· سيدنا إبراهيم عليه السلام كان القائد الأكبر للعصيان المدني عندما حطم الأصنام لم تفلح قضبان النظام ومعتقلاته في تغييب المناضل مجدي أحمد حسين، فمازال عطاؤه يتواصل وتأثيره ينتشر حتي لو كان مقيد الحرية، فقد أصدر له رفاقه كتابا جديدا كان أعده للنشر قبل اعتقاله وعنوانه «العصيان المدني.. رؤية إسلامية». يؤكد حسين في كتابه علي ضرورة العصيان لاسقاط الأنظمة المستبدة وأن ذلك هو ما فعله الأنبياء وقادة التغيير في التاريخ، فغيروا مجري الأحداث عبر التاريخ وساهموا في تحقيق العدل ومقاومة المستبدين. يبدأ الكتاب بالاشارة إلي الدعوة التي أطلقها المستشار طارق البشري في مقالات ثلاث نشرها في «العربي» في أكتوبر 2004 بعنوان «أدعوكم للعصيان» أصل فيها فكريا للعصيان المدني السلمي، وأكد أن مصر وصلت لحالة لا يجدي معها سوي العصيان المدني السلمي. ويذهب مجدي حسين إلي أن الأنبياء والرسل هم قادة ما نسميه الآن عصيانا مدنيا، فهم أصحاب رسالة يهتمون في المقام الأول بنشرها هم وتابعوهم وهي عملية فكرية وعقلية ووجدانية لا تعرف العنف وهي ما نسميه الآن المعركة حول العقول والأفئدة، فقد كان الطغاة يعادون الأنبياء لأنهم يكسبون القلوب والعقول، وبالتالي كان من الضروري عزلهم عن الناس بكل الوسائل التي تراوحت بين القتل أو التعذيب لهم ولكل من يؤمن بهم. ووصف «حسين» سيدنا إبراهيم بأنه القائد الأكبر للعصيان المدني عندما حطم الأصنام مع سبق الإصرار والترصد والمجاهرة بذلك، وليس من خلال عملية فدائية سرية، مشيرا إلي أن تحطيم الأصنام لم يكن خروجا علي الخط العام للعصيان السلمي، وأن استخدام العنف هو درس عملي للعبرة ولتجسيد الحالة البائسة التي يعيشها القوم. والتحطيم اعتراف بالقيام بهذه المهمة الشريفة التي تشير لتحطيم الرمز الطاغوتي. ويطالب حسين بإنزال هذه الواقعة علي الواقع الحالي لاقصاء الأصنام والطواغيت، وضرورة فضح رموز الفساد والتشهير به واسقاط هيبته ليتجرأ الشعب عليهم ويتحرك لمقاومته وإلقاء القبض عليهم دون خوف. ثم يقول المؤلف في الفصل الثاني إن القرآن الكريم ذمّ الطغاة بالاسم ومنهم أبولهب وفرعون وجالوت وقارون، وأن ذلك لم يكن نوعا من التخليد بقدر ما هو درس وعبرة يستفيد منها المسلمون في مقاومة الظالمين من ناحية، وللتأكد من النصر من خلال المصير الذي انتهي إليه هؤلاء في الدنيا، ويخلص إلي أن القرآن علمنا مواجهة الطغاة والحكام الفاسدين بشكل مباشر في وجوهم إذا كان ذلك متاحا، وفي غيابهم لأن «الغيبة» لا تنطبق علي الحكام ولابد من التحطيم المعنوي لرموز الفساد، والقرآن يعلمنا كذلك أن نقول الحق والحقيقة غير منقوصة، دون صلة بالكثرة أو القوة العددية، فالأنبياء بنوا جسورا مع المستضعفين بالجرأة في الحق والاستعداد لتقبل أي مصاعب لمواجهة الحاكم الظالم، مستشهدا بما كتبه الدكتور محمود توفيق سعد الأستاذ بجامعة الأزهر في كتابه «فقه تغيير المنكر» بأنه عند امتناع الحاكم عن الحكم بما أنزل الله وأذل الأمة وأرجف في قومه، كل ذلك يوجب أن تنزع الطاعة من يده وتخلع بيعته. ويشدد حسين علي أن مقاومة الظلم عبادة، مطالبا بمقاومة فرعون وجنوده الذين يمثلون القوة الباطشة لتركيع جموع الشعب. وينهي كتابه بمطالبة الإخوان المسلمين بقيادة التحرك ضد الحاكم نظرا لقوتهم وتواجدهم الكبير في الشارع ونافيا أن يكون ذلك توريطا لهم مذكرا إياهم بأن اقامة الحكومة الإسلامية كانت علي رأس أولويات الإمام حسن البناء.