في قصة "شيء من الخوف" كان عتريس يرمز الي الدولة التي تعتمد علي قهر الناس في فرض سطوتها... وكانت "فؤادة" ترمز الي الشعب... وكان عقد الزواج الباطل بين فؤادة وعتريس هو رمز اغتصاب السلطة وحكم الشعب بالقهر وليس بالاختيار..... هكذا كان يقصد الكاتب الراحل "ثروت أباظة" وهكذا فهم الناس معني هذه القصة... ومن هنا اشتهرت بين الناس تلك الثورة التي قادها الشيخ إبراهيم وهو يرمز الي الحق والمشروعية ومعه الشعب من كل الطوائف ضد "عتريس" لكي ينقذوا "فؤادة" من تحت براثنه... ولعلكم تلاحظون أن "فؤادة" لم تكن تكره "عتريس" بل إنها كانت تحبه إلا أنها كانت تكره فيه القهر واستعباد الناس والغاء إرادتهم. ومجلس الشعب الجديد يخضع لنظام "العترسة" أي أنه قد تم فرضه علي الناس بالقوة... وستظل هذه العترسة تلاحقه في صحوه وفي منامه... هذا إن كانت له " صحوة " وسوف تلاحقهم عشرات الأحكام القضائية التي أوقفت الانتخابات في عشرات الدوائر... وسوف يستيقظ العضو من النوم وهو في غاية الفزع إذ يري في المنام أن حكماً قضائياً يلبس "أبيض في أبيض " خبطه في نافوخه وأخرجه خارج البرلمان... فمن الصحيح أن المجالس السابقة قد شهدت تزويراً كبيراً... إلا أن هذا المجلس هو المجلس الوحيد الذي أفقدته المعارضة صوابه وأحاط به الإخوان المسلمون والوفد الجديد والمستقلون من كل جانب حتي جاء انسحابهم ليصيب المجلس غير المنتخب بالانعدام... إن "العترسة " ياسادة أصابت مصر في كل انتخاباتها السابقة وأصابت المناصب الأخري فجعلتها بالتعيين... في العمد والمشايخ... وفي عمداء الكليات والمناصب العلمية الأخري... وفي انتخابات مجلس الشوري والمحليات... وأصبحت العترسة هي شعار المرحلة...فمنذ عام 1952 وحتي تاريخ تعيين مجلس الشعب الأخير..."والعترسة " هي سيدة الموقف... والعترسة تفرض علينا "الإتاوات " وشتي أنواع الضرائب وتعتقل أهل القرية وتسجنهم وتسوقهم كما تساق الأغنام... لا لإثم ارتكبوه ولا لجريمة اقترفوها، وإنما لأنهم قد أصابتهم موجة من الكرامة وأرادوا انتخاب من يريدون... أما الجديد ياسادة فقد ظهر علي أرض "إدهاشنا" والتي هي بلد "فؤادة" في قصة " شيء من الخوف " من يصرخ بأعلي صوته... ويقول "لا" للعترسة... ولا للمشاركة في برلمان " العتارسة " وهذا هو الطريق الذي رسمه الكاتب الراحل "ثروت أباظة " وهو نفس الطريق الذي عبر عنه " نجيب محفوظ " وهو يرمز الي الشعب بالحرافيش ويرمز الي الحكومات المستبدة ب "الفتوه" وهو نفس الطريق الذي خاضته فرنسا في ثورات التحرير حتي حصلت علي حريتها بثورة خامسة... وهو نفس طريق المصلحين في كل زمان ومكان واقرأوا التاريخ الأوروبي وحركات التحرير في الشرق الأقصي وأمريكا اللاتينية... فمن منكم أيها الناس سمع عن مجموعة من "العتاريس" سلمت الحكم الي شعب "إدهاشنا" وكان ذلك من باب الذوق والأدب؟! ومن منكم أيها الناس شاهد مجموعة من "العتاريس" زهدت في السلطة والتحكم في رقاب العباد حتي ولو أصابها الفشل في مجال الاقتصاد والتعليم والثقافة وأصاب شعوبها الفقر والمرض والجهل واحتلت بلادهم رقم "137" في ترتيب دول العالم ديمقراطياً... وتأخروا بين البلاد العربية الي رقم "13"، حتي في تنظيم الأولمبياد العالمية نجحت إدارة "قطر"... وسقطت إدارة مصر... وسقط معها كل العتاريس... والآن جاء دور الشعب... وحركات الشارع التي لم تمل والأحزاب والجماعات... فلن نعطي للعتاريس شرعية أبداً ولا لمن يعاونهم علي ذلك وسنردد... زواج عتريس من فؤادة... باطل... باطل... باطل جداً... جداً جداً.... وعجبي. مختار نوح