كل يوم تصلني.. وتصل إلي غيري عشرات الرسائل من مواطنين معظمها تحمل مشاكل يودون حلها.. وأغلب الظن أن أصحاب هذه المشاكل لم يلجأوا إلي أجهزة الإعلام إلا بعد فشلهم في الوصول إلي حلول لها.. ولم يجدوا سبيلا بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجوههم.. إلا الاستغاثة باجهزة الإعلام لعل وعسي تجد استجابة من المسئولين! وقد استجيب ويستجب غيري ونتفاعل مع أصحاب هذه الرسائل.. ونقوم بنشرها ومناشدة المسئولين علي حلها! وقد يكون مصير هذه الرسائل سلة المهملات! ولذلك أناشد المجلس العسكري ورئيس الوزراء انشاء ديوان أو جهة تختص بهذا الشأن وتكون المهمة الأولي لها متابعة مشاكل المواطنين ومخاطبة اصحابها لمعرفة طبيعة هذه المشاكل والجهة المنوط بها حلها.. وياحبذا لو كان لهذا الديوان أو هذا الجهاز مسئول بدرجة وزير وليكن اسمه وزير المظالم أو أي مسمي آخر، وتكون لهذا الديوان ميزانية مستقلة يتم من خلالها الصرف ومساعدة المحتاجين .. علي أن تكون تبعية هذا الجهاز لأعلي سلطة في البلاد.. المجلس العسكري حاليا والرئيس المنتخب مستقبلا!.. وياحبذا لو كان لهذا الديوان فرع في كل محافظة .. بشرط أن يكون مستقلا بعيدا عن سلطة المحافظ!.. ويكون لهذه الفروع مسئولون .. وتكون مهمة مسئول كل فرع تلقي كل مظالم أهالي المحافظة.. وعمل حصر دقيق وتبويب وتصنيف لنوعية المشاكل.. فالمشاكل الخاصة بالإسكان يتم حلها بالتنسيق مع وزير الإسكان.. والمشاكل الخاصة بالزراعة يتم حلها بالتنسيق مع وزير الزراعة.. وهكذا.. وتكون مهمة هذا الديوان في البداية متابعة كل ما ينشر في اجهزة الإعلام من مشاكل للمواطنين ورويدا.. رويدا يقوم هذا الجهاز من خلال أجهزة الإعلام ايضا بمخاطبة المواطنين وارشادهم عن كيفية الاتصال بالفروع بعد نشر عناوين وارقام تليفونات هذه الفروع.. علي أن تكون الأولوية لأصحاب المشكلات الملحة والتي لاتحتمل التأجيل.. فمثلا الموضوع الذي نشرته منذ أسبوعين تحت عنوان «بيت آيل للسقوط» والخاص بأحد المنازل بمدينة الاسكندرية والذي يوشك علي الانهيار علي رءوس قاطنيه.. وليكن لموضوع مثل هذا الاولوية في التدخل العاجل لمعالجته.. ولو وجد أصحاب هذا العقار بعد أن لبيت نداءهم ونشرت استغاثتهم أي استجابة من محافظ الاسكندرية الذي تقدم باستقالته من منصبه!! أقول لو وجدوا أي استجابة من المحافظ قبل استقالته ما أرسلوا إلي استغاثة ثانية يطلبون مناشدة المسئولين التدخل قبل وقوع الكارثة! ولكن للأسف الشديد غالبا ما تأتي الاستجابة من المسئولين متأخرة نتيجة للبطء في اتخاذ القرار ! وقد لاتأتي أولا تكون هناك استجابة علي الاطلاق! وهنا يفاجأ المسئول بأن المواطنين اصحاب المشاكل يعتصمون أمام مكتبه ! وعندها فقط يبدأ المسئول الأعلي في البحث عن حلول! ولذلك لم اندهش عندما قرأت خبر استقالة الدكتور عصام سالم محافظ الاسكندرية من منصبه! والحكاية باختصار أن الرجل ايقن أنه غير قادر علي تحمل تلك المهمة! والتي يبدو أن من أسندها إليه كانت نوعا من المجاملة في وقت لاتنفع فيه المجاملات وبالذات في المناصب الحساسة! انشاء مثل هذا الديوان سيكون له فوائد عديدة منها معرفة المشاكل التي يعاني منها المواطن، ومن خلال ذلك يمكن التواصل مع المواطنين وبالتالي تصل إليهم رسالة مفادها بأن الدولة تشعر بآلامكم ومشاكلكم وتعمل جاهدة وتبذل كل مافي وسعها لحلها! ويكون مردود ذلك علي المواطن الشعور بأن له كيانا وأنه غير مهمش! مرة أخري يامجلس ياعسكري.. يادكتور شرف ارجوكم سارعوا بإنشاء هذا الديوان في هذه الفترة الفاصلة نجاح الصاوي