قالت صحيفة المدينة السعودية أن تعادلات اتحاد جدة الاخيرة في دوري زين السعودي للمحترفين ، تستحق التوقف عندها كثيرا ، بعد ان وصلت الى سبع مرات متتالية ، وهي غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد ، واذا سلمنا بأن كل النتائج واردة في كرة القدم او في الرياضة بصفة عامة ، لكن خسارة فريق كان متصدرا باربع عشرة نقطة على دفعات موزعة على سبع مباريات متتالية ، تؤكد ان هناك خللا ما في هذا الفريق . وأضافت الصحيفة "وبتحليل عناصر الفريق بدءا من الإدارة مرورا بالجهاز الفني وصولا الى اللاعبين ، نجد انهم من طراز جيد ويملكون مقومات النجاح ، واستطاعوا ان يترجموا هذه الامكانيات الى صدارة ، ظل الفريق متمسكا بها حتى اصاب أحد عناصر تلك المنظومة بعض التشويش الخارجي ، فبدأ الفريق ينزف النقاط ، ولان التشويش أصاب احد تلك العناصر فقط دون العنصرين الباقيين ، فظل الفريق ينزف دون ان يخسر - وان خسر الصدارة-.
واوضحت "لتقييم احداث العميد في جدة بدقة ، لابد من قراءة أحداث مشهد اخر تدور احداثه في القاهرة كان القاسم المشترك بينهما مدرب الاهلي الأسبق ومدرب الاتحاد الحالي مانويل جوزيه .
وتابعت "المتابع للفريق الاتحادي سيلحظ أن نزيف النقاط تزامن مع خلو منصب المدير الفني للاهلي المصري، باستقالة حسام البدري مدرب الاهلي المصري تحت ضغط الجماهير ، التي رفعت اللافتات في المدرجات - في سابقة غير معهودة - تطالب إدارة ناديها بالتدخل لإقالة حسام البدري ، رغم ان فريقها كان يسير بشكل طبيعي ، إلا ان انخفاض مستوى غالبية نجوم الفريق الذين حققوا له الانجازات العريضة في عهد جوزيه ، جعل المستوى الفني للمجموعة باهتا ، تحقيق الانتصارات كان بشق الانفس، واخذ مؤشر الاهلي المصري في الانخفاض حتى زادت الضغوط على حسام البدري فآثر الاستقالة ، وتلقفتها الإدارة بسعادة وقبلتها على الفور حتى لا تصطدم مع جماهيرها.
طوال تلك الفترة لم تنقطع علاقة جوزيه بلأهلي ، بل في فترات توقف دوري زين كان يفضل قضاء اجازته في القاهرة ، واستقبلته الجماهير الاهلاوية هناك استقبال الأبطال ، ولم ينقطع الحديث قبل تلك الزيارة أو بعدها عن عودة جوزيه للاهلي .
باستقالة البدري أصبح منصب المدير الفني للأهلي شاغرا ، وعالجت إدارة النادي الأحمر هذا الفراغ باختيار عبد العزيز عبد الشافي مدربا مؤقتا للفريق لحين اختيار مدرب اجنبي..
اعتاد الاهلي المصري على فرض سرية مطلقة على اي صفقة يجريها ، وكان هذا احد عناصر تفوقه في تحويل مسار العديد من الصفقات كانت على أبواب غريمه التقليدي الزمالك بميت عقبة الى مقره بالجزيرة ، واحتفى الاعلام المصري وخاصة الاحمر في كل مرة بهذه الصفقات ، وانهال مديحا وتمجيدا على سياسة إدارته ، واصبحت فترة انتقالات اللاعبين ساحة جديدة يتبارى فيها الغريمان التقليدان.
قد تكون السرية مقبولة في صفقات اللاعبين ، خاصة انها تتم في فترة محددة ، وفي وجود منافسين ، يسعى كل منهم للظفر بلاعب ما ، هنا فإن السرية مقبولة ومنطقية ، لكن في مثل هذه الحالة واختيار مدرب في هذا التوقيت من الموسم ، فإنها عملية لا تحتاج من الاهلي وإدارته كل هذه السرية ، خاصة في ظل عدم وجود منافسين يزاحمونه ، و تحديدا منافسه الزمالك الذي يعيش فترة زاهية بوجود مدربه حسام حسن ، كما ان عملية الاختيار الآن تخضع لمعيار واحد فقط ، هو القدرة على تلبية شروط اي مدرب المالية ، لكن السرية “المفرطة “ التي يفرضها الاهلي على عملية اختيار مدربه الجديد تثير الشكوك والتساؤل .. لماذا كل هذه السرية ، وهل هي منطقية؟
الرد الوحيد عى هذه التساؤلات ، ان الاهلي يريد مدربا بعينه ، لكن هذا المدرب مرتبط الان بعقد مع نادٍ آخر ، وأي محاولة علانية للتفاوض او التشاور او طلبه قد تكدر صفو علاقة الناديين .
هذا التفسير او هذه القراءة تؤيدها تقارير اعلامية في القاهرة تؤكد ان هناك خطوط اتصال مفتوحة بين اصحاب القرار في الاهلي المصري ومانويل جوزيه ، بل ان الاعلام المصري ردد ان اقرب المقربين من الاهلاويين لمانويل جوزيه وهو خالد مرتجي في زيارة حالية الى جدة وهذه المعلومة على ذمة فضائية مصرية ،بل ان موعد 30 ديسمبر الجاري الذي حدده الاهلي للاعلان عن مدربه الجديد ، يقال في القاهرة ان اختياره تم بالاتفاق مع جوزيه حتى يجد وسيلة تضمن له الخروج من الاتحاد بصورة لائقة ،
كما تردد ايضا ان هذا الموعد تم التأكيد عليه بعد ان خرج كل من شايفر الالماني وباولو دوراتي البرتغالي من دائرة المدربين المرشحين وبقي الفرنسيان مارشال مدرب المنتخب التونسي وهيرفي برنارد بالاضافة الى اسم جوزيه غير المعلن.
وكشفت التقارير نفسها عن ان جوزيه وافق على 50 ألف يورو راتبا شهريا ، بعد ان ظل توفير راتب المدرب الجديد العقبة للاتفاق مع اي مدرب في ظل الظروف المالية التي تعاني منها خزينة الاهلي وتزامن ذلك مع حديث عن اجتماع تم مؤخرا بين رئيس الاهلي ونائبه مع الاهلاوي المؤثر ياسين منصور الذي كان يتكفل براتب مانويل جوزيه بالكامل ، ليقطع هذا الاجتماع بصورة مفاجئة حالة من الجفاء كانت بين منصور وإدارة الاهلي .
خلاصة القول إن مانويل جوزيه ظل طوال فترة “ التعادلات السبعة “ يدير الفريق بنصف دماغ فقط بينما النصف الآخر ظل مشغولا بما يدور في الاهلي المصري وامنياته في العودة الى المكان الذي صنع شهرته التدريبية حيث الحظوة الجماهيرية والدعم اللامحدود من الإدارة ،
والمتابع لتشكيلات جوزيه او تغيراته اثناء المباريات الاخيرة يلحظ “ التشويش” الذي اثر على الرجل ،و هو المعروف بتغييراته التي كانت تقلب نتائج المباريات ايام حقبة الاهلي المصري .
وأياً كانت النتيجة التي ستؤول اليها عملية اختيار مدرب الاهلي المصري سواء كان جوزيه أو غيره فان الاتحاد تعرض لتشويش كلفه 14 نقطة .