ثبات سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن الأحد 12 مايو 2024    مع عودة البنوك.. سعر الدولار الأمريكي والعملات العربية والأجنبية مقابل الجنيه الأحد 12 مايو 2024    تعرف على مواصفات التاكسي الطائر في موسم الحج 2024    وزير الخارجية التونسي يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    أرخص سيارة زيرو في مصر..بعد تخفيضات الأوفر برايس    جهاز مدينة 6 أكتوبر ينفذ حملة إشغالات مكبرة بالحي السادس    طائرات الاحتلال تقصف المخيم الجديد في النصيرات وسط غزة    رئيس الوزراء الروسي المعين يقدم قائمة بأسماء وزراء حكومته لمجلس "الدوما"    تفاصيل أكبر عاصفة جيومغناطيسية تضرب الأرض منذ 20 عامًا    أونروا: 48 ساعة تفصل غزة عن نفاد الغذاء والمياه.. والمخازن اليوم فارغة    مفاجأة قبل ساعات من مواجهة الزمالك ونهضة بركان    مصطفى الشامي: «بلدية المحلة» كان أفضل من الأهلي في معظم فترات المباراة    وزير الشباب والرياضة يفتتح البيت الريفي وحمام سباحة بالمدينة الشبابية في الأقصر    تأهل 8 مصريين للجولة الثالثة من بطولة CIB العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    اهتمام ثلاثي بضم «محمد صبري» لاعب بروكسي    ألفاظ خارجة وخناقة شوارع بين علي معلول ولاعب بلدية المحلة    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    "أشرب سوائل بكثرة" هيئة الأرصاد الجوية تحذر بشأن حالة الطقس غدا الأحد 12 مايو 2024    مصرع سائق بحادث إنقلاب لودر على الصحراوي الغربي بسوهاج    العيد فرحة.. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024    ما الوقت المتبقي على عيد الأضحى المبارك.. كام يوم بالظبط؟    فستان جرئ.. بطلة إعلان "دقوا الشماسي" تحتفل بزواجها    بعد تصدره التريند.. كل ما تريد معرفته عن لطفي لبيب    خطأ هالة وهند.. إسلام بحيري: تصيد لا يؤثر فينا.. هل الحل نمشي وراء الغوغاء!    عاجل من "الصحة" بعد سحب استرازينيكا لقاحاتها من الأسواق (فيديو)    «القابضة للكهرباء»: الاستمرار فى تحسين كفاءة الطاقة للمحطات الشمسية التابعة لشركات التوزيع    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    بايدن: سيكون هناك وقف لإطلاق النار غدًا إذا أطلقت حماس سراح الأسرى    4 قضايا تلاحق "مجدي شطة".. ومحاميه: جاري التصالح (فيديو)    اليوم.. طلاب ثانية ثانوي بالقاهرة يؤدون امتحاني تطبيقات الرياضيات وجغرافيا    انهيار عقار مكون من ثلاثة طوابق دون خسائر بشرية بالمنيا    تصادم 17 سيارة وهروب السائق.. ماذا حدث على الطريق الدائري؟    وفاة نائب المستشار السويسري أندريه زيموناتزى أثناء رحلة تزلج    "رؤوسهم معلقة ومعصوبي الأعين".. تحقيق يكشف انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين بمركز احتجاز    أول تعليق من مصطفى شوبير على فوز الأهلي أمام بلدية المحلة بالدوري    إسلام بحيري: القرآن مركز الدين وما بعد ذلك نتكلم فيه براحتنا    حدث بالفن| شيرين رضا مع عمرو دياب في الجونة وحفل زفاف ابنة مصطفى كامل    أكرم السيسي: الاحتلال الإسرائيلي يستطيع التلاعب باللغويات لترويج أفكاره    حظك اليوم برج العذراء الأحد 12-5-2024 مهنيا وعاطفيا    التحكيم وتأخير عقاب الشيبي.. يلا كورة يكشف كواليس مذكرة احتجاج الأهلي لاتحاد الكرة    «التعليم» تعلن حاجتها لتعيين أكثر من 18 ألف معلم بجميع المحافظات (الشروط والمستندات المطلوبة)    إسلام بحيري يوضح مصادر تمويل مركز تكوين للفكر العربي.. ويؤكد: المؤسسة تعمل منذ عامين    غدا.. معرض المشروعات الهندسية بكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف    خلال تدشين كنيسة الرحاب.. البابا تواضروس يكرم هشام طلعت مصطفى    رئيس جامعة طنطا يهنىء عميد كلية الطب لاختياره طبيبا مثاليا من نقابة الأطباء    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    "صحة أسوان" تنظم قافلة طبية مجانية بقريتى العتمور ودابود    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    للتوفير في الميزانية، أرخص وجبتين يمكنك تحضيرهم للغداء    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الشرق الأوسط إلي أبوظبي
طارق الشناوي يكتب من أبو ظبي:
نشر في صوت الأمة يوم 22 - 10 - 2010

· داوود عبد السيد يقدم رسالة من الله لكن من قال إن كل البشر يستطيعون قراءة رسائل الله
· «رسائل البحر» عنوان للسينما المصرية في مهرجان أبو ظبي
· اتفاقية السلام محور فيلم تسجيلي طويل يرصد كواليس كامب ديفيد
تعلن مساء اليوم «الجمعة» نتائج مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الرابعة والذي يحمل في هذه الدورة لأول مرة اسم أبوظبي حيث إنه منذ تأسيسه في عام2007 مع الدورة الأولي وهو يرفع شعار مهرجان «الشرق الأوسط» وهذا العنوان الجغرافي كان يوحي أيضا بتوجه سياسي ولكن في هذه الدورة عاد اسم أبوظبي للمهرجان أو بمعني أدق استرد المهرجان اسمه لأنه لا يوجد مهرجان في الدنيا إلا ويحمل اسم المدينة.. «كان»، «برلين»، «فينيسيا»، «القاهرة»،و «دمشق» وهكذا جاء القرار بأن يلتصق اسم أبوظبي بالمهرجان وألا يتقيد بمنطقة الشرق الأوسط بل تمتد فعالياته لينتقي الأفضل في كل دول العالم بدون حدود جغرافية كذلك يسمح المهرجان بأن تتعدد أطيافه ما بين الروائي والتسجيلي والفيلم الطويل والقصير من خلال خمس مسابقات تحمل واحدة منها اسم الآفاق الجديدة يرأس اللجنة ايليا سليمان المخرج الفلسطيني الحاصل علي جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم في الشرق الأوسط في الدورة الماضية للمهرجان عن فيلمه «الزمن المتبقي» وفي هذه اللجنة أيضا يشترك النجم المصري خالد أبوالنجا الذي ينتقل بعد ذلك مباشرة إلي مهرجان قرطاج كعضو لجنة تحكيم للأفلام القصيرة.
من الأفلام التي نرشحها بقوة للجوائز في هذه الدورة «أرواح صامتة» الروسي و«تشيكو ورينا» إسبانيا و«سيرك كولومبيا» البوسني و«حياة السمك» تشيلي و«رسائل بحر» المصري، اللجنة يرأسها المخرج الأرجنتيني لويس بيونز.
لانزال ننتظر «رسائل» داود!!
يأتي داود عبدالسيد للمهرجان بفيلمه الروائي «رسائل بحر» باعتباره هو عنواناً للسينما المصرية في هذه الدورة.. وأغلب المهرجانات التي اقيمت في هذا العام كان «رسائل بحر» هو الأسم الأول في الاختيار.. والرسائل التي يقدمها الفيلم تمزج بين لانهائية البحر وأعماق مشاعر الإنسان.. حضور البحر عند داود هو اعتراف بالقوة التي تسيطر علي العالم وهكذا فإن البطل الذي أدي دوره في الفيلم «آسر ياسين» يمارس مهنة الصيد برغم أنه خريج كلية الطب لتصبح السنارة التي يصطاد بها هي الخيط الذي يربطه بالقوة الالهية.. ولهذا فإن قانون المقايضة وهو أول القوانين الاقتصادية في العالم كله- قبل اختراع الفلوس - تعطي شيئاً تحصل علي مقابل آخر وهكذا في كل جوانب حياته يلجأ للمقايضة حتي المرأة «نورا» التي أدت دورها «بسمة» كان يعتقد أنها امرأة داعرة يتعامل معها بنفس القانون يمنحها عشرة جنيهات والباقي سمك.. حتي مع صديقه البودي جارد الذي أدي دوره «محمد لطفي» عندما أراد أن يكافئه علي إنقاذه له بعد أن احتسي الخمر ولم يدرك كيف يعود إلي منزله منحه «لفة سمك».. دائما رزقه علي البحر والله هو مانح الرزق ولهذا يصبح عتابه الموجه إلي البحر هو عتاب أيضا إلي الله الذي منحه الكثير حتي وهو ليس في احتياج إليه ولكنه لحكمه إلهية تخفي دائما علي البشر في لحظات لا يرسل له رزقه ولهذا يسأل تمنحني الكثير وأنا غير محتاج وتضمن علي وأنا أتضور جوعا.. إنه صراع داخلي بين العبد وربه منحه «داود عبدالسيد» حضورا لأنه صعد به من الداخل إلي الخارج.. تبدو أيضا العلاقة مع الموسيقي هي علاقة مطلقة مثل الحرية ولهذا جاء في الصورة التي يقدمها «داود» حضور دائم للفيلا التي تنبعث منها أصوات الموسيقي حرص «داود» علي ألا نري شيئا منها لا نري العازف أو العازفة.. «يحيي» اسم البطل هو في المسيحية «يوحنا المعمدان» وهي نبي في الإسلام، أي أنه يحمل أيضا رسالة للبشر أجمعين.. الموسيقي تبدو وكأنها رسالة سماوية في العالم كله لأنها اللغة الوحيدة التي لا يشترط إجادتها لتفك شفرتها الإلمام بمفردات ما ولكنك قد تحبها أو ترفضها ولا تدري لماذا.. قد تحركك أو تسعدك بلا أي كلمات مباشرة.. الشباك داخل الفيلا تضيء أنواره ويفتح لكننا لا نري شيئا بداخله سوي موسيقي تنبعث منه ينسج «داود» حالة الفيلم الكونية لتلك الرؤية في إطار واقعي حيث إنه عندما تستبد به النشوة لا يملك سوي أن يقتحم الفيلا يتسلق الأسوار ويلقي القبض عليه ويأتي العفو من تلك الشخصية الوهمية.. هي نفسها الشخصية التي تقدمت بشكوي ضده.. الموسيقي هي المعادل للحرية والحرية ترفض القيود التي يضعها البشر في صياغة قانونية أو أخلاقية ولكنها في كثير من الأحيان تنتهك معني الحرية.. وهكذا نكتشف أن بطل الفيلم لا يجب أن يقتني الموسيقي لا راديو أو تليفزيون لديه في المنزل يعتقل فيه الموسيقي التي يحبها ولا كاسيت أو اسطوانة.. فهو يتعامل معها مثل تعامله تماما مع الرزق يأتي وفيرا أو قليلا أو لا يأتي هكذا الموسيقي إذا اقتنيتها في البيت فأنت تضمن مستوي واحداً رفيعاً بلا أخطاء ولكنك ينبغي أن تذهب إليها حيث تعزف وتنتظر النتيجة تأتي لك أم عليك.. العلاقات تتجسد في الفيلم مع البشر هكذا بلا مواربة.. الجارة العجوز التي أدت دورها «نبيهة لطفي» إيطالية عاشت في الإسكندرية لكنها أمام إصرار الحاج صاحب العمارة الجديد الذي أدي دوره «صلاح عبدالله» تقرر أن تعود إلي بلدها.. الحقيقة أنه ليس قرارا بقدر ما هو إجبار حيث أنها تجد نفسها مجبرة علي أن تغادر الإسكندرية المدينة - الكوزموبوليتان - متعددة الأماكن والشخصيات والأديان والأعراف التي انصهر فيها الجميع لكنها لم تعد كذلك في السنوات الأخيرة صارت ترفض المختلف ربما لم يطرح السيناريو هذا البعد الفكري بوضوح ومباشرة في علاقة السيدة الإيطالية مع المجتمع باستثناء صاحب البيت الذي يريد طردها ولكنك من الممكن أن تلمحه في ردود أفعالها وهي تطلب بإلحاح من «آسر ياسين» أن يحصل علي ما يريده من محتويات الشقة لأنها سوف تتركها كذلك في وداعها أكثر من مرة لآسر ياسين فهي مجبرة علي الرحيل.. في الصورة التي يقدمها «داود» تجد أنه عندما يحكي البطل أو يتحدث مع نفسه نري الكاميرا تنتقل إلي الجدران لتحكي التاريخ تتضح من خلال الرسومات بما يختزنه الزمن الذي عاشته إنها ليست تجاعيد السنين كما تبدو علي الوجوه ولكنها ملامح الزمن التي تتحدي ضراوة وقسوة الزمن.
قدرة «داود» علي أن يضع نجومه في مناطق إبداعية ووهج وألق خاص هكذا رأيت «آسر ياسين» لم تكن المرة الأولي له في البطولة سبق أن لعبها في «الوعد» إخراج «محمد ياسين» هذه المرة أري درجة حميمية عالية جدا مع الكاميرا تنقل إلينا قدرة علي التلوين الحركي والنفسي في أداء درامي لواحدة من أدق الشخصيات دراميا في تاريخنا إنه محتفظ بالبراءة التي لم تلوثها قسوة الزمن.. «بسمة» أمسكت بمفردات الشخصية.. اقتصاد وتكثيف هي ليست داعرة ولكنها تمثل ذلك أمام «آسر» وهكذا صار عليها أن تمثل أنها تمثل والتعبير عن الاحتياج العاطفي أكثر مما هو احتياج جنسي وتلك هي المعضلة الرئيسية في الفيلم وهو ما نجحت «بسمة» في اجتيازه والتعبير عنه بألق وحضور.. «نبيهة لطفي» اختيار زكي جدا من «داود» إنها مخرجة بل هي واحدة من أهم مخرجات الفيلم التسجيلي في عالمنا العربي إلا أن «داود» أجاد توظيف ملامحها في الدور وهي أيضا تعايشت يحضور خاص مع السيدة الإيطالية و«سامية أسعد» الوجه الجديد الذي يقدمها لأول مرة علي الكاميرا كانت مفاجأة بكل ما تحمله من طزاجة في التعبير.. «دعاء حجازي» إنها تؤدي دور المرأة المثلية جنسيا لكنك لا يمكن أن تستشعر أي ابتذال بحركة أو نظرة.. كذلك قدم «داود» درسا سينمائيا لا أقول أخلاقيا هو كيف للمخرج أن يعبر عن موقف الجنسي بدون إثارة أو ابتذال تجاري.. وهكذا استمعنا إلي حوار «دعاء» و«سامية» من حجرة بيت «آسر» بعد أن صعدا إلي هناك.. رأينا الكاميرا وهي تأخذ وجهة نظر عين «آسر» نشاهد حركة في الحجرة بإضاءة خافتة وهي تسير علي باب الغرفة ثم تضع علي السرير وهما يستكملان الحوار بلا ابتذال المعني الذي أراده المخرج وصل.
أما «محمد لطفي» فإنه الممثل العملاق الذي قدم أجمل وأروع أدواره وواحدا من أفضل ما رأيناه علي الشاشة» هو شخصيته علي الورق مكتوبة بألق وأيضا تفهم وذكاء من «لطفي» لكل تفاصيلها.. مدير التصوير «أحمد المرسي» الذي شاهدناه من قبل في «ملك وكتابة» لكاملة أبوذكري.. كان عميقا وهو يعبر عن رؤية المخرج من أبدع ما قدم ذلك الاضاءة للفيلا التي تنبعث منها الموسيقي وكأنها تحمل رسالة روحية.. أيضا «أنس أبوسيف» في ديكور وعينه التي تختار مواقع التصوير لتجمع في لحظات بين الزمن واللحظة وربما لهذا السبب حرص المخرج علي تحرير الزمن فأنت لا تري مثلا تليفون محمول وال أحداث الفيلم حتي يظل الزمن قابلا للحركة للأمام والخلف!!
المخرج يقدم رسالة من الله ولكن من قال إن كل البشر يستطيعون قراءة رسائل الله!
هل كان أشرف مروان جاسوسا مزدوجا
توثيق اتفاقية سلام هو واحدة من الأفلام التسجيلية الطويلة التي عرضت في اطار مهرجان أبوظبي الفيلم عنوانه القنوات الخلفية ثمن السلام حيث أن يقدم لقاءات مع الأطراف الذين عاصروا كواليس اتفاقية كامب ديفيد التي عقدت عام 1979من الذين شهدوا علي تفاصيل الاجتماعات ما لم يقل وما أعلن نصفه فقط كل من جيمي كارتر وبطرس غالي وهنري كسينجر ووزير الخارجية السابق الراحل أحمد ماهر وأعتقد أن هذا هو التسجيل الأخير له.. المنتج يوثق لأدوار يلعبها كل من الملك المغربي «الحسن الثاني» والرئيس الروماني «تشاو شيسكو» وحسن التهامي.. كانت هذه هي القنوات الخلفية التي أدت إلي توقيع الاتفاقية، كما أن الفيلم يوضح الدور الذي لعبه جيمي كارتر وكان يلعب دائما علي المشاعر الإنسانية لكل من أنور السادات ومناجم بيجن، أكثر من مرة كان السادات يستعد لمغادرة كامب ديفيد بعد أن يوقن بأنه لا سلام ويخرج حقائبه خارج مقر إقامته استعدادا للرحيل ثم تأتي زيارة معاصرة من كارتر يضغط عليه من أجل البقاء ويمارس نفي الموقف مع بيجن.. ويظل بالفيلم بعض الوثائق منها مثلا وصفهم لاشرف مروان باعتباره عميلا مزدوجا لمصر وإسرائيل ولا أتصور أن فيلما وثائقيا يرمي بالحقائق جزافا، المؤكد أن صناعة ومخرجه الأمريكي هاري هنكله لديه ما يؤيد هذه الصفة التي ألصقها بأشرف مروان رغم التكذيب الرسمي الذي حرصت عليه الدولة المصرية!
*************
«نسخة مطابقة» فيلم إيراني لا يرتدي الحجاب!
يحاول البعض أن يجد تعريفا جامعا مانعا للسينما الإيرانية باعتبارها مجرد سينما محجبة وكم يظلم هذا التعريف تلك السينما لأنها في الحقيقة سينما ثرية بالأفكار سواء ارتدت البطلات الحجاب أم خلعنه.. شاهدت في «كان» فيلم «عباس كيروستامي» المخرج الإيراني الشهير« 70 عاما» واسم الفيلم «نسخة أصلية» إنتاج فرنسي الذي يعرض في مهرجان «أبوظبي» في إطار عروض السينما العالمية.. نحن بصدد مخرج يقدم أفكاره بعيدا عن القيود الشكلية التي تفرضها الرقابة الإيرانية ورغم ذلك نري في الفيلم كل ملامح السينما الإيرانية التي شاهدناها من قبل في أعمال «كيروستامي».. كانت الفرصة مهيأة أمام «كيروستامي» لتقديم مشاهد في فيلمه الفرنسي الإنتاج لا تتقيد بالقواعد الصارمة للرقابة الإيرانية لأنه يقدم فيلمه بالطبع لجمهور آخر ومن خلال شركة إنتاج لا يمكن أن ترضي بفرض شروط مسبقة علي الواقع الفني!
بطلة الفيلم «جولييت بينوش» لا ترتدي الحجاب وليس هناك ما يمنع من أن تقيم علاقة داخل أحداث الفيلم مع النجم الذي شاركها البطولة «وليام شيمل» إلا أن المخرج رأي فنيا أن هذا يتناقض مع عمق الفيلم، فكرة الفيلم كما روت «بينوش» حكاها لها «كيروستامي» أثناء زيارة لها في طهران.. الفكرة قائمة علي الوهم الذي يصل بنا إلي شاطيء الحقيقة.. بأن يعيش الإنسان قصة مختلقة هو الذي ينسج أحداثها فيعتقد من فرط المعايشة أنها حدثت بالفعل.. قالت «بينوش» إن «كيروستامي» في البداية أكد لها أنه كان البطل الحقيقي وبعد أن صدقته أكد لها مرة أخري أن كل ما ذكره لها لم يكن له أساس من الصحة وكان تفسير «جولييت بينوش» أن «كيروستامي» يريد أن يختبر معها الفكرة وإلي أي مدي هي صدقت أيضا تلك الأحداث وقرر أن يلاعبها بنفس قانون اللعبة الدرامية التي وضعها في فيلمه!
تؤدي «بينوش» دور امرأة فرنسية الأصل لديها «جاليري» تعرض فيه اللوحات والتماثيل المقلدة تلتقي مع كاتب بريطاني بإحدي المدن الجنوبية الإيطالية.. الكاتب لديه بضع ساعات قليلة علي موعد الطائرة التي ستعود به إلي بريطانيا وتبدأ شرارة الحب في الكنيسة التي يزورها الكاتب بصحبة صاحبة الجاليري وهكذا حدث نوع من التوافق بين اتجارها في اللوحات التي تحاكي بها الأصل وبين حياتها الشخصية .. تجيب «بينوش» لمن يسألها عنه تؤكد أنهما زوجان قبل 15 عاما.. وتكبر كرة الثلج ويزداد حجم الكذبة وتخبر أصحاب فندق بجوار الكنيسة أنهما أمضيا شهر العسل في هذا الفندق وتطلب منهم أن تصعد هي وزوجها المزعوم إلي الغرفة التي شهدت شهر العسل المزعوم وتمسك بالوسادة، وتقول له إن رائحته لا تزال تعيش فيها.. ويبدأ هو أيضا في الاقتناع بأن ما ترويه «بينوش» هو الحقيقة وتقترب الساعة من موعد مغادرة الطائرة وضرورة ذهابه ونستمع إلي صوت دقات جرس الكنيسة الذي يعلو وتنتهي الأحداث بصوت الأجراس.. بينما السؤال هل سيتحول الوهم إلي حقيقة وهل ما ذكرناه كان بالفعل وهما؟.. تلك هي النسخة الأصلية أو بالأحري «المطابقة» التي أرادها «كيروستامي» حيث إن بها كل مواصفات الأصل فلماذا لا نستبدلها ونتعامل معها باعتبارها هي الأصل؟ هذا هو السؤال المطروح داخل الفيلم؟!
أداء ممتع لجولييت بينوش التي صارت في العشر سنوات الأخيرة أيقونة السينما الفرنسية حتي أنهم اختاروا صورتها لتصبح بوستر الدورة الأخيرة في مهرجان «كان» وحصلت بالفعل علي جائزة أفضل ممثلة عن هذا الفيلم.. لم يكن بطل الفيلم لديه القدرة علي مجاراة إبداع «بينوش» المليئة بالتلقائية والسحر وظل المخرج «عباس كيروستامي» محتفظا بنفس ملامحه الإبداعية وهي التأمل لكل ما يدور في الحياة وأفلامه مثل «طعم الكرز» الحاصل علي «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» قبل 13 عاما كل أفلامه التي أخذت عناوينها من الأرقام مثل «10» و«5» وغيرها كلها قائمة علي تأمل الحياة.. لم يقدم «كيروستامي» بطلة محجبة ورغم ذلك شاهدت فيلما إيرانيا خالصا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.