أنا فنانة لبنانية أحببت أن أوجه كلمة للشعب المصري العظيم وأقول له: دماء شهدائكم هي دماء شهدائنا ومصر هي أم الشعوب التي تسامح لكنها لا تنحني. فتحية لك يا مصر. وتحية إلي كل فنان لم يعتذر عن المشاركة في أشرف الأدوار التي جسدها في ميدان التحرير ولم يقف محايداً يدير ظهره لأعظم ثورة انتظرتها الشعوب ولم يقبل المساومة التي طرح معادلتها من اختباؤا وراء أمجادهم واختاروا الانفصال عن الوطن وهم لا يدركون أن الوطن هو المجد الحقيقي وإذا خسرناه فقدنا امجادنا. أنا فنانة اتيحت لي الفرصة أن أعبر بصوت ابتلاه الصمت عن اصدق المشاعر للشعب المصري وكنت من أشد المتحمسين للثورة لأنها لم تكن ثورة مصر، بل كانت ثورة كل العرب. فهذا ما انتظرناه من مصر. وكنت أتمني أن أكون صوتا بين اصواتكم لكن عزائي أنني أقرب للوطن من الذين يعيشون فيه غرباء، فتحية لكل الذين آمنوا بالوطن وتبنوا الثورة ودافعوا عنها باجسادهم من أجل الحرية التي تبني حضارة الشعوب وتولد منها كل الفنون، ومن حقي أن اسأل الفنان الذي تخلف عن رسالته بتجسيد أهم ادواره الوطنية الم يكن صوتك يمثل هذه الشعوب في انتفاضتها؟ أليس من أجل الوطن تكتب الأدوار؟ فلماذا اخافتك الثورة؟ وتبرأت منها وفقدت القدرة علي الاختيار، فصوتك الذي كان رسالة من أجل الوطن كان شاهداً علي اعلان دعمك للنظام. فقبلت ان تجسد صورته خلف الكاميرا كي لا ترأك كاميراته مع الثوار. فتبدلت الأدوار وأمام الكاميرا شاهد العالم أعظم الأدوار التي جسدها من آمنوا بأن الوطن لا يصنع امجاده سوي الأحرار لكنك لم تلتزم الصمت وتقبل بتبدل الأدوار فصوتك الذي مثل الوطن كان اشد وأقسي من كرباج النظام لكنه اخفق فلم يؤثر فنجحت الثورة وسقطت الأقنعة وسقط النظام فصنعوا المعجزة أبناؤك يامصر ورفعوا رءوسنا، فمن قال إن مصر لا تنجب عظماء فمن أساء لكرامة الشعوب أقول له الحرية لا تميز بين ابنائها لكن التاريخ لا يغفر لمن اساء للوطن، وصرخة الشهداء علمتنا أن الحرية كالسيف اذا فقدناه قطعت رءوسنا ومن يرفع رأسه للحرية لا يخاف الموت فالخوف هو الكرامة التي فقدناها. فاذا تحركت الشعوب فلن تبقي عروش الحكام مكانها فصوت الشعوب أقوي من الكلمة التي تخافها وأقول لكل فنان قبل ان تطلق الرصاص أبحث عن الحقيقة التي تراها بالعين لكنها تسكن في قلوبنا. وأسأله من يستحق التكريم من بدمائهم تحررت اوطاننا أم من ساوم من أجل مجده علي الوطن الا يستحق من أساء للوطن أن نصنع له تمثالاً من ورق. تألمت يا وطني فدموعي لم تمنحني شهادة الوقوف في الميدان. تألمت لأنني لم أكن مصرية أو ليبية أو تونسية أو.. فلماذا لا تلغي الأسماء وأقول أنا عربية؟! ألا تكفي دماء شهدائنا ثمناً للحرية تألمت لأصوات غنت.. فأين كانت أصواتهم حين سقط الشهداء فارحم الناس من بكي معنا لا من رقص بعد العزاء. تألمت لأم الشهيد فأقول لها: اصبري علي الرزايا فمن جار .. يبحث عن أمجاده «أمجاده» بين القبور. فلا يبكيك من طغي فدموعك كالبواتر في صوره لا كالندي. لأني أتألم ومثلك تنجب في رحمها الثوار فكيف أتألم والعالم يتعلم منك يا وطني كيف تصنع الأمجاد.