بملامحها الهادئة تدخل مجال السينما، كما دخلت قلب الممثل الكبير "أحمد زكي" ولا يصبح الفنان الكبير وحده هو الواقع في غرام "هالة فؤاد" بل تأسر قلب جمهورها الذي تداخل مع كل تفصيلة تتعلق بها. هالة فؤاد هي ابنة المخرج "أحمد فؤاد" وبرغم دخولها السينما بوجود والدها إلا أنها قد حفرت اسمًا عن طريق شخصيتها المتفردة، وهدوئها الغير مصطنع، وملامهحا الهادئة التي جعلتها تتمكن من نيل الأدوار المختلفة بدءًا من الفتاة البسيطة ذات الأحلام الصغيرة، وحتى لفتاة بنت الذوات التي يعززها جمالها لذلك. هالة هي خريجة كلية التجارة، لم تدرس السينما ولكنها اكتشفت في الجامعة مدى تعلقها بها. كانت موهوبة منذ البدء فهالة قد شاركت في عدة مسرحيات منذ عامها الثاني، ومثلت أيضًا أولى أفلامها في نفس العمر "العاشقة" لتكمل المسيرة في سن السابعة في فيلم "إجازة بالعافية" لتأخذ وهي في الثانوية بعد طلب والدها دورًا ثانويًا بعدها في فيلم "البنت اللي قالت لأ" الذي كانت بطلته سهير رمزي آنذاك، حينها سميت في تتر الفيلم "هالة توفيق" كيلا يظهر تدخل الوالد في ظهور ابنته على الشاشة. أخذت بعد ذلك هالة بناءًا على طلب المخرج "عاطف سالم" دور في فيلم "عاصفة من دموع" في سنتها الدراسية الأخيرة من الجامعة، وأصبح هذا الدور بمثابة تذكرتها الذهبية لعالم الفن، لتأخذ عليه جائزيتين الأولى من جمعية الفيلم، والثانية من المجلس الأعلى للثقافة. لتمثل بعد ذلك مع أحمد زكي مسلسل "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين" يراها ويعرف أنه قد وقع في الحب، وأنه لن ينجيه غير أن تصبح تلك الفتاة زوجته الأولى والأخيرة. يعترف أحمد زكي في حوار له بعد سنوات من هذا الطلاق فيقول "كنت أحلم ببيت وأسرة كبيرة وهاله كانت إنسانة راقية ولطيفة ومهذبة. مثلت معها ووجدتها نموذجًا هائلًا وتوسمت فيها زوجة رائعة وكانت متخرجة حديثًا من كلية التجارة. اعتقدت أنها لا تحب الفن واكتشفت أنها تعشقه. وبعد الإنجاب قررت هاله أن تعود للفن. رفضت، وفشلت في إقناعها وأصبحت عصبيا معها لأقصى درجة. أردت أن أحميها من هذا العالم القاسي بأضوائه ومشاكله التي لا تنتهي. لم نحتمل العناد. انفصلنا، واعترف أني ظلمتها لأني استغرقت في حلمي لتأثيث بيت وعزوة لكن الحلم انتهى. وفي زيجة استمرت لعامين فقط، أنجبت هالة فؤاد ابنها الأول "هيثم أحمد زكي" الذي لم يمنع مجيئة من تحطم قصة الحب هذه، فهالة لم تستطع أن تبتعد على السينما تلك التي أعطتها أجمل البدايات، والتي أعطتها زوجها أيضًا، افترقا، ووأكملت هالة مسيرتها الفنية، لتشارك في الفوازير التي جمعتها بيحى الفخراني والفنانة صابرين، والتي كانت بعنوان "المناسبات" عام 1990 كانت هالة قد تزوجت زيجتها الثانية من "عز الدين بركات" الخبير السياحي، لتنجب منه ابنها الثاني "رامي" ولكن بعد ولادة متعسرة، قررت هالة أن تبتعد عن التمثيل، "لأن الحياة قصيرة" كما قالت، ارتدت الحجاب، وتركت التمثيل، بعد أن قدمت 24 عملًا سينيمائيًا ودراميًا. بعد اعتزالها الفن، أبى جسدها النحيل أن يصبح ما يصيبها هو ألم الولادة المتعسرة فقط، بل أصيبت هالة بسرطان الثدي، الذي ذهبت إلى فرنسا لعلاجه، ولكنه ما لبث أن عاودها مرة أخرى. لتدخل في غيبوبة متقعطة. ثم تسلم روحها إلى بارئها في مثل هذا اليوم من عام 1993.