقبلين، فكيف يُفكّرون فى ضمّى؟
من الممكن أن ترحل لإحدى الأندية الخارجية ثم تعود للزمالك؟ - هذا مستحيل.. لأننى «راجل صعيدى» ولا أرضى بمثل هذه الطرق التى يتحايل بها البعض من أجل اللعب لناد آخر عن طريق «محلل» خارجى، وأنا لا أرغب فى الرحيل من الأهلى، فهو صاحب فضل علىّ بعد الله، ولن أرحل منه إلا إذا منحونى الاستغناء الخاص بى، وقالوا لى: «متشكرين ع الفترة اللى قضيتها معانا».
إذا حدث ذلك.. هل من الممكن أن تلعب للزمالك؟ - وقتها سيكون أمامى أكثر من خيار، الرحيل خارج مصر وهذا سيكون الحل الأفضل ، لكن يبقى اللعب للزمالك «وارد».
هل تخشى على مستقبلك الكروى إذا رحلت عن الأهلى؟ - لا أتمنى الرحيل عن الأهلى، لكن فى النهاية لا أحد يعلم ماذا يُخبّئ له القدر، «وعموما.. أنا مش هموت ولا هبطّل كورة لو مشيت من الأهلى».. ثقة فى الله هنجح سواء فى الأهلى أو غيره.
عمرو جمال مع الزميل فتحي الشافعي ما حقيقة إلقاء «فانلة الأهلى» داخل غرفة خلع الملابس بسبب استبعادك من التشكيل بشكل مُستمر؟ - غير صحيح.. لم يحدث هذا إطلاقاً ولو حدث ذلك لتم تغريمى من قبل الجهاز الفنى، كما يحدث مع أى لاعب يخرج عن النص.
كيف ترى حالة «العقم التهديفى» لدى مهاجمى الأهلى؟ - لا أرى أن هذه ظاهرة سلبية، فالمهم أن الفريق يفوز فى النهاية والمهاجمين لا يُقصّرون، فقد يتسببون فى ضربات جزاء تُحتسب لفريقهم يأتى منها أهداف، كما حدث معى فى لقاء الإسماعيلى، وقد يساعدون زملاءهم على التسجيل.
لكن وظيفة المهاجم هى التسجيل وإحراز الأهداف؟ - المسألة ليست عملية حسابية فى رأيى طالما المهاجم يؤدى دوره بشكل جيد، ويساهم فى الفوز فلا عتاب عليه، كما أن هناك نقطة أخرى مهمة للغاية تتعلق بأن طريقة لعب الأهلى تمنح «القادمون من الخلف» أمثال السعيد وزكريا وسليمان الفرصة للتسجيل بشكل أفضل من المهاجم الصريح، الذى يكون مُراقبا بشكل صارم من مدافعى الخصوم.
هل ترى أن استبعادك من المنتخب حالياً أمرا منطقيا؟ - هذه وجهة نظر مستر كوبر، المدير الفنى للفراعنة، وللعلم هو مدرب «هايل» ويتعامل باحترافية مع جميع اللاعبين وعلى المستوى الشخصى هناك تواصل بينى وبين أفراد فى الجهاز الفنى من أجل الشد من أزرى وتشجيعى على العودة للمنتخب. عمرو جمال
كنت لاعباً فى المنتخب خلال وقت أُثيرت فيه «فتنة» كُبرى عن إهانة أسامة نبيه مدرب المنتخب للاعبى اللأهلى.. هل حدث هذا فعلاً؟ - لا.. وللأمانة.. هذا لم يحدث على الإطلاق أمامى وخلال وجودى بالمنتخب فترة طويلة لم أشعر أن أسامة نبيه لاعب الزمالك السابق يُفرّق بين لاعب وآخر، الكل هناك «سواسية» لا فرق بين أحد وأحد إلا بالاجتهاد والعمل والإخلاص.
لكن حسام غالى قائد الأهلى كان يلمح بوجود «تفرقة» بين نجوم الأهلى والزمالك فى المنتخب بسبب أسامة نبيه؟ - حسام غالى.. لاعب كبير وقيمة كروية كُبرى لأى فريق أو منتخب، لكن أنا تحدثت عما كنت أراه فى المنتخب خلال وجودى، فلم أشهد أو ألاحظ تفرقة أو إهانة من نبيه للاعبى الأهلى.
وكيف ترى استبعاد حسام غالى من المنتخب مؤخراً؟ - لا أعرف السبب، وكما ذكرت، حسام غالى نجم كبير وصاحب قطرات عالية، لكن الأمر يخص الجهاز الفنى للمنتخب.. اسألوه.
بعيداً عن الإصابة والأهلى والمنتخب، خلال علاجك فى إسبانيا حرصت على التقاط صورة مع ميسى، رغم أنك من عُشاق ريال مدريد، كيف هذا؟ - فعلاً أنا من مُشجعى الريال وأعشق كريستيانو رونالدو، لكن من يرفض يلتقط صورة مع ميسى؟ فعندما كنت أتعالج هناك استطعت حضور مران برشلونة، وعندما علم ميسى بأن هناك لاعباً مُصاباً من منتخب مصر يرغب فى التصوير معه، حرص على الحضور لى والتقط صورة معى، وكان موفقاً رائعاً بسبب تواضع هذا النجم الكبير.