مع بدايات ثورة 25 يناير، كان رئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان في زيارة للولايات المتحدة. وتروي صحيفة النيويورك تايمز تفاصيل ما حدث خلال تلك الفترة. فبينما كان الفريق عنان يتناول طعام الإفطار في فندق ريتز- كارلتون مع اثنين من أصدقائه الأمريكيين وهما الرئيس السابق للقيادة المركزيه الأمريكيه ومسئول آخر رفيع المستوي بوزارة الدفاع الأمريكية. حينها تلقي عنان اتصالاً يفيد بأن الجيش المصري بدأ النزول إلي الشارع في القاهرة للسيطرة علي الأمور. وفي غضون ساعات من تلقيه هذا الاتصال، كان الفريق عنان في طائرة تقله إلي مصر بعد أن اتصل بالادميرال مايك مولين رئيس الأركان الأمريكية المشتركة ليخبره بأنه مضطر إلي إلغاء موعد عشاء معه في الأسبوع التالي. اليوم، يعد الفريق عنان، حسبما تقول الصحيفة، أحد الرجال المفضلين للجيش الأمريكي وهو الثاني في ترتيب القيادة ضمن مجموعة الجنرالات الذين تحركوا بمصر نحو شكل ما من أشكال الديمقراطية في مصر. وخلال لقاءات المجلس الأعلي للقوات المسلحة، يجلس عنان علي يمين قائد المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، ويعد عنان الخليفة المحتمل له في هذا المنصب. في الوقت ذاته، يقول المسئولون الأمريكيون أن الفريق عنان البالغ من العمر 63 عاماً، صار نقطة اتصال مهمة بالنسبة للولايات المتحدة في وقت تلتمس واشنطن فيه طريقاً لعلاقتها المضطربة مع مصر. تقول الصحيفة إن لم يكن عنان هو رجل البنتاجون في مصر بعد، فإنها تأمل في أن يكون كذلك مستقبلاً. يقول الأدميرال وليم فالون الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية عن عنان أنه "رجل جاد ورصين وفطن وعلي درجة عالية من الكفاءة من الناحية المهنية." وأشارت الصحيفة إلي أن فالون كان أحد الذين حضروا إفطار عنان في فندق ريتز- كارلتون. تشير الصحيفة في مقالها أن السؤال الرئيسي بشأن عنان وباقي قادة مصر العسكريين هو: هل سيقومون فعليا بعمل الشئ الصحيح والانتقال كما وعدوا تجاه انتخابات ديمقراطيه لرئيس جديد. تشير النيويورك تايمز إلي أن مسئولي البنتاجون علي اتصال يومي مع الحكام العسكريين في مصر، الذين وصفوا بأنهم يشعرون بالإنزعاج من عدم وجود أي مرشح محتمل لمنصب الرئيس، بما في ذلك عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، لديه القدرة - من وجهة نظر المجلس العسكري علي الأقل - علي توحيد البلاد. بعض الخبراء في شئون الجيش المصري أشاروا إلي أن عنان قد يكون مرشحاً للرئاسة، وهو اقتراح نفاه علي الفور الجيش المصري كما نفاه البنتاجون الأمريكي. وقال مسئول عسكري مصري حينها إن "المجلس الأعلي للقوات المسلحة لن يطرح مرشحا من بين أعضائه. ولكن رغم ذلك لا يمكن أن يجادل أحد في أن الفريق عنان سيلعب دوراً مركزياً في حكومة مصر القادمة، والأرجح أن ذلك سيكون من وراء الستار. تقول الصحيفة إن الفريق عنان ينظر إليه في أوساط البنتاجون كرجل عسكري تقليدي يركز علي العمليات العسكرية وتحديث الجيش. وكغيره من ضباط الجيش المصري من أبناء جيله، درس عنان في روسيا وتلقي دورات تدريب في فرنسا. وتضيف أن عنان يتحدث الإنجليزية وقليلا من الفرنسية. ولد عنان في المنصورة بدلتا النيل وجاء من قوات الدفاع الجوي حيث كان قائداً للكتائب المسئولة عن إطلاق الصواريخ المصرية. وعلي عكس الجيل الأصغر من الضباط المصريين، لم يدرس عنان في الولاياتالمتحدة ولم يتلق تدريبا فيها، وفقاً لما ذكره مسئول عسكري مصري للصحيفة. في البنتاجون، يعرف عن عنان كونه "شخصية ذات بريق تحترم رغبات الآخرين كما أنه يتمتع بروح دعابة رغم كونه شخصية محافظة." ويقال أيضاً إنه مغرم بالسلع الاستهلاكية المصرية، حيث تقول الصحيفة أنه خلال زياراته لواشنطين، دائماً ما يقوم المسئولون الأمريكيون بتنظيم يوم للتسوق له ولزوجته، وهو نفس الشئ الذي يفعلونه للضباط المصريين الآخرين في مجمع ركن تايسونز بضواحي فيرجينيا، وهو المكان الذي يحب المصريون شراء الجينز والاجهزة الالكترونية منه. وتشير الصحيفة إلي أن لدي سامي عنان 3 أبناء. تلك الرحلات، وهي سنوية تقام بين القوات المسلحة الأمريكية والمصرية بالتبادل بين واشنطنوالقاهرة، تعد جزءاً لا يتجزأ لعلاقة وثيقة تربط بين جيشي البلدين. ورغم الأجواء اللطيفة لتلك اللقاءات، عادة ما يبرز توتر تحت السطح بين الطرفين بسبب ما يصفه الضباط الأمريكيون بأنه قائمة غير واقعية للتسوق يضعها المصريون لقائمة تشمل أكثر الأسلحة الأمريكية تطوراً والتي يرغب البنتاجون في الاحتفاظ بها حصرياً لاستخدام الجيش الأمريكي. ويقول جيمس بيتي أحد قادة البحرية الأمريكية. في تلك الرحلات، كانت السلطات الأمريكية تنظم رحلات لعنان إلي مقر القيادة المركزية الأمريكية في تامبا أو إلي قاعدة لخفر السواحل في ميامي أو يذهب للقاء فريق لمواجهة حالات الطوارئ في ولاية فيرجينيا. وتشير النيويورك تايمز إلي أن عنان لا يزال علي اتصال هاتفي متواصل بمسئولي البنتاجون بما فيهم الأدميرال مولين فيما رفض مسئول عسكري أمريكي الإفصاح عن فحوي تلك المكالمات مكتفياً بالقول" لا شك في مدي صعوبة العمل الذي يواجهونه".